تخيّل أن تنطلق في رحلة تمتد إلى ألف كيلومتر فوق ظهور الإبل، لتجوب رمال الصحراء الإماراتية، وتعيش تفاصيل الموروث الأصيل كما عاشه الأجداد. إنها ليست مغامرة عادية، بل تجربة تُعيدك إلى الجذور، حيث يتلاقى التحدي البدني مع القيم التراثية، وحيث يصبح الانضباط والقدرة على الصمود لغة مشتركة بين المشاركين.

  • من السنع إلى شبة الضو.. «مسراح» مغامرة تراثية لا تُنسى

مبادرة «مسراح»، إحدى أبرز مبادرات «أكتف أبوظبي»، وبالتعاون مع هيئة أبوظبي للتراث، تفتح أمام الشباب فرصة نادرة للغوص في عمق الهوية الإماراتية، ليس فقط من خلال السير في الصحراء، بل عبر تدريب متكامل يجمع بين ركوب الإبل، والسنع الإماراتي، والفنون الشعبية، مثل: العيالة والتغرودة وشلة البوش. وقد حظيت المبادرة، منذ انطلاقها، باهتمام واسع من مختلف فئات المجتمع، خاصة النساء، لما توفره من فرصة معرفة التراث الإماراتي، والمشاركة في أنشطة تجمع بين الرياضة والثقافة، وتعزز قيم الهوية الوطنية.

  • من السنع إلى شبة الضو.. «مسراح» مغامرة تراثية لا تُنسى

وتُنفذ هذه التدريبات تحت إشراف هيئة أبوظبي للتراث، حرصاً على ضمان تقديم تجربة تراثية أصيلة تعكس عراقة الموروث الإماراتي. كما ستنظم «الهيئة» سلسلة من الجلسات المتخصصة بمشاركة نخبة من الخبراء بمجالات التراث، بهدف الحفاظ على المعارف والممارسات التقليدية، وتعزيز استدامتها.

هنا، يتحول كل تفصيل صغير إلى درس في الانتماء: من شداد المطية إلى إشعال شبة الضو، ومن تحضير القهوة إلى سرد السوالف. والهدف أبعد من مجرد رحلة؛ إنه إعداد جيل واعٍ، يعتز بثقافته، ويترجمها في ممارسات يومية، تعكس قيم: الضيافة والكرم والتكاتف.

  • من السنع إلى شبة الضو.. «مسراح» مغامرة تراثية لا تُنسى

المغامرة انطلقت في 21 أغسطس 2025، وتستمر حتى 19 أكتوبر 2025، وهي لا تبدأ بالمسير فقط، بل بسلسلة تدريبات متواصلة، يتنافس فيها 500 شاب وشابة، من 18 إلى 25 عاماً، ليتم اختيار 100 مشارك منهم؛ ليواصلوا المسار حتى نهايته. إنها تجربة تنسج الصداقة والانتماء، وتحوّل التراث إلى طاقة متجددة للروح والجسد.

وقال منصور الظاهري، رئيس مجلس إدارة «أكتف أبوظبي»: «يشكّل إطلاق مبادرة (مسراح) محطة ملهمة، ضمن جهودنا المتواصلة لتمكين الشباب، وتعزيز ارتباطهم بالهوية الوطنية. ونفخر بفتح باب التسجيل لهذه التجربة التراثية الفريدة، التي تجمع بين التحدي البدني والاعتزاز بالثقافة الإماراتية. وندعو الشباب من المواطنين والمقيمين إلى اغتنام هذه الفرصة، والانضمام إلى المبادرة التي تسهم في صقل شخصياتهم، وتنمية مهاراتهم، وتعميق فهمهم للتراث الإماراتي العريق».

  • من السنع إلى شبة الضو.. «مسراح» مغامرة تراثية لا تُنسى

وتشمل مبادرة «مسراح» مجموعة من المحاور العملية والنظرية، تشمل: التعرف على الإبل وأهميتها في التراث الإماراتي، والتعامل معها من قرب، وتعلم أجزاء المطية ومسمياتها: الرأس، والرقبة، والغارب، والسنام، والظهر، والريول، وغيرها، والتدرب على تركيب شداد المطية، واستخدام أدواته الأساسية، مثل: البطان، والزوار، والحصرة، والخطام، والصقاع، والمحوي.

ويشارك المتدربون، أيضاً، في ورش الفنون الشعبية الإماراتية، التي تشمل: العيالة، والحربية، والتغرودة، وشلة البوش، وسنع الترحيب بالضيف، ويتدربون عملياً على شبة الضو، وتحضير القهوة، وسرد القصص والسوالف الإماراتية.

  • من السنع إلى شبة الضو.. «مسراح» مغامرة تراثية لا تُنسى

إذا كنت ممن يبحثون عن تجربة استثنائية تتجاوز حدود الرياضة، وتمنحك فرصة تَلَمّس أصالة التراث الإماراتي بكل تفاصيله، فـ«مسراح» هو بوابتك. إنها ليست مجرد مبادرة، بل رحلة إلى الذات، إلى الماضي الذي يشكل حاضرنا، وإلى المستقبل الذي نرسمه بثقة واعتزاز.

  • من السنع إلى شبة الضو.. «مسراح» مغامرة تراثية لا تُنسى