تكتب دولة الإمارات قصة ريادية استثنائية في المنطقة، تجعل تمكين الشباب في مجالات البرمجة والذكاء الاصطناعي محوراً لرؤيتها نحو المستقبل. فاليوم، تحولت الإمارات من متلقٍّ للتكنولوجيا، إلى منصة عالمية لإنتاج المعرفة والابتكار، حيث تستثمر في الطاقات الشابة، وتمنحها الأدوات والفرص؛ لتقود التحول الرقمي محلياً وعالمياً.

  • الإمارات حاضنة المواهب الرقمية

بناء جيل رقمي جديد

كيف تحقق الإمارات هذه الرؤية؟.. إلى جانب إنشاء الجامعات المتخصصة، والمدن الذكية، والمراكز البحثية، ووضع التشريعات والاستراتيجيات المتقدمة الذكية، نسجت الإمارات شراكات مع أكثر من 40 شركة محلية وعالمية، بهدف تأهيل جيل رقمي جديد، يمتلك الأدوات والخبرات اللازمة؛ لمواجهة تحديات الحاضر، وصناعة حلول للمستقبل، وفق ما جاء في موقع مكتب الذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بُعْد. فالأمر لا يقتصر على التدريب التقليدي، بل يتجاوز ذلك إلى توفير بيئة تحتضن المواهب، وتغذي طموحاتها؛ لتصبح الإمارات محطة انطلاق رئيسية للمبرمجين، ومركزاً عالمياً للاقتصاد الرقمي.

خطوة محورية

في هذا السياق، جاء «مقر المبرمجين» في أبراج الإمارات بدبي كخطوة محورية، تؤكد مكانة الدولة وجهةً أولى للمواهب الرقمية. «المقر» لم يُصمم كمساحة عمل تقليدية، بل كقلب نابض بالإبداع، يجمع بين التعلم والتجريب والتواصل. ففي أروقته تتوالى المبادرات: من «مقر الإلهام» الذي يروي قصص نجاح عالمية، إلى «مقر التقييم» الذي يساعد الموهوبين على اكتشاف قدراتهم، وصولاً إلى برنامج «سفراء المقر» الذي يمكّن الشباب من تمثيل مجتمع البرمجة محلياً وعالمياً. كما يفتح «المقر» أبوابه للتعليم والتدريب وفق معايير عالمية، ويمنح الفرصة للمشاركة في الهاكاثونات والتحديات، التي تختبر العقول تحت ضغط الوقت، فضلاً عن المؤتمرات والتجمعات التي تبني شبكات تعاون واسعة. وبهذا يتحول المقر إلى مختبر للأفكار وحاضنة للابتكار، حيث يلتقي الإبداع الإنساني بالتقنية؛ لصياغة مستقبل مشرق، بحسب ما ذكر الموقع الرسمي لمكتب الذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بُعْد في حكومة دولة الإمارات. 

أهداف طموحة

إذا كان «مقر المبرمجين» يشكل البنية العملية؛ لتمكين الشباب في الإمارات؛ فإن الرؤية تكتمل عبر أهداف استراتيجية واسعة. فالإمارات تسعى إلى بناء مجتمع برمجي هو الأقوى في المنطقة، وتحقيق المركز الأول عالمياً في نسبة عدد المبرمجين من تعداد السكان، بحسب ما جاء في الموقع الرسمي لمكتب الذكاء الاصطناعي. الطموح، هنا، يتجاوز الأرقام؛ ليصل إلى نشر ثقافة البرمجة في الحياة اليومية، وتحويلها إلى أداة تمكين فردية وجماعية، تمنح كل شاب وشابة القدرة على أن يكونوا جزءاً من صناعة الحلول ورسم المستقبل. إنه استثمار لا يقتصر على المهارات التقنية، بل يمتد إلى صناعة عقلية جديدة، ترى في التحديات فرصاً، وفي البرمجة لغة مشتركة بين الأجيال.

«جائزة الإمارات للذكاء الاصطناعي»

الابتكار لا يكتمل من دون تقدير المبدعين؛ لذلك أطلقت الدولة «جائزة الإمارات للذكاء الاصطناعي»؛ لتكون منصة تحتفي بالتميز، وتكرّس مكانة الإمارات كحاضنة عالمية للابتكار، بحسب موقع المكتب. و«الجائزة» تكرّم الأبحاث العلمية الرائدة، وتسلط الضوء على قادة الذكاء الاصطناعي في المؤسسات الحكومية، وتكافئ أفضل الشراكات بين القطاعين العام والخاص، إلى جانب إبراز الحلول الإماراتية، التي تحمل هوية وطنية واضحة. ومعاييرها الدقيقة، من مستوى الابتكار إلى أخلاقيات الذكاء الاصطناعي وقابلية التوسع والتأثير، تجعلها محفزاً للتنافس الإيجابي، ومصدراً لإلهام المبرمجين والمبدعين حول العالم. فهنا، لا يقتصر الدور على دعم المجتمعات الرقمية، بل يمتد إلى صياغة نموذج عالمي للتغيير، وأيضاً بحسب ما ذكر موقع مكتب الذكاء الاصطناعي.

  • الإمارات حاضنة المواهب الرقمية

«رخصة الذكاء الاصطناعي والبرمجة»

ولتعزيز هذه الرؤية على مستوى الأعمال والاستثمار، أطلقت الإمارات «رخصة الذكاء الاصطناعي والبرمجة»، الأولى من نوعها في الدولة، بالتعاون بين مركز دبي المالي العالمي، ومكتب الذكاء الاصطناعي. هذه «الرخصة» تمنح الشركات المتخصصة، والمبرمجين، بيئة عمل محفزة داخل «إنوفيشن هب»، أكبر تجمع لشركات التكنولوجيا المالية والابتكار في المنطقة، حيث يضم أكثر من 500 شركة، تشكّل نحو 60% من شركات التكنولوجيا المالية في الخليج، بحسب ما ذكر موقع البوابة الرسمية لحكومة دولة الإمارات العربية المتحدة. وإلى جانب ذلك، توفر «الرخصة» للموظفين فرصة الحصول على تأشيرات الإقامة الذهبية؛ لتجعل من الإمارات وجهة مفضلة للمواهب العالمية، التي تبحث عن الاستقرار والنمو في بيئة حاضنة للابتكار.

الإمارات بوابة الغد

هكذا.. ومن خلال بناء جيل رقمي جديد، وإنشاء منصات ملهمة مثل «مقر المبرمجين»، وإطلاق مبادرات تكريم وتحفيز مثل «جائزة الإمارات للذكاء الاصطناعي»، وتوفير بيئات أعمال مبتكرة عبر «الرخصة» الجديدة، ترسم الإمارات ملامح مستقبل لا يكتفي بمواكبة الثورة الرقمية، بل يقودها. فبتمكين الشباب وتعزيز دورهم، تتحول الدولة إلى منارة عالمية للاقتصاد الرقمي، ومركز للإبداع والابتكار، حيث يُكتب المستقبل بلغة الذكاء الاصطناعي، وتصبح الإمارات - بحق - بوابة الغد!