منذ عقود، لم يكن للعطر نفس الأبعاد التي نحملها اليوم. كان شراء زجاجة جديدة حدثًا صغيرًا، لكنه مميز، مرتبطًا بتجربة تسوّق في متجر فاخر أو هدية تُقدَّم في مناسبة خاصة. في مطلع الألفية، لم يكن عالم العطور كما هو اليوم. فلم تكن هناك مراجعات على «تيك توك»، ولا حملات إعلانية تملأ «إنستغرام»، بل كنا نكتشف الجديد عبر أركان المتاجر الكبرى، أو عبر صفحات المجلات.
-
العودة الحلوة.. عطور أوائل الألفية تغزو عالم الجمال مجددًا
اليوم، ومع عودة موضة الـ«Y2K» (موضة أوائل الألفية)، والجينز المنخفض الخصر، نجد أنفسنا نعيد فتح خزائننا؛ لاكتشاف تلك الروائح التي شكّلت بداياتنا الجمالية. لتندمج مع موجة جديدة من العطور السكرية، التي تحتل رفوف العلامات الفاخرة.
أيقونات عطرية من بداية الألفية:
كانت العطور في أواخر التسعينيات، وبداية الألفية، بمثابة تذكرة دخول إلى عالم الأنوثة والرقي.. منها على سبيل المثال:
Juicy Couture Eau de Parfum (2006): عطر فاكهي زهري أبيض، وبقدر ما كان مرحًا، بقدر ما أصبح جزءًا من مظهر اجتماعي كامل، ارتبط بالبدلات الرياضية المخملية الملوّنة، التي اجتاحت العالم.
Lancôme Miracle (2000): رمز للتفاؤل والحيوية، بفضل مزيجه الوردي الحار من الليتشي والفلفل والزنجبيل.
-
العودة الحلوة.. عطور أوائل الألفية تغزو عالم الجمال مجددًا
Glow (2002) - من جينيفر لوبيز: لحظة فارقة في عالم العطور، حيث حوّلت جينيفر فكرة «الرائحة الشهيرة» إلى صيحة عالمية، بعبق نظيف يحاكي البشرة بعد الاستحمام.
Curious (2004) - من بريتني سبيرز: زجاجة فيروزية بلمسة مرحة، عكست روح البوب في تلك المرحلة، وأطلقت إمبراطورية عطرية لاحقًا.
Marc Jacobs Daisy (2007): زجاجة مزينة بأزهار بلاستيكية بيضاء، ورائحة فراولة بنفسجية تحولت إلى رمز شبابي دائم.
Elizabeth Arden Green Tea (1999): عطر منعش يشبه رشفة من مشروب بارد في صيف قائظ، ما زال يحافظ على مكانته كخيار يومي منعش.
العطور السكرية.. المتعة الخالية من الذنب:
-
العودة الحلوة.. عطور أوائل الألفية تغزو عالم الجمال مجددًا
بعد مرور عقدين، تعود الروائح الحلوة لتتصدر القوائم، لكنها اليوم تأتي بمفهوم جديد: العطور السكرية الخالية من الذنب. في أوائل الألفية، كانت الفانيليا والكراميل واليقطين تهيمن على السوق، مع عطر «Glow» من جينيفر لوبيز، ضمن الأكثر مبيعًا. اليوم، نرى انعكاس هذا الاتجاه مع مجموعة من الإصدارات الفاخرة، وتوفّر متعة حسية دون شعور بالذنب.
وتجمع هذه العطور بين نكهات: الفاكهة والفانيليا والمسك، لتمنح تجربة دافئة ومريحة، شبيهة بالحلويات، لكنها تذوب على البشرة بدل الفم. ويمكن اعتبارها بديلاً عن الحلويات نفسها. كأنها طريقة لتلبية الرغبة في الحلاوة دون إضافة السعرات الحرارية، أو لحظات من الترف والبهجة وسط ضغط الحياة اليومية.
ويصف الخبراء هذه الصيحة بأنها «حلويات خالية من الذنب». ففي زمن يفرض فيه ضبط النفس قيودًا كثيرة، تأتي العطور السكرية كمنفذ حسي يوفّر الراحة والفرح دون الشعور بالذنب. فإذا قلّل الشخص استهلاكه للسكر، قد يبحث دماغه عن طرق أخرى لإشباع هذا الاشتياق، ما يفسّر انجذاب البعض إلى العطور الحلوة.
ويقرب من الأسباب الفسيولوجية، أن فقدان الوزن السريع قد يسبب جفاف البشرة، ما يقلل ثبات العطر. هنا، تبرز أهمية العطور الكثيفة، مثل: الكراميل والفانيليا، فهي أكثر قدرة على الالتصاق بالجلد، ومنح تجربة معززة تدوم. ومن الروائح السكرية، التي صممت لا لتُشبع فقط رغباتنا الحسية، بل لتعزز المزاج، ولتمنح جرعة صغيرة من «الدوبامين»:
-
العودة الحلوة.. عطور أوائل الألفية تغزو عالم الجمال مجددًا
- Maison Francis Kurkdjian من Kurky: مزيج غني من الخوخ والتوت والفانيليا الكريمية، يوصف بأنه تجربة «توتي فروتي» مترفة.
-
العودة الحلوة.. عطور أوائل الألفية تغزو عالم الجمال مجددًا
Miller Harris Legato: يقدم نسخة حديثة من الفانيليا الغورماند، مع نوتات الكرز وخشب الصندل والمسك.
Rare Eau de Parfum - من سيلينا غوميز: يجمع الكراميل الكريمي والفستق مع الفانيليا وخشب الصندل، ويعكس دفء الخريف، ورغبة في الراحة.