بين التراث العريق والابتكار المعاصر، تواصل «كارتييه» (Cartier) ترسيخ حضورها في المنتجات الجلدية بالروح نفسها، التي تميز مجوهراتها وساعاتها: التفرّد، والدقة، والجمال. هنا، تتحدث مارلين يوسون Marlin Yuson، المديرة الإبداعية للمنتجات الجلدية في «كارتييه»، عن فلسفة تصميمٍ تتخطى حدود الموضة؛ لتصبح تعبيراً عن هوية الدار، ورحلة ترجمة رموزها الأيقونية، وفي مقدمتها الفهد، إلى حقائب تجمع بين الجرأة والأنوثة، وبين البساطة العملية والفخامة الاستثنائية.. إليكم نص الحوار:

  • مارلين يوسون: الفهد ملهمنا ومصدر إبداعٍ دائم

كيف تصفين فلسفتك في التصميم، وكيف تتجلى في منتجات «كارتييه» الجلدية، اليوم؟

فلسفتي في التصميم جزء أصيل من فلسفة «كارتييه» نفسها. فنحن نبحث عن التميّز، والجمال، والتفرّد في جميع ما تقدمه «كارتييه»، سواء في المنتجات الجلدية، أو المجوهرات، أو الساعات. وقد منحتني خلفيتي في تاريخ الفن والاقتصاد منظوراً أوسع؛ فبينما أفكر في الإبداع، أفكر أيضاً في الجانب العملي. عندما أبدأ تصميم حقيبة، أفكك عناصرها من حيث التكلفة، والمواد، والبنية؛ لأضمن أن تكون قابلة للتنفيذ، وواقعية، وبالسعر المناسب.

أيقونة «كارتييه»

«الفهد» رمز «كارتييه».. كيف تعاملتِ مع نقله إلى عالم الحقائب؟

«الفهد» ملهمنا ومصدر دائم للإبداع؛ فـ«كارتييه» و«الفهد» لا ينفصلان. تحت رؤية جين توسّان، التي كانت تُلقب بـ«لا بانثر»، اتخذ «الفهد» شكلاً نحتياً وثلاثي الأبعاد (خلال توليها الرؤية الإبداعية بين عامَيْ: 1933، و1970). ومنذ ذلك الحين، تطوّر «الفهد» في أشكال تصميمية لا حصر لها، طبيعية أو نحتية أو تجريدية. في عالم المنتجات الجلدية، التعامل مع «الفهد» سهل وصعب، في الوقت نفسه. فأي شيء نفعله مع «الفهد» يجب أن يكون وظيفياً، مثل: المشابك في مجموعة «Panthère C de Cartier»، أو في أحدث حقيبة «Bucket»، حيث أضفنا مشبكاً قابلاً للتعديل على الحزام على شكل مشبك مجوهرات للفهد. ولدينا هذا البعد الميكانيكي في فلسفة «كارتييه»، مثل برغي سوار «Love»، العملي والزخرفي في آنٍ. والأهم عند دمج «الفهد» في المنتجات الجلدية، هو ألا يكون التفسير حرفياً، أي ليس نسخاً مباشراً من المجوهرات إلى الجلود، فهناك طرق عدة لترجمة «الفهد» إلى عالم الجلود، مثل بصمات مخالبه المنقوشة على الحقيبة.

  • مارلين يوسون: الفهد ملهمنا ومصدر إبداعٍ دائم

كيف تنعكس خبرة الدار بالمجوهرات الراقية على الحقائب؟

الأمر مبنيٌّ على تعاون دائم بين استوديو تصميم المنتجات الجلدية، وورشة المجوهرات. فهناك، دائماً، تواصل مستمر، وشراكة من القالب الأول وحتى الشكل النهائي المتقن. ويصبح الأمر أكثر تعقيداً مع حقيبة «Panthère». إنني أعتمد، كثيراً، على خبرة صاغة المجوهرات والنحاتين؛ لضمان أن يكون تعبير «الفهد» صحيحاً؛ وجريئاً، وأنثوياً، في الوقت نفسه، وهذا التميّز يحدد قيمة وأناقة الحقيبة. في المجوهرات الراقية أكثر ما أحبه هو الألوان؛ والتوليفات، والتباينات الغنية التي تمنحها الأحجار الكريمة. وأترجم هذا التنوع، أيضاً، عبر القوام، والأشكال، والأحجام في المنتجات الجلدية. وقد أطلقنا، في مايو الماضي، كبسولة خاصة، تضم أربع حقائب مجوهرات تعيد ابتكار أحجار مختلفة، مثل: العقيق الأسود (Onyx)، وهيسونيت غارنت، وأوبسيديان، وأميتيست، مع اختيارات متنوعة من الأشكال.

ما المعايير، التي وَضَعْتِها عند اختيار المواد؟

الالتزام الأول هو الجودة؛ لذلك نعمل بأجود أنواع جلود العجل، والقطع المعدنية. لكنني، أيضاً، أحببت اكتشاف مواد أخرى، مثل: الصوف، الترتر، واللآلئ. فالترتر يضفي بريقاً وحركة مثالية على الأمسيات. أما اللآلئ، فاستخدمتها لمحاكاة ملمس الفرو في نمط بقع «الفهد».

  • مارلين يوسون: الفهد ملهمنا ومصدر إبداعٍ دائم

رؤية

كيف تطورت المنتجات الجلدية في «كارتييه»، منذ توليك رئاسة قسم التصميم؟

القليلون يعرفون أن «كارتييه» لها تاريخ طويل مع الحقائب. خلال عشرينيات القرن الماضي، كانت جين توسّان مسؤولة عن قسم الإكسسوارات. وفي السبعينيات، أحدثت مجموعة «Les Must de Cartier» ثورة في عالم الحقائب، بلونها البرغندي، وشعار (C) المزدوج. ومنذ انضمامي عام 2002، أحرص، دائماً، على إضفاء لمسة متميزة على كل مجموعة، في: الشكل، والبناء، والمعالجة. فمثلاً، حقيبة «Marcelo»، عام 2007، كانت استثنائية، ولاحقاً جاءت حقيبتا: «C de Cartier»، و«Panthère de Cartier»، برؤية صائغ المجوهرات.

تقسمين وقتك بين باريس وفلورنسا.. كيف ينعكس ذلك على عملك الإبداعي؟

 أقوم بزيارة ورشتنا في فلورنسا مرة كلَّ شهر، ويزور فريقها باريس بانتظام. هذا التبادل يصنع ديناميكية غنية، وسرعة في تطوير الأفكار. إن وجود ورشة للنماذج الأولية في باريس يمنحنا فرصة اختبار التصاميم، فَوْراً، قبل تطويرها في فلورنسا، ما يعزز التواصل، والإبداع، معاً.