في قلب عاصمة الأناقة الإيطالية، خطف أسبوع ميلانو للموضة، لصيف 2026، الأنظار خلال عطلة نهاية الأسبوع، حيث اجتمعت نخبة من أبرز المصممين العالميين، والمشاهير، وصناع الموضة؛ ليشهدوا عروضاً مبهرة، تنوعت بين الابتكار الفني، والحنين إلى الحِرف التقليدية.

في ما يلي أبرز العروض، التي جذبت انتباه عشاق الموضة والأزياء، وسجلت لحظات مؤثرة في تاريخ أسبوع ميلانو للموضة:

  • أسبوع ميلانو للموضة يخطف الأضواء في نهاية الأسبوع

مجموعة «FERRAGAMO».. إطلالات كلاسيكية مستوحاة من العشرينيات:

كشفت «فيراغامو» عن مجموعتها لربيع وصيف 2026، في أسبوع الموضة بميلانو، من خلال عرض أكد رؤية المدير الإبداعي للدار الإيطالية ماكسيميليان ديفيس، إذ أقيم العرض في الفناء الأنيق لفندق «بورتريت»، التابع لـ«فيراغامو»، وجمع بين حنين عشرينيات القرن الماضي، ووضوح المستقبل، جامعاً بين تراث العلامة العريق، وروح التصميم المعاصر.

  • أسبوع ميلانو للموضة يخطف الأضواء في نهاية الأسبوع

وعاد ماكسيميليان ديفيس إلى «بورتريت ميلانو»، القصر الذي انطلقت منه رحلته مع «فيراغامو» قبل 3 سنوات؛ ليقدم مجموعة ربيع وصيف 2026، التي استعادت جذور العلامة التجارية في عشرينيات القرن الماضي، مع توجيهها نحو أجواء عصرية.

واستوحت المجموعة إلهامها من لمسات «أزياء أفريكانا» في عشرينيات القرن الماضي، وهي الفترة التي كان فيها سلفاتوري فيراغامو يصنع الأحذية في لوس أنجلوس، قبل أن يعود إلى إيطاليا ليرسي دعائم شركته. ونسج ديفيس هذه الركيزة التاريخية في سرد معاصر، فدمج طاقة عصر الجاز، وحرية جيل «الفلاپر- أي عشرينيات القرن الماضي»، وحيوية عصر النهضة في «هارلم» في مفردات «فيراغامو».

  • أسبوع ميلانو للموضة يخطف الأضواء في نهاية الأسبوع

وكانت الطبعات جوهرية، حيث ظهرت أنماط: الفهد والحبار، على بلوزات وتنانير وفساتين من حرير الجورجيت، حيث تُذكّر تصاميمها الانسيابية براحة جيل «الفلاپر». كما تم تحديث فساتين السليب بألواح حريرية مزخرفة، تحيط بإضافات من الدانتيل، ما أضفى عليها لمسة حسية دون إفراط.

وبرزت مرونة التناغم في أسلوب الخياطة، حيث ظهرت أربطة الخصر، وهي تفصيلة أعيد تفسيرها في جميع أنحاء المجموعة، كإكسسوارات حرفية، وأعيد تصورها كعناصر أساسية في الملابس.

  • أسبوع ميلانو للموضة يخطف الأضواء في نهاية الأسبوع

مجموعة «TOD›S».. الرقي الهادئ في قلب ميلانو:

داخل القاعات البسيطة لمتحف ماك للفن المعاصر، انطلق عرض أزياء «تودز» (TOD›S)، لربيع وصيف 2026، كتحية هادئة للحرفية والتراث والبساطة الإيطالية العصرية. وقدّم المدير الإبداعي، ماتيو تامبوريني، مجموعة تجسد جوهر «تودز»؛ عبارة عن أعمال جلدية راقية، وفخامة غير مبالغ فيها، وأناقة ملموسة، مُنتقلاً بالعلامة التجارية ببراعة إلى آفاق أكثر حسية وفنية.

  • أسبوع ميلانو للموضة يخطف الأضواء في نهاية الأسبوع

وتعد مجموعة «تامبوريني» الثانية للأزياء النسائية الجاهزة لـ«تودز» بمثابة درس مُتقن في ضبط النفس، وتستمد المجموعة التي ترتكز على أسلوب «الرقي الهادئ»، إلهامها من مصادر متنوعة، بما في ذلك: صور كلود نوري الحنينية لصيف إيطاليا، ولوحات الطبيعة الصامتة لفيليس كازوراتي، والأناقة النقية لعارضات الأزياء في التسعينيات.

واستقبل الزوارَ حرفيو «تودز»، الذين يصنعون يدوياً أحذية لوفر «جومينو» بلون الفانيليا، في إشارة إلى إرث العلامة التجارية، وجوهر المجموعة المصنوعة يدوياً، كما حمل جدار الخلفية المثقوب، الذي يشبه نعل جومينو الشهير، عبارة: «اترك بصمتك»، وهي عبارة حازمة وهادئة، تتماشى مع روح المعرض.

  • أسبوع ميلانو للموضة يخطف الأضواء في نهاية الأسبوع

وكان الجلد، خامة «تودز» الأكثر شهرة، محور الاهتمام في هذه المجموعة، ولكن أعيد تصميمه بلمسة من النضارة والانسيابية. فمن الفساتين الملفوفة المنسدلة المصنوعة من جلد الغزال الناعم إلى المعاطف الجلدية الخام الهشة ذات الدرزات الحادة، لم تطغَ الحرفية على الجسد، بل احتضنته. ومن اللحظات المهمة الأخرى، ظهرت عارضة الأزياء المخضرمة، مارياكارلا بوسكونو، بفستان أسود منسدل مع لمسات باللون الأبيض، مستحضرة سحر السينما الإيطالية، وراحة العصر الحديث.

  • أسبوع ميلانو للموضة يخطف الأضواء في نهاية الأسبوع

مجموعة «Versace».. داريو فيتالي يحفر بصمته:

في أول مجموعة، وأول ظهور، للمدير الإبداعي لدار فيرساتشي Versace، داريو فيتالي، البالغ من العمر 42 عاماً، كان فيتالي الأكثر تأثيراً على الإطلاق في أسبوع ميلانو للموضة لربيع وصيف 2026، فقد قرر أن ينتقل من الاستعراضات البراقة، إلى التعمق في أسلوب «Versace»، وتعزيزه.

  • أسبوع ميلانو للموضة يخطف الأضواء في نهاية الأسبوع
  • أسبوع ميلانو للموضة يخطف الأضواء في نهاية الأسبوع

وجاءت الأجواء منسقة وفضولية، وكان تصميم المشهد مساحة منزلية متناثرة، فيها أسرَّة غير مرتبة ومرايا وإضاءة خافتة، فكانت بمثابة تحول موضوعي نحو الخصوصية والرفاهية. وتسعى مجموعة «فيرساتشي»، التي صممها فيتالي، إلى إعادة رمزَيْ جياني المتمردين: الجلد، والجرأة. فقد اختفت الفساتين شديدة الجاذبية أو الإسراف المعدني؛ وحلت محلها ملابس بدت كأنها مأهولة وممزقة وعميقة أيضاً. واتجهت المجموعة نحو «التفكيك»، حيث بدت الملابس في منتصف عملية التصنيع والدرزات مكشوفة عمداً والحواف أكثر تحديداً. وكانت لوحة الألوان حازمة بنفس القدر، بتركيبات متضاربة من الأزرق الكهربائي، والأخضر الكيلي، والبرتقالي المحروق، والباذنجاني، فصنعت توتراً بصرياً، مُشيرة إلى أسلوب الثمانينيات المبالغ فيه دون تقليده مباشرة. وبينما تأرجحت الأقمشة بين التناقضات؛ نسقت الأقمشة المحبوكة المنظمة مع سلاسل بريدية شفافة؛ وتداخلت القمصان المقرمشة مع أقمشة شبكية شفافة. كما أضفت الإكسسوارات لمسة من الأناقة غير المتوقعة على الإطلالات، مثل: أحذية بروغ جلدية، وحقائب يد بسيطة، وأحذية بكعب عالٍ غير متطابقة، أوحت بأسلوب تنسيقي قائم على العفوية، بدلًا من الرقي.

  • أسبوع ميلانو للموضة يخطف الأضواء في نهاية الأسبوع

مجموعة «DOLCE & GABBANA».. حفل بيجامات مفعم بالتألق والراحة:

عرضت مجموعة «دولتشي آند غابانا»، لربيع وصيف 2026، في أسبوع الموضة في ميلانو بمسرحية مؤثرة، فقد سبق العرض مشهد سينمائي ساحر، حيث ظهرت ميريل ستريب وستانلي توتشي بشخصيتَيْ: «ميراندا بريستلي، ونايجل كيبلينج»، في أداء جمع بين الموضة والسينما والواقع. وقد ساهم حضورهما إلى جانب سيمون آشلي، في إرساء أجواء العرض حتى قبل أن تظهر الإطلالة الأولى. وأعادت «دولتشي آند غابانا»، تعريف ملابس الراحة الفاخرة بعرض مزج الراحة بالبساطة، فمثلت احتفاءً بالراحة، وإعادة تصور مسرحي للأناقة اليومية.

  • أسبوع ميلانو للموضة يخطف الأضواء في نهاية الأسبوع
  • أسبوع ميلانو للموضة يخطف الأضواء في نهاية الأسبوع

وبينما تواصل دار الأزياء السير على الخط الفاصل بين التراث والتجديد، مثل عرض هذا الموسم نقلة نوعية، بجرأة أقل رسمية، وراحة أكثر سلاسة. وتمحورت مجموعة ربيع وصيف 2026 حول فكرة تحويل ملابس النوم إلى ملابس نهارية فاخرة، فأعيد تصميم البيجامات الكلاسيكية المخططة، كأطقم أنيقة تناسب أرصفة المدينة. وحافظت القصات على طابعها المريح والفضفاض وغير المنظم، مفضلة «الأقمشة المتجعدة» على الخياطة المُنمقة. أما استخدام درجات الباستيل: (الأزرق الجليدي، والوردي المحمر، والبيج الرملي)، فأضفى نعومة حالمة، تناقضت مع الأناقة الجريئة، التي ميّزت ماضي العلامة. ومع القصات غير الرسمية، ظلت الزخرفة المحور الرئيسي، إذ زينت القمصان بكريستالات يدوية الصنع، وتطريزات بالخرز، وتطريزات حريرية. وأكملت النعال الفاخرة، والصنادل المصنوعة من قماش التيري الإطلالة؛ لتضفي على كل إطلالة لمسة من التناغم مع الحفاظ على طابع التصميم المدروس.

  • أسبوع ميلانو للموضة يخطف الأضواء في نهاية الأسبوع

مجموعة «BOTTEGA VENETA».. حرفية يدوية:

كان الظهور الأول، لمصممة الأزياء، لويز تروتر، مع «بوتيغا فينيتا» (BOTTEGA VENETA)، إحدى أكثر اللحظات المرتقبة في أسبوع الموضة بميلانو. فبعد تعيينها في ديسمبر الماضي، تولت دوراً لا يقتصر على تراث الدار، بل امتد أيضاً إلى السياق الأوسع لصناعة الأزياء التي لا تزال تعالج اختلالاتها، وقد جسدت مجموعتها الأولى احتراماً لرموز «بوتيغا»، وثقة مصممة مستعدة لكتابة فصل جديد. وارتكز العرض، بشكل كبير، على شغف العلامة بالحرفية، لكن تروتر حولت التقاليد إلى تعبيرات جديدة، حيث بدا المعطف المصمم بتقنية «الإنترشياتو» أشبه بالزواحف، حيث تنعكس حراشفه في الضوء، بينما أصبح الكاب الطويل المصنوع من أشرطة جلدية منسوجة بدقة فائقة إحدى أبرز الصيحات في الأمسية.

  • أسبوع ميلانو للموضة يخطف الأضواء في نهاية الأسبوع

أما المعطف الجلدي الأزرق الدنيم، المزين بالريش، فقد قدم رؤية أكثر نعومة، محولاً تصميماً مألوفاً من تصميمات الدار إلى شيء أثيري. وهذه الثنائية (الدوام، والحركة)، ميزت مجموعة ربيع وصيف 2026. ومع أن دار تروتر لا تعرف عادة بالخياطة، إلا أنها ركزت على البنية، حيث صُممت السترات بتصميم حاد مع أكتاف جريئة وممتدة، مستحضرة نمطاً جديداً من الملابس العصرية القوية، إذ كانت السراويل منسدلة بشكلٍ دراماتيكي على الأرض، ومقصوصة بدقة، لكنها مفعمة بالراحة والانطلاق.

والجانب الأكثر جاذبية في رؤية تروتر؛ هو تجربتها في استخدام المواد، حيث تضمنت مجموعة من الإطلالات؛ لملابس محبوكة من الألياف الزجاجية المعاد تدويرها، ومصبوغة بدرجات زاهية من البرتقالي الحمضي، والأحمر الداكن، والأزرق الفضي، وكانت النتيجة نسيجاً عاكساً، يكاد يكون، مستقبلياً؛ صدىً للابتكار التكنولوجي المتقدم، والحرفية اليدوية الخام. وفي مواضع أخرى، لعبت فساتين من الحرير المظلي بأشرطة تنزلق عمداً بأفكار الهشاشة والزوال، حيث ارتسمت أقمشة مطوية بدقة، وخفيفة الوزن، ومتجاوبة، مع كل خطوة.

  • أسبوع ميلانو للموضة يخطف الأضواء في نهاية الأسبوع