شما الظاهري: أعكس صورة وطني للعالم بحب ومسؤولية

في زمنٍ باتت خلاله الحملات الرقمية أداةً محورية في الترويج السياحي للمدن والوجهات المختلفة، تبرز الكفاءات الوطنية قوةً دافعةً خلف الكواليس، تصوغ الصورة، وتوجه الرسالة. ومن بين هذه النماذج شما الظاهري، ضابط إدارة المؤثرين في دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي، التي تمثل الإمارة بوجهها الثقافي والإنساني،

في زمنٍ باتت خلاله الحملات الرقمية أداةً محورية في الترويج السياحي للمدن والوجهات المختلفة، تبرز الكفاءات الوطنية قوةً دافعةً خلف الكواليس، تصوغ الصورة، وتوجه الرسالة. ومن بين هذه النماذج شما الظاهري، ضابط إدارة المؤثرين في دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي، التي تمثل الإمارة بوجهها الثقافي والإنساني، وتسهم في تحويل حملاتها إلى نوافذ مشرقة، تكشف عن جمالها وعمقها وتجاربها الآسرة. فمن خلفية تقنية إلى عالم الترويج الثقافي، خاضت شما تجربة مهنية متعددة المناحي، جمعت فيها بين التحليل الرقمي والإبداع في صناعة المحتوى. في هذا الحوار، نسلط الضوء على رحلتها المهنية، ودورها في إيصال صورة أبوظبي بلغة واقعية، قريبة، ومتجددة:

حدثينا عن اللحظة التي قررتِ فيها الانتقال من تقنية المعلومات إلى دائرة الثقافة والسياحة ـ أبوظبي!

كانت لحظة حاسمة، شَعُرت خلالها بحاجتي إلى عمل يعكس شغفي الحقيقي. ورغم أن تقنية المعلومات منحتني أدوات تحليلية قوية، إلا أنني كنت أبحث عن ميدان يلامس وجدان الناس، ويعبر عن هوية وطني بطريقة إبداعية. وقد وجدت في دائرة الثقافة والسياحة ـ أبوظبي الفرصة؛ لأكون جزءاً من سرد حكاية إمارة أبوظبي كوجهة رائدة عالمياً، وأن أساهم في جعلها حاضرة في ذاكرة الزوار.

  • شما الظاهري: أعكس صورة وطني للعالم بحب ومسؤولية

إبداع.. واستراتيجية

كيف أسهمت مسيرتك مع التقنية في دعم رؤيتك للترويج السياحي والثقافي؟

لقد منحتني تلك المسيرة فهماً أعمق لاحتياجات الجمهور، وتحليل سلوكه الرقمي، وقياس مدى تفاعله مع المحتوى. كما أصبحت أرى الحملات من زاويتين، هما: الإبداع، والاستراتيجية المستندة إلى البيانات. وقد ساعدنا هذا في تصميم حملات مخصصة، تستهدف اهتمامات محددة، وتصل إلى شرائح متنوعة من الزوار بأسلوب ذكي وفعال.

كيف يتم بناء الحملات الترويجية، التي تُبرز الوجه الثقافي لأبوظبي؟

 نبدأ من فهم عميق للأسواق المستهدفة، وما يبحث عنه الزائر، ونوع التجارب التي تجذبه، ثم نصوغ رسائل ترتكز على جوهر أبوظبي وقِيَمها، وننقلها بلغة يفهمها الجمهور بمختلف فئاته. كما ندمج المؤثرين، والشراكات الإعلامية، والتجارب التفاعلية، مع التركيز على إبراز كنوزنا المعمارية، ومتاحفنا، وتاريخنا الفني. وكل ذلك يتم ضمن رؤية متكاملة، تعكس روح الإمارة، وتواكب توجهات السفر العالمية.

  • شما الظاهري: أعكس صورة وطني للعالم بحب ومسؤولية

ما المعايير التي تقيسون بها نجاح الحملات؟

نعتمد في دائرة الثقافة والسياحة ـ أبوظبي معايير واضحة، ونستخدم مؤشرات عدة، لقياس مدى نجاح حملاتنا، منها: عدد الزوار، وتفاعلهم الرقمي، ومدة إقامتهم، بالإضافة إلى الانطباعات العامة التي تتكون لديهم عن الإمارة. إن النجاح الحقيقي - بالنسبة لي - هو تحول المحتوى إلى رغبة صادقة في زيارة المكان، وأن يُصبح الزائر سفيراً للإمارة بمجرد مغادرته.

ما الرسالة التي تحاولون إيصالها، من خلال حملاتكم؟

الرسالة الأعمق، التي نؤمن بها، هي أن إمارة أبوظبي تجربة متكاملة، تجمع بين الفن، والتاريخ، والطبيعة، والفخامة، والبساطة؛ فنقول للناس: إن هذه الإمارة تحتضن الجميع، وتمنح كل زائر فرصة عَيْش تجارب تحمل توازناً فريداً بين الأصالة والحداثة.

رسائل إنسانية

ما الذي يجعل جامع الشيخ زايد الكبير، أو متحف اللوفر أبوظبي، أكثر من مجرد معلمَيْن؟

لأنهما ليسا فقط موقعَيْ جذب بصري، بل يحملان في مضمونهما رسائل إنسانية كبيرة. فجامع الشيخ زايد الكبير - بجانب كونه تحفة معمارية فريدة - يحمل مساحة خاصة، تُبرز قيمتَي التسامح والسلام. ومتحف اللوفر أبوظبي، ذلك المعلم الثقافي العظيم، منصة حوار بين الثقافات، وتلاقي الحضارات. وهكذا، في كل حملة، نحاول نقل هذه القيم بطريقة تُلامس مشاعر الناس، وتدفعهم إلى زيارة المكان بتقدير أعمق.

  • شما الظاهري: أعكس صورة وطني للعالم بحب ومسؤولية

ماذا عن أهمية الهوية المحلية في حملاتكم؟

إن هويتنا هي الأساس الذي نبني عليه حملاتنا؛ لذلك نحرص على إظهار القيم الإماراتية، وأن يرى الزائر الإنسان الإماراتي بثقافته وتراثه، ويفهم ذلك جيداً، ليس من خلال الصور فقط، بل من خلال تجربة كاملة.

ما طموحاتك المقبلة؟

أن أساهم في جعل إمارة أبوظبي حاضرة في ذهن العالم على مدار العام، كما أطمح إلى ابتكار حملات مستدامة، تربط الزائر بالإمارة قبل زيارته، وتُبْقيه متصلاً بها بعدها؛ ليعود مجدداً، ويشارك تجربته، ويُصبح جزءاً من قصتها.

كامرأة إماراتية.. كيف تنظرين إلى دورك في القطاع السياحي؟

 إنني أعكس صورة وطني للعالم بحب ومسؤولية، وليس ذلك من خلال الترويج فقط، بل من خلال إيصال تراثنا بطريقة تحترم تطلعات الزائر، وتعكس صورتنا الثرية، كشعب له جذور عميقة، وأحلام كبيرة، وهوية تنفتح على العالم دون أن تفقد ذاتها.