العمل نظام اجتماعي، قائم على التعاون والثقة. فالعالم، اليوم، يشجعنا على الدفاع عن أنفسنا، واتباع شعارات، مثل: «افعلي ما تحبين»، ونحن نتلقى نصائح تقول: إن قول «لا» أحيانًا أمر ضروري. لكن الإفراط في الرفض قد يؤثر سلبًا في مساركِ المهني. من ناحية أخرى، تبني ما يعرف بـ«تأثير نعم»، والموافقة على بعض الفرص قد يكون الخيار الأذكى لمسيرتكِ.

  • «نعم» أم «لا».. اكتشفي «المعادلة السرية» للنجاح في مسارك المهني

متى تقولين «نعم»؟

خلال السنوات الأولى من حياتكِ المهنية، قد لا تعرفين متى تقولين: «لا»، ومتى تقولين: «نعم». لذلك، تحتاجين أحيانًا إلى الموافقة على فرص وتجارب جديدة؛ لتطوير قدراتكِ النفسية، مثل: الصبر والمثابرة والمرونة. إلا إذا خضتِ هذه التجارب، فلن تتمكني من معرفة الوقت المناسب للموافقة، أو الرفض بثقة.

وكقاعدة عامة، قولي: «لا»؛ عندما يتعارض الأمر مع قيمكِ أو أخلاقياتكِ أو نزاهتكِ المهنية، أو عندما يكون الثمن عاليًا جدًا، ويؤدي إلى ضغط نفسي أو إرهاق. وحتى عند قول: «لا»، من الضروري صياغته بطريقة مناسبة، مع اقتراح حلول بديلة، أو إعادة جدولة المهام إذا أمكن.

قول «نعم» محفوف بالمخاطر.. لكن قول «لا» أكثر خطورة:

النساء الناجحات، غالبًا، يكنّ منفتحات على التفكير الجديد والمجازفة بما لا يجرؤ الآخرون على فعله. والمفارقة أنّ النجاح الحقيقي، أحيانًا، يتطلب المخاطرة، بينما البقاء في المسار الآمن دون تجربة أشياء جديدة قد يكون أخطر على المدى الطويل. فقولك: «نعم»؛ يمكّنكِ من دفع الحدود، واكتشاف فرص كانت لتبقى مخفية، ويتيح لكِ تحقيق نتائج مبهرة.

قول «نعم» يجعلك مستمعة أفضل:

قولك: «نعم» يجبركِ على الاستماع الكامل للفكرة، ما يتيح لكِ تقييم مزاياها وعيوبها معًا. كما يمنحكِ فرصة لرؤية الأمور من منظور الشخص، الذي يقترح الفكرة. وحتى لو قررتِ، لاحقًا، عدم تبني الفكرة، فإنكِ تتعلّمين شيئًا جديدًا، وتضيفين منظورًا آخر إلى خبراتكِ المستقبلية.. بهذه الطريقة، تصبحين مفكرة أعمق، وأكثر وعيًا.

قول «نعم» يشجع على الإبداع:

ليست كل الأفكار الأصيلة مضمونة القيمة، لكن كل تفكير مبتكر يوسّع حدود إمكانياتكِ. وعندما تسمعين «نعم»، يشجّع ذلك الفريق على الاستمرار في دفع تفكيرهم، والبحث عن حلول مبتكرة، ووضع معايير جديدة لأنفسهم. أما «لا» السريعة، فستبعث برسالة مفادها أن الفكرة لا تستحق الاستماع إليها، ما يُثبط العزيمة، ويوقف الكثيرين عن استكشاف الأفكار غير التقليدية.

  • «نعم» أم «لا».. اكتشفي «المعادلة السرية» للنجاح في مسارك المهني

قول «نعم» يمكّن الآخرين:

«لا» توقف النقاش. أما «نعم»؛ فتمكّنكِ من الانخراط بفاعلية. وقولكِ: «نعم» يجبركِ على الانتباه إلى ما يفكر فيه الآخرون، وما يحاولون التعبير عنه، ويظهر لهم أن آراءهم مهمة. وهذا يعزز روح الفريق، ويحفّزهم على العطاء والإبداع أكثر.

نصائح لتبني عقلية «نعم»:

- تحوّلي من متخذة للقرارات إلى متعلّمة، واسألي نفسكِ: «ماذا يمكن أن أتعلم من هذه المحادثة؟».

- لا تقدمي الاعتراضات مباشرةً، بل اسألي المزيد من الأسئلة، مثل: «ماذا سأحتاج لجعل هذا ناجحًا؟».

- خذي وقتكِ للتفكير قبل الرد، والعودة إلى فريقكِ.

قول «لا» بحكمة:

قول «لا» ليس بالأمر السيئ دائمًا، فهو يساعد في الحفاظ على توازن صحي في العمل، ويمنحك وقتًا للتركيز على أولوياتك، والفرص المهمة التي تستحق قول «نعم». فالقدرة على رفض الأمور بشكل مدروس تساهم في توفير بيئة عمل آمنة، ومحترمة، وتساعد في تجنب الإرهاق، وتعزز التمكين الشخصي. لكن من المهم التمييز بين الرفض بسبب حدود حقيقية، وبين الرفض بناءً على أعذار غير صادقة.