شما المقبالي: «الخود» تحمل روح التراث وأناقة الحاضر

هادئة وحالمة، وتعشق الفنون بكل أشكالها؛ فشخصيتها المتأملة شكلت موهبتها في تصميم الأزياء، واقتحام عالمه.. إنها شما المقبالي، مصممة الأزياء الإماراتية الطموحة، التي ترى أن الأزياء ليست مجرد قطع قماش، بل لغة تعبر عن الهوية، والثقافة، والجمال الأصيل. وتحمل في قلبها حلماً بأن يصل الزيُّ الإماراتي إلى الع

هادئة وحالمة، وتعشق الفنون بكل أشكالها؛ فشخصيتها المتأملة شكلت موهبتها في تصميم الأزياء، واقتحام عالمه.. إنها شما المقبالي، مصممة الأزياء الإماراتية الطموحة، التي ترى أن الأزياء ليست مجرد قطع قماش، بل لغة تعبر عن الهوية، والثقافة، والجمال الأصيل. وتحمل في قلبها حلماً بأن يصل الزيُّ الإماراتي إلى العالمية، حاملاً تراث الدولة إلى مختلف بقاع الأرض.. «زهرة الخليج» زارت مشغلها في أبوظبي، وكان هذا الحوار:

  • شما المقبالي: «الخود» تحمل روح التراث وأناقة الحاضر

ما الذي ألهمك دخول عالم تصميم الأزياء؟

في البداية، ألهمني ارتداء نساء عائلتي أجمل «المخاوير»، والثياب التراثية، التي كانت تبهرني، خاصةً في المناسبات العائلية. وخلال المرحلة الجامعية، كنت أغير تصاميم بعض الملابس عند الذهاب للخياط، وعندما أرتديها؛ كنت أتلقى تعليقات الإعجاب دائماً؛ ما شجعني على الاستمرار في هذا المجال. أيضاً، حبي العميق للفنون، بأشكالها، جعلني أرى الأزياء كأنها لوحة فنية، أعبّر - من خلالها - عن رؤيتي الجمالية، كذلك، السفر واكتشاف الثقافات المختلفة يلهمان رؤيتي التصميمية، وتنوع الأقمشة، والأساليب التي تعكس روح كل بلد. 

اسم تراثي

ما الأزياء، التي تركزين عليها في تصاميمك؟

تصاميمي متنوعة؛ لأن الفتاة الإماراتية اليوم مجتهدة، وتعمل في المجالات كافة؛ وتحتاج لأزياء عملية وأخرى للمناسبات. لا أركز فقط على الأزياء التراثية، بل أصمم أيضاً قطعاً بسيطة وناعمة، تناسب حياتها العملية؛ فتشمل تصاميمي: المخاوير التراثية، والجلابيات الأنيقة بالتطريز الناعم، والفساتين الفخمة للمناسبات، والعبايات ذات القصَّات المبتكرة، والأزياء العملية والبسيطة في الوقت نفسه، وأعيد تصميم الأزياء التراثية بروح معاصرة. 

  • شما المقبالي: «الخود» تحمل روح التراث وأناقة الحاضر

لماذا اخترتِ «الخود» اسماً لعلامتك التجارية؟

اخترت اسم «الخود»؛ لأن هذه الكلمة موجودة في تراثنا، وفي الثقافات العربية، وتعبر عن الفتاة الجميلة. لقد أردت اسماً يعكس جمال الفتيات العربيات عامةً، والإماراتيات خاصةً. هذا الاسم يحمل عمقاً ثقافياً وتاريخياً، ويعكس فلسفتي في التصميم، وهي «إبراز الجمال الأصيل للمرأة العربية، بما تحمله من رقي، وأناقة». 

ما الذي يميز أسلوبك الشخصي في التصميم؟

أجمع، دائماً، بين البساطة والفخامة، كما تنعكس شخصيتي في حبي للخطوط النظيفة، والتفاصيل المدروسة، بينما تظهر روحي في اللمسات الفنية، والإبداعية. أيضاً، أمزج الأسلوبَيْن العصري بالتراثي، فأصنع قطعاً تناسب المرأة الخليجية في مختلف مناسباتها. 

ما الخامات المفضلة لديك، ولماذا؟

أحب الأقمشة كافة، فكل قماش يناسب تصميماً معيناً؛ يبرز جمال القطعة؛ وقد تعلمت من السفر، واكتشاف الثقافات المختلفة تقدير تنوع الأقمشة، وما يعكسه من روح كل بلد. فأستخدم، عادةً، الكتان للفساتين الصيفية البسيطة والأنيقة، والفسكوز والحرير للملابس التراثية والمخاوير، وأي أقمشة أخرى أكتشفها في رحلاتي.

