ليلى الشاعر: التنوع الاستثماري ضمانة للاستقرار طويل الأمد

من تحدٍّ عائلي، انطلقت رحلة ليلى الشاعر؛ لتصبح واحدة من رائدات الأعمال الإماراتيات في قطاع الرعاية الصحية المنزلية. وقد أسست الشاعر شركة «هانوفر بي إن تي» عام 2014؛ لتقدم خدمات طبية متكاملة، تشمل: الإسعاف المنزلي، وتأهيل الكوادر التمريضية، والرعاية المتخصصة. ومع الوقت، وسعت الشابة الإماراتية نشاطها

من تحدٍّ عائلي، انطلقت رحلة ليلى الشاعر؛ لتصبح واحدة من رائدات الأعمال الإماراتيات في قطاع الرعاية الصحية المنزلية. وقد أسست الشاعر شركة «هانوفر بي إن تي» عام 2014؛ لتقدم خدمات طبية متكاملة، تشمل: الإسعاف المنزلي، وتأهيل الكوادر التمريضية، والرعاية المتخصصة. ومع الوقت، وسعت الشابة الإماراتية نشاطها نحو مجالات استثمارية متنوعة، مؤكدة أن التنوع ليس خياراً ثانوياً، بل ركيزة أساسية للاستدامة.. في هذا الحوار، تروي ليلى الشاعر تجربتها، وتقدم رؤى عملية لرواد الأعمال في بناء المشاريع، والمحافظ الاستثمارية.. بثقة، وواقعية:

كيف بدأتِ مشروعكِ في مجال الرعاية الصحية المنزلية؟

بدأت القصة بعد تخرجي في كلية تقنية دبي، تخصص «إدارة أعمال»، حيث خضت تجربة مجموعة من المشاريع الصغيرة. والمنعطف الحقيقي في مساري، جاء خلال رحلة علاج والدي، التي زادت لديَّ الوعي بأهمية وجود خدمات طبية منزلية متخصصة ومتكاملة، تلبي احتياجات بعض الحالات بشكل أكثر تخصيصاً ومرونة. من هنا، ولدت فكرة تأسيس شركة «هانوفر بي إن تي» عام 2014؛ لتقديم خدمات الرعاية الصحية المنزلية، انطلاقاً من إيمان راسخ بأهمية تنويع الخيارات المتاحة، وتعزيز منظومة الرعاية المجتمعية. لاحقاً، أضفنا خدمات الإسعاف المتنقل، وأسسنا مركزاً لتأهيل مساعدات التمريض، بهدف توفير بيئة علاجية آمنة ومتكاملة للمرضى في منازلهم، تواكب التقدم الصحي الذي تشهده الدولة.

  • ليلى الشاعر: التنوع الاستثماري ضمانة للاستقرار طويل الأمد

خطة استراتيجية

كيف شكل التنوع الاستثماري أحد مفاتيح استقرارك المهني، ولماذا تنصحين به رواد الأعمال؟

التنوع لم يكن خياراً جانبياً بالنسبة لي، بل ضرورة فرضتها التجربة؛ فالاعتماد على مصدر دخل واحد، حتى لو كان ناجحاً، لا يكفي لبناء استقرار طويل الأمد؛ لأن السوق يتغير، والظروف الاقتصادية لا يمكن التنبؤ بها دائماً. بدأت من الرعاية الصحية، ثم توسعت إلى العقارات، وواصلت حتى أصبحت مستشارة عقارية، ثم دخلت مجال الذهب والأسهم، ليس بدافع التجربة، بل كخطة استراتيجية. فكل قطاع له دور، وإذا واجه أحدها تحدياً، فستسندك القطاعات الأخرى. لهذا أعتبر التنوع الاستثماري سر النجاح المستدام لأي رائد أعمال.

ما أبرز التحديات الإدارية والمالية، التي تواجه رواد الأعمال في البداية، وكيف يمكن تجاوزها؟

من أكثر الأخطاء شيوعاً: تعيين موظفين غير مؤهلين، وعدم الإلمام بالقوانين والتشريعات، وسوء إدارة الموارد المالية. لذلك، أنصح كل رائد أعمال ببناء فريق قوي منذ البداية، والاستعانة بمحامٍ ومحاسب؛ لضمان التأسيس السليم. وأيضاً، ابدأ مشروعك بخطة واضحة، وبفهم كامل لدائرتك التشغيلية والمالية؛ فكل خطوة غير محسوبة - في البداية - قد تُكلفك الكثير لاحقاً.

أسس واقعية

متى يكون التوسع أو تنويع المحفظة قراراً صائباً، وما المجالات المناسبة للمبتدئين؟

التوسع يجب أن يُبنى على أسس واقعية؛ فإذا نجح المشروع، واستقرت عملياته، فيمكن التفكير في التنويع، سواء عبر فروع جديدة، أو دخول استثمارات أخرى. شخصياً، وسعت نشاطي بعد التأكد من ثبات عملي. وقد بدأت توسيع محفظتي الاستثمارية كما ذكرت، إلى جانب عملي الأساسي. ويجب على المبتدئ أن يختار حسب قدرته وإلمامه، بمشروع صغير، أو استثمار عقاري بسيط، أو حتى تعلم التداول. فالمهم أن تكون الخطوة واعية ومدروسة، وأن يتبعها تطور حقيقي في المهارات المالية، والإدارية.

ما أكبر إنجاز تفخرين به؟

يتمثل هذا الإنجاز في اختياري ضمن القائمة الإماراتية لشركات المستقبل، التي تم تطويرها بالشراكة بين مكتب التطوير الحكومي والمستقبل، ووزارة الاقتصاد، ضمن منظومة ريادة الأعمال. وتضم 50 من الشركات الناشئة الواعدة، التي أسسها رواد أعمال إماراتيون، في 15 قطاعاً اقتصادياً مستقبلياً، تدعم تنوع الاقتصاد الوطني، وتعزيز مرونته.