في موسم حافل بالدراما والإثارة الحسية، قدم عرض «جيل ساندر» (JIL SANDER) لربيع وصيف 2026، درساً متقناً في ضبط النفس والوضوح والابتكار الهادئ، حيث أقيم العرض في المقر التاريخي للعلامة التجارية بساحة كاستيلو بميلانو، ولم يمثل الكشف عن مجموعة موسمية جديدة فقط، بل قدم حقبة إبداعية جديدة في تاريخ الدار، حيث تولى سيمون بيلوتي، المدير الإبداعي المُعين في مارس الماضي، زمام الأمور بدقة وثقة تامة، مع تكريم وتعزيز هوية الدار.
-
من ميلانو.. رؤية جديدة بروح «JIL SANDER» مع سيمون بيلوتي
عودة للمقر الرئيسي في كاستيلو:
بعد غياب دام 8 سنوات، عادت دار جيل ساندر (JIL SANDER) إلى مقرها الرئيسي في ساحة كاستيلو، مقدمة عرضاً، مثّل إعادة إحياء للدار وبداية لسيمون بيلوتي الذي وصل مباشرة من بالي، حيث اكتسب في 4 مواسم فقط سمعة طيبة بين رواد هذا المجال بفضل وضوحه ودقته. الآن، ومع إرثه العريق، أصبحت مهمته مختلفة تماماً، حيث تكريم رموز «جيل ساندر» مع المضي قدماً بنفس القدر من الإبداع.
-
من ميلانو.. رؤية جديدة بروح «JIL SANDER» مع سيمون بيلوتي
رؤية جديدة متجذرة في التراث:
جاءت البساطة على يد بيلوتي، ملموسة ودافئة للغاية، حيث تلاعب بالتصاميم المنظمة والناعمة معاً، مع زيادة أجواء من التوتر لخطف الانتباه، من خلال شقوق عالية على التنانير، وسترات مفتوحة الظهر، وفتحات رقيقة تكشف عن حمالات صدر مطرزة. كما استخدم أقمشة، مثل: حرير التفتا، والجلد المزدوج، والحرير الخام، ليس للعرض، بل للتعبير عن حركتها وحرفيتها.
افتتحت غوينيفير فان سينوس، التي كانت وجه حملات «ساندر» في التسعينيات، العرض بلفتة تجسد الحنين والواقعية. وتحدث بيلوتي عن الموازنة بين الخياطة والكلاسيكية من جهة، والحداثة والخفة من جهة أخرى، وهي ثنائية شكلت جوهر المجموعة.
-
من ميلانو.. رؤية جديدة بروح «JIL SANDER» مع سيمون بيلوتي
ترسيخ روح جيل «ساندر» في الإطلالات:
عاد المعطف الأيقوني ذو الوجهين إلى الظهور في مجموعة ربيع وصيف 2026، هذه المرة بجلد ناعم بإتقان يُثير الإعجاب، حيث تميزت الخياطة بلمسات غير متوقعة، من خلال فتحات تكشف عن الجلد، وسراويل بفتحات واضحة، وسترات مشقوقة من الخلف. في مواضع أخرى، لجأ بيلوتي إلى الهشاشة، فوضع طبقات من الأقمشة المحبوكة الشفافة بألوان ناعمة وباهتة، أو لصق حريراً غير مخيط بطيات ميلفي على فستان قصير.
-
من ميلانو.. رؤية جديدة بروح «JIL SANDER» مع سيمون بيلوتي
وكان من أبرز عناصر المجموعة، الاهتمام بالتفاصيل والتعقيد الخفي، حيث طيات الخصر الشبيهة بالأوريغامي، والقصات النحتية عند الوركين، والتطريز الذي شكل الثوب بدلاً من مجرد تزيينه، أظهر براعة في الشكل والوظيفة.
واتسمت لوحة الألوان بالتوازن أيضاً، حيث جاءت كطيف من الأبيض والأسود والكريمي والدرجات الهادئة، يتخللها لون أزرق كهربائي أو أرجواني ناعم. وبدت هذه الدرجات متعمدة - كلحظات من العاطفة تخترق الهدوء.
-
من ميلانو.. رؤية جديدة بروح «JIL SANDER» مع سيمون بيلوتي
لم يقتصر اختيار الخامات على جاذبيتها البصرية فقط، بل امتد إلى كيفية تفاعلها مع الجسم والهواء. ففي بعض القطع، ارتسمت طبقات الحرير كالورق؛ وفي قطع أخرى، احتفظت المعاطف الجلدية بشكلها النحتي دون أن تفقد خفتها.
وعلى عكس الجرأة المفرطة التي برزت في عروض أخرى هذا الموسم، لم تجذب أقمشة جيل «ساندر» الانتباه، بل دعت إلى الألفة من خلال نظرة أقرب وأبطأ.
-
من ميلانو.. رؤية جديدة بروح «JIL SANDER» مع سيمون بيلوتي
إكسسوارات تزيد تأثير روح جيل «ساندر»:
في هذه المجموعة، لا يمكن نسيان الإكسسوارات التي جاءت مؤثرة للغاية مع الإطلالات، حيث اتبعت الأحذية نفس نهج الأزياء؛ بتصميمات هندسية لكنها عملية. من خلال أحذية أوكسفورد لامعة بمنحنيات غير متوقعة، وأحذية باليه مسطحة بقصات غير متماثلة، وأحذية بكعب مربع تعكس خطوط الملابس. فقد كانت الإكسسوارات بسيطة لكنها مؤثرة، كما كانت مدمجة في التصميم بدلاً من إضافتها كأفكار ثانوية.