أسبوع الموضة في نيويورك.. الكعب العالي والوردي يتصدران

وسط أجواءٍ نابضة بالحياة، تواصلت عروض أسبوع الموضة في نيويورك بكثافة، لتكشف عن مزيج ساحر من الإبداع، بين التصاميم القابلة للارتداء والخيالية، وبين الجرأة الكلاسيكية واللمسات العصرية. متابعة العروض، بالفعل، تمنحنا لمحة عن اتجاهات الموسم القادمة، حيث يلتقي التقليدي والحديث في انسجام فني مذهل.

الكعب العالي يعود إلى الواجهة:

بعد أسبوع الموضة في كوبنهاغن، حيث سيطرت الصنادل المريحة، شهدت نيويورك عودة الكعب العالي بقوة. ومن أبرز صيحات الموسم: الأحذية المفتوحة من الأمام، وتلك ذات الكعب العريض، التي تجمع بين الراحة والجرأة. هذا الاتجاه يعكس أن الأناقة لا تزال مرتبطة بالقامة والطول، وأن الكعب العالي هو أكثر من مجرد عنصر جمالي، بل يُبرز شخصية المرأة، ويمنح إطلالتها حضورًا قويًا على المنصة أو في الشارع.

الوردي يكتسب عمقًا جديدًا:

اللون الوردي الفاتح، الذي لم يغب عن منصات نيويورك هذا الموسم، ظهر في مجموعات: «راشيل كومي، وماريا مكمانوس»، لتأكيد أنه لم يعد مجرد لون أنثوي رقيق، بل أداة لإطلاق الإبداع. في عرض «تبي»، أظهرت آمي سميلوفيتش قدرة اللون الوردي على تحطيم القوالب التقليدية، حيث قدمت «توب» بياقة عالية، بلون وردي فاتح مع شورت أخضر زيتي، مزيج أظهر أن التناقض بين الحلو والحيادي، ويمكن أن يمنح إطلالة جريئة ومثيرة للاهتمام. هذه المعادلة تمنح النساء فرصة لتجربة أنماط جديدة، تجمع بين الأنوثة والجرأة في الوقت نفسه، مع الحفاظ على إحساس بالراحة والعملية.

ألتوزارا والريش.. حركة وأناقة متفردة:

لم يكن الريش مجرد عنصر زخرفي في مجموعة جوزيف ألتوزارا، بل لغة تصميمية متكاملة. فمن البطّات الحريرية المطرزة، التي تحتضن من ترتديها، إلى الريش الضخم على الفساتين والكنزات، حافظ المصمم على توازن بين الرقة والغرابة، مقدمًا رؤية أنثوية،رومانسية تحمل لمسة من الفكاهة الذكية والفن الراقي. الأقمشة كانت متقنة، والتطريزات حية، لتمنح شعورًا بأن كل قطعة تحكي قصة، وتدعونا للتأمل في جمال التفاصيل الصغيرة التي تجعل كل إطلالة فريدة.

وقدّم ألتوزارا رؤية شاعرية، استوحاها من عالم الطيور، لينسج عبر مجموعته لمسات فنية غنية بالدلالات. وأبدع المصمم المعروف بقدرته على المزج بين الأناقة الرفيعة، ولمسة من السخرية الفكرية، بفساتين وبلوزات حريرية مطرزة ببراعة؛ لتجسد البجع كأنها تعانق من ترتديها.

ولم يتوقف عند ذلك، بل واصل اللعب على نفس الثيمة عبر إطلالات مزينة بريش النعام الفاخر، وتفاصيل ناعمة تحاكي الريش المتطاير على التريكو، مانحًا القطع حركة خفيفة وعفوية، تعكس روح الطبيعة برقي معاصر.

عارضات الموسم.. أوماهيرا وكيندال جينر:

برزت أوماهيرا كوجه للموسم، حيث تألقت في عروض: ويلي شافاريا، وكامبيلو، وأوف وايت، وكولينا سترادا، مثبتة مكانتها كأيقونة تتنقل بين المنصات المختلفة بسلاسة، وتجسد الرقي والمرونة في الوقت نفسه.

هذا التنوّع في مشاركاتها بأسابيع الموضة يعكس مكانتها كواحدة من الوجوه الأكثر تأثيرًا هذا الموسم، ويؤكد أن عودتها ليست مجرد مصادفة، بل خطة مدروسة لإعادة ترسيخ حضورها في عالم الموضة الذي يتغيّر بسرعة.

أما كيندال جينر، فقد أسرت الأنظار بتنورة كاملة من «البولكا دوت» مع سويتر قصير دون كتفين، مجسدة الأناقة العصرية التي تمزج بين المرح والرقي الكلاسيكي، لتصبح نموذجًا يُحتذى لمزيج من الجرأة والأنوثة.

إعادة إحياء هربرت ليفين.. تصميم متطور وتقنيات مبتكرة:

أعاد تريفور هيوستن تقديم هربرت ليفين بأسلوب مبتكر، مع أحذية ساتان مميزة مزودة بدبوس «مارتيتي»، قابل للإزالة ويمكن تحويله إلى بروش. هذا التوجه يعكس فلسفة الموضة العملية التي تجمع بين الأناقة الكلاسيكية والوظائف العملية، ويعطي مثالاً واضحًا على كيف يمكن للابتكار أن يتجسد في التفاصيل الصغيرة، التي تصنع الفرق في إطلالة المرأة.