في كل ساعة «Octo Finissimo»، من «بولغري» (Bvlgari)، قصة استثنائية، تجمع بين الجرأة الإيطالية، والدقة السويسرية في أرفع مستوياتها. وبعد أكثر من عقد على إطلاق هذه الساعات الفائقة الرقة، تصدرت «بولغري» المشهد؛ بحصدها عشرة أرقام قياسية عالمية، وابتكارات لم يسبق لها مثيل في صناعة الساعات.. في هذا الحوار الحصري، يأخذنا فابريزيو بوناماسا ستيجلياني Fabrizio Buonamassa Stigliani، صانع ساعات «بولغري»، إلى قلب هذه الرحلة: من أول توربيون مذهل إلى أحدث ساعة «Ultra» لعام 2025؛ لنكتشف كيف تتحدى «بولغري» الحدود التقنية والجمالية، وتحوّل كل ابتكار إلى تحفة فنية تتجاوز الوقت نفسه:

  • Bvlgari Bronzo

أي رقم قياسي، تعتبرونه الأهم بالنسبة لـ«بولغري»، ولماذا؟

من الصعب الجزم بذلك؛ لأن لكل ساعة مكانتها الخاصة في مسيرة «العلامة». الرقم الأول مهم؛ لأنه بدأ الرحلة: «توربيون أوكتو فينيسيمو» الأول. أما الرقم الأخير، فيمثل استمرار الابتكار بعد أكثر من 15 عاماً، حيث يُظهر أننا لا نزال قادرين على تقديم ما هو غير متوقع. ويمكن القول بأن الرقمَيْن الأول والأخير، يكملان دائرة الإنجازات، فلكل منهما دلالته الخاصة في تاريخنا.

أول توربيون

كيف أثّر أول توربيون عام 2014، في الموديلات التