في قلب العاصمة أبوظبي، حيث يمتزج التاريخ بالهوية الوطنية.. برز «قصر الحصن» في معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية 2025، كمنصة متكاملة؛ لتقديم التراث الإماراتي بطريقة حيوية، ومتجددة. ومن خلال المقتنيات النادرة، والوثائق التاريخية، والأنشطة التفاعلية، أتاح «القصر» للزوار فرصة اكتشاف تاريخ الصقور، والفروسية، ودورهما في تعزيز القيم الثقافية والوطنية، مع إبراز كيف يمكن للتراث أن يلتقي مع الحداثة بطريقة مبتكرة وجاذبة، تؤكد أصالة التجربة الإماراتية، وارتباطها بالأجيال القادمة.. في هذا الحوار، يأخذنا خالد فيصل الحوسني، من فريق قصر الحصن، عبر تفاصيل المشاركة، وما حملته من رسائل إنسانية وثقافية:
-
خالد فيصل الحوسني
* كيف تقيمون أهمية الصقور في التراث الإماراتي، ودورها في تعزيز الهوية الوطنية؟
ـ لقد أكدت مشاركتنا في «المعرض»، مرة أخرى، أن الصقور ليست مجرد طيور صيد، بل رمز متجذر في الثقافة الإماراتية. تاريخياً، اعتمد أجدادنا على الصقارة كوسيلة للعيش، والتأقلم مع البيئة، لكنها تحولت - مع الوقت - إلى ممارسة تعكس قيم: الصبر، والشجاعة، والوفاء. من خلال جناحنا في «المعرض»؛ لمسنا شغف الجمهور بالاطلاع على هذا الجانب من تراثنا، وشعرنا بالفخر؛ لأننا استطعنا نقل هذه القيم عبر تجربة حية، تثبت أن الصقور ستظل شاهدة على هوية دولة الإمارات، وارتباطها العميق بالطبيعة.
تجربة متكاملة
* حدثنا عن أبرز ملامح مشاركة «قصر الحصن»، في «المعرض» لعام 2025!
ـ أقمنا جناحاً متكاملاً، قسمناه إلى ثلاثة محاور رئيسية: أولاً: التاريخ العريق للصقارة، حيث عرضنا مراحل تطورها، ومقتنيات وصوراً نادرة، تعكس رحلتها عبر الزمن. ثانياً: علاقة القيادة الرشيدة بالصقور، من خلال مقتنيات ووثائق، توضح اهتمام القيادة الرشيدة بالصيد والفروسية. ثالثاً: الصقارة كتراث عالمي، عبر إبراز تسجيلها في قائمة التراث الثقافي غير المادي لليونسكو. كما خصصنا مساحة للشعر الإماراتي، حيث أضفت أبيات المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وشعراء الإمارات، لمسة وجدانية عميقة على تجربة الزوار.
-
خالد الحوسني: التراث طاقة متجددة تلهم الحاضر والمستقبل
* ما الذي ميز مشاركتكم هذا العام؟
ـ تميزت مشاركتنا، هذا العام، باختيارنا نهجاً مختلفاً عن بقية الأجنحة. فبينما ركزت مؤسسات عدة على الممارسات الحديثة في الصيد والصقارة، حرصنا نحن على العودة إلى الجذور التاريخية، وتوثيق رحلة الصقارة منذ بداياتها، مروراً بتطورها عبر الزمن؛ فقد أردنا إبراز التراث كموروث حي، يعكس الهوية الوطنية، والقيم الثقافية العميقة، ويُظهر كيف تحولت الصقارة من ممارسة محلية إلى إرث عالمي، يعكس أصالة الإمارات، ويثري الثقافة الإنسانية.
* كيف أسهمت هذه المشاركة في إبراز جهود «قصر الحصن» في صَوْن التراث الثقافي؟
ـ «المعرض» كان فرصة لإظهار الدور الذي يقوم به «قصر الحصن»، كمركز ثقافي وتاريخي. فـ«القصر» لا يكتفي بحفظ المقتنيات، بل يحرص على إحياء القصص، التي تقف خلفها. ومن خلال جناحنا، قدمنا تجربة تعليمية وتفاعلية، نقلت الزوار إلى زمن الأجداد، وربطت التراث بالحاضر بطريقة جاذبة، ما يعكس رسالتنا الدائمة في الحفاظ على الموروث الإماراتي، وإيصاله للأجيال القادمة.
-
خالد الحوسني: التراث طاقة متجددة تلهم الحاضر والمستقبل
* خلال مشاركتكم.. ما أهم المبادرات والأنشطة، التي لاقت تفاعلاً من الجمهور؟
ـ حرصنا على أن يكون الجناح تفاعلياً وحياً؛ فعرضنا مقتنيات نادرة، مثل: جوازات الصقور، وتصاريحها، ونظمنا ورشاً تثقيفية للأطفال؛ لتعريفهم بعلاقة أجدادهم بالصيد والصقور. كما وفرنا شاشات عرض رقمية؛ لتقديم محتوى بصري حديث، ما أتاح للزوار تجربة تجمع بين الأصالة والتقنيات المعاصرة. التفاعل الكبير مع هذه الأنشطة أكد نجاحنا في تقريب التراث من جميع الفئات، سواء من أبناء الدولة، أو الزوار الدوليين.
طاقة متجددة
* كيف جسد جناح «قصر الحصن» العلاقة بين التراث، والحداثة؟
ـ أردنا أن نثبت أن التراث ليس صفحة من الماضي، بل طاقة متجددة، تلهم الحاضر والمستقبل. لذلك، استخدمنا وسائل عرض حديثة؛ لتقديم محتوى أصيل، يعكس حياة أجدادنا. هذا التوازن، بين الأصالة والتجديد، جعل المشاركة قادرة على مخاطبة مختلف الفئات العمرية والثقافية، ورسّخ صورة الإمارات كدولة تحافظ على تراثها، وتشارك العالم قصصها الإنسانية.
-
خالد الحوسني: التراث طاقة متجددة تلهم الحاضر والمستقبل
* ما أبرز الدروس المستفادة من المشاركة.. بعد اختتام «المعرض»؟
ـ الجمهور يبحث، دائماً، عن تجربة تجمع بين المتعة والمعرفة. جناحنا أثبت أن التراث إذا قُدم بأسلوب حي وجاذب، فإنه سيترك بصمة لا تُنسى. كما أن مشاركتنا، في مثل هذه الفعاليات العالمية، تعزز مكانة «قصر الحصن» كمؤسسة ثقافية رائدة، وتلهمنا تصميم مشاركات مستقبلية أكثر ابتكاراً، وتفاعلاً.
* ماذا عن الرسالة، التي تودون إيصالها، بعد ختام المشاركة؟
ـ رسالتنا أن التراث الإماراتي حي، وأن «قصر الحصن» سيظل شاهداً على أصالة الإمارات، وحارساً لذاكرتها. ما قدمناه في «المعرض» خطوة في مسيرة طويلة، تهدف إلى نقل الثقافة الإماراتية إلى العالم، وإلهام الأجيال الجديدة حمل هذا الإرث بكل فخر واعتزاز!