شمه البستكي: المجتمعات الإبداعية النسائية تساند الكاتبات

شمه البستكي، الشاعرة الإماراتية، التي تمزج الشعر التجريدي بالتجربة الاجتماعية، تواصل ترك بصمتها في الأدب العربي والعالمي. ففي ديوانها «بيت لبيت»، قدمت أسلوبًا مبتكرًا في الشعر «الإثنوغرافي»؛ ما جعل عملها يُدرَّس في اليابان كنموذج لهذا النوع الأدبي. وخارج حدود القصيدة، تُسهم شمه في المشهد الثقافي؛ كو

شمه البستكي، الشاعرة الإماراتية، التي تمزج الشعر التجريدي بالتجربة الاجتماعية، تواصل ترك بصمتها في الأدب العربي والعالمي. ففي ديوانها «بيت لبيت»، قدمت أسلوبًا مبتكرًا في الشعر «الإثنوغرافي»؛ ما جعل عملها يُدرَّس في اليابان كنموذج لهذا النوع الأدبي. وخارج حدود القصيدة، تُسهم شمه في المشهد الثقافي؛ كونها سفيرة لمتحف اللوفر أبوظبي منذ عام 2015، إلى جانب مساهماتها في فعاليات ثقافية، ومنصات أدبية، تدعم حضور الكاتبات الإماراتيات.. في هذا الحوار مع «زهرة الخليج»، نقترب من عالمها الشعري، ورؤيتها لمكانة المرأة الإماراتية في تشكيل المشهد الثقافي بتنوعاته، وامتداداته:

من الجذور.. كيف تشكلت علاقتكِ مع الشعر، والكتابة؟

علاقتي بالشعر بدأت في طفولتي، فقد كان يقرأه لي والداي منذ الصغر، خاصة أبي؛ كونه فناناً تشكيلياً، فخيالي تغذى على الإبداع البصري واللغوي. في السابعة من عمري كتبت أول قصيدة، وعندما قرأتها معلمتي، نشرتها في جريدة المدرسة، ثم لحنها أستاذ الموسيقى، وغناها زملائي في الصف. كانت تلك لحظة لا تُنسى، شعرت خلالها بأن كلماتي لها حياة، وصوت، وأثر. ومنذ ذلك الحين، أصبحت الكتابة مساحة شخصية للتعبير؛ فكنت أشعر بالأشياء بعمق، وأجد في الورقة والقلم ملاذاً حقيقياً.

كتابة إبداعية

درستِ في جامعتين مرموقتين: نيويورك أبوظبي، وهارفارد.. كيف انعكست التجربتان على صوتكِ الأدبي؟

كل تجربة أضافت إليَّ أداة جديدة؛ لفهم الكتابة. ففي جامعة نيويورك أبوظبي، درست الأدب، والكتابة الإبداعية، إلى جانب البحث الاجتماعي، وهناك بدأت أولى محاولاتي لمزج الشعر بالبحث؛ فصدر ديواني الأول «بيت لبيت»، المستلهم من الذاكرة المجتمعية في خور دبي، وكتبته بأسلوب «الشعر الإثنوغرافي»، الذي أصبح، لاحقاً، في صلب مشروعي الأدبي. أما في هارفارد، فقد عدت إلى الكتابة من زاوية مختلفة. وعلى الرغم من تركيزي الأكاديمي على دراسات الشرق الأوسط، طلبت أن تكون أطروحتي ديواناً شعرياً مستلهماً من اللغة والتراث العربي؛ فكتبت ديوان «المجاز»، الذي حاز جائزة أفضل أطروحة. وقد كتبته متأثرة بممرات المشاة، وأشكال الشعر العربي الكلاسيكي، مثل: المعلقات، والشعر النبطي.

  • شمه البستكي: المجتمعات الإبداعية النسائية تساند الكاتبات

إلى جانب الكتابة، شاركتِ في فعاليات ثقافية حول العالم.. حدثينا عن رؤيتك لدور الشاعر في هذه المنصات!

الكثيرون يظنون أن الشاعر يُجمل الحقيقة بكلماته، لكنني أراه كمن يحول الشعور إلى لغة صافية. فالشاعر ليس مجرد مبدع، بل صوت يعبر عن الحقيقة بلغة تمس القلب. لذلك، حين أشارك في منصات عالمية، أحاول أن أكون صوتاً يحمل هذه الروح. مؤخراً، شاركت في معرض الكتاب بكوريا الجنوبية، وقد كنت فخورة بهذه المشاركة؛ لأنني كنت أمثل الأدب الإماراتي مع مؤسسة الإمارات للآدب، وزرنا بعض الجامعات هناك، وتفاعلنا مع أساتذة وطلاب يتحدثون الفصحى العربية، في مسعى إلى نشر الأدب الإماراتي هناك.

تفاعل.. وتشجيع

كونكِ من المؤسسين لمجتمع «فصول بلا عنوان».. ما أهمية توفير فضاء للكاتبات الإماراتيات؟

أسسنا «فصول بلا عنوان» عام 2011، وكنت حينها أصغر عضوة في «المجموعة». إن وجود بيئة تضم كاتبات إماراتيات شابات، كان له أثر كبير في نفسي. فهذا النوع من التفاعل ضروري في بداية أي مسيرة أدبية؛ لأن الكتابة تصبح أكثر ثراءً حين تُشارك، وحين تجد من يفهمك ويشجعك. كما أن المشهد الأدبي النسائي في الإمارات، اليوم، متطور، والمجتمعات الإبداعية النسائية تصنع روابط عميقة، وداعمة بين الكاتبات.

منذ عام 2015، تعملين كسفيرة لمتحف اللوفر أبوظبي.. كيف ترين العلاقة بين الشعر، والفن البصري؟

أستخدم اللغة ليس فقط لسرد الفكرة، بل لبناء الصورة. في تعاوني مع متحف اللوفر أبوظبي، جمعت بين الشعر، والتجربة البصرية. وأرى فرقاً بين الفن البصري، والفن الأدبي، فهما يندمجان مع بعضهما في ممارستي.

كيف تساهم الإماراتية في تشكيل الهوية الثقافية للدولة؟

المرأة الإماراتية كانت، وما زالت، عنصرًا أساسيًا في تشكيل الهوية الثقافية لوطننا. في مسيرتها، تركت الإماراتية بصمتها في المجالات كافة؛ ما يعكس تفانيها، وإبداعها في الحفاظ على ثقافة الإمارات، وتطويرها. أمي وجدتي كانتا مصدر إلهامي، وأشعر بأنني أواصل حكاياتهما بالكلمة والشعر، وأحمل جزءًا من هذه المسؤولية في تقديم صورة المرأة الإماراتية المبدعة في الأدب والفن.