صبحة الرميثي: عدستي مرآة لثقافتنا وجذورنا
عندما تُمسك المصورة الإماراتية، صبحة الرميثي، بالكاميرا، لا تبحث عن الصورة الأجمل، بل عن المعنى الأصدق، عن جوهر التراث الإماراتي في تفاصيل الزي الشعبي، والمشاهد التراثية، التي تتحدث بصمت. ففي وقتٍ يغلب عليه الاهتمام بالحداثة، اختارت الرميثي أن توجه عدستها إلى الجذور؛ لتوثق الحكاية التي تحتفظ بها الذاكرة. بدأت صبحة رحلتها في ميادين غير تقليدية، مثل سباقات الإبل، ثم انطلقت؛ لتسافر بتفاصيل التراث الإماراتي إلى العالم، حاملةً معها هوية إماراتية، تنبض فخراً في كل صورة.. في هذا الحوار، تفتح الشابة الإماراتية لنا باب رحلتها، والتحديات التي واجهتها، وطموحاتها المستقبلية:
خلال مسيرتكِ كمصورة، يظهر الارتباط العميق بالتراث الإماراتي.. هل جاء التصوير ليخدم هذا الشغف، أم أن الكاميرا كانت بوابتكِ لاكتشافه؟
ارتباطي بالتراث بدأ منذ طفولتي، فقد كنت دائمًا مفتونة بتفاصيله، من اللباس الشعبي إلى القصص، والعادات القديمة. كنت أعيش مع التراث، وأشعر بجماله وأصالته، لذلك أردت توثيقه للأجيال القادمة. وعندما تعلمت التصوير، أدركت أن الكاميرا هي الأداة المثلى لنقل هذا الانتماء بطريقة بصرية يفهمها الجميع. فالصورة تحمل مشاعر ومفاهيم تفوق الكلمات؛ فكانت هي الوسيلة التي أعبر، من خلالها، عن حبي لهذا التراث بشكل فني ومؤثر.
-
صبحة الرميثي: عدستي مرآة لثقافتنا وجذورنا
لوحة حية
في مشاركتكِ الأخيرة بمعرض أبوظبي للكتاب، قدمتِ تجربة تصوير تفاعلية.. حدثينا عنها!
في «المعرض»، أنشأت استوديو تراثياً، دُعي الزوار فيه لتجربة ارتداء الزي الإماراتي، والتقاط صور تذكارية. كانت تجربة تفاعلية، مزجت التوثيق بالتوعية، خاصة للزوار من خارج الإمارات، وقد تحولت الصور التي التقطوها إلى لوحة حية، تروي كيف يمكن للصورة أن تُجسد الروح الثقافية، وتجمع الناس في حب التراث.
بداياتكِ كانت في مجال غير مألوف للفتيات.. لماذا تصوير سباقات الهجن؟
وجدت في سباقات الهجن روح الإمارات الأصيلة؛ فالإبل جزء أصيل من وجداننا، وكل صورة هناك تحمل عبق التاريخ. ورغم أن هذا المجال كان يشكل تحدياً خاصاً في البداية، إلا أنني واجهته بكل إصرار؛ لأنني أدرك أن الشغف هو الذي يتجاوز الحواجز.
توثيق
كيف تقيمين تجربتك في التمثيل الثقافي لدولة الإمارات خارجياً؟
تجربتي في الخارج كانت غنية ومؤثرة للغاية؛ فقد شاركت في فعاليات كثيرة بدول خليجية عدة، وكنت أرتدي - خلالها - الزي الإماراتي التقليدي، وعرضت صورًا توثق تفاصيل هويتنا. كان الإعجاب من الجمهور كبيرًا، وكانت هناك رغبة حقيقية في الاطلاع على ثقافتنا. في هذه اللحظات، تصبح الصورة جسرًا حقيقيًا للتواصل، لكنها تحتاج إلى فهم عميق، ورسالة واضحة، لذلك أحرص، دائمًا، على أن تكون خلف كل صورة قصة، وسياق يرويها.
ما مشاريعكِ القادمة؟
أعمل على سلسلة بصرية، توثق تطور الزي الإماراتي بطريقة حديثة، وأطمح إلى توسيع نطاق مشاركاتي في المعارض، والفعاليات الدولية؛ لنقل تراثنا إلى عواصم العالم.
ما رسالتكِ إلى الشباب الإماراتي؟
أقول لكل شاب: لا تنتظر من يعرّف العالم بك، بل بادر بذلك؛ فلديك دائماً أداة تعكس من خلالها هويتك، سواء كنت مصوراً، أو كاتباً، أو مبرمجاً، أو حِرِفياً، وثق بأن التراث ليس شيئاً قديماً نطلع عليه، بل أساس نبني عليه مستقبلنا.