  • شما المقبالي: «الخود» تحمل روح التراث وأناقة الحاضر

كيف تعكسين الثقافة الإماراتية في تصاميمك؟

لا تخلو مجموعاتي من العبايات السوداء، والتلي، والزري، والثوب، والكندورة. ورغم انتشار التصاميم العصرية، يبقى للأزياء الإماراتية حضور خاص وإقبال من النساء محلياً وخليجياً وعربياً، وحتى من الأجنبيات اللاتي ينجذبن لجمالها ويسألن عنها، ما يجعلني فخورة بنشر ثقافتنا أمام العالم. 

أناقة.. ورقي

من المصممة، التي تعتبرينها قدوتك، ولماذا؟

هناك مصممتان ملهمتان لي بشكل خاص، هما: المصممة السعودية هنيّدة الصيرفي؛ فتصاميمها تعكس الثقافة الخليجية بأناقة ورقي، وتستخدم التطريز في تنفيذ أزياء تتسم بالفخامة. وأيضاً المصممة الإماراتية صفية النويس، فأزياؤها ليست أنيقة فحسب، بل طريقة تعاملها مع النساء وشخصيتها المميزة، ومهاراتها التصميمية، تجعلها قدوة حقيقية. وإذا تحدثنا عن الإلهام في التصميم بشكل عام، فكل ما هو تراثي ويعكس ثقافتنا، يلهمني بشكل كبير، ويجعلني أفكر بطريقة أكثر تطوراً.

  • شما المقبالي: «الخود» تحمل روح التراث وأناقة الحاضر

كيف تتابعين أحدث اتجاهات عالم الأزياء؟

وسائل التواصل الاجتماعي سهّلت متابعة عروض الأزياء الحية.. العالمية، والمحلية. كما أتابع اتجاهات الموضة، من خلال المجلات، والمواقع الإلكترونية المتخصصة. والتفاعل مع مجتمع المصممين على وسائل التواصل، وزيارة المعارض، والفعاليات الفنية، التي أعشقها. 

  هل هناك تقنيات أو أساليب تصميم تفضلينها، بشكل خاص؟

الأساليب التي أستخدمها تعكس شخصيتي الهادئة، وحبي للتفاصيل، كالتطريز اليدوي الذي نتميز به، و«الهوت كوتور»، حيث نصمم أرقى فساتين السهرة، بتقنية «الدرابية»؛ لإضفاء الانسيابية، وتقنيات الخياطة العالية الجودة، ودمج تقنيات مستوحاة من ثقافات مختلفة، تعلمتها في رحلاتي.

كيف ترين مستقبل صناعة الأزياء في الإمارات؟

توجد لدينا مبدعات إماراتيات أبهرن العالم، وإذا تم إنشاء مجالات تعليمية؛ لتطوير مهاراتهن، وإبرازها، وتسهيل مشاركتهن عالمياً، فسيكون المستقبل مشرقاً جداً. إن الإمارات تستثمر بقوة في الصناعات الإبداعية، وأتوقع أن نصبح مركزاً عالمياً للأزياء، التي تحترم التراث، وتواكب العصر. 

  • شما المقبالي: «الخود» تحمل روح التراث وأناقة الحاضر

كيف تتعاملين مع آراء العميلات، وتعليقاتهن على تصاميمك؟

دائماً، يتم التواصل مع العميلات بعد تسليم الطلب؛ للتأكد من عدم وجود أي تعليقات، أو ملاحظات. فرغبات العميلات مختلفة، وتغيير بعض التصاميم لتلبية رغباتهن أمر مُرَحَّب به. كما أن التواصل المباشر معهن يساعدني في فهم احتياجاتهن، ويثري تجربتي الإبداعية. 

ما نصيحتك للإماراتيات الراغبات في دخول مجال الأزياء؟

لكل فتاةٍ ترغب في دخول هذا المجال، أقول: ابدئي بالتعلم الجاد، واكتساب المهارات الأساسية، وحافظي على هويتك الثقافية، واهتمي بالجودة، وكوني صبورة ومثابرة؛ فالنجاح يحتاج إلى وقت، واستفيدي من التكنولوجيا، ووسائل التواصل، وابحثي عن موجه، واكتشفي شخصيتك الفنية، واتركيها تظهر في تصاميمك.

ما طموحك في مجال تصميم الأزياء؟

أطمح أن تصبح «الخود» عنواناً للأناقة والفخامة، وأن تمثل الإمارات بشكل مشرف، وأن تكون تصاميمي رمزاً للجمال الإماراتي الأصيل ومرجعاً تراثياً يحتذى به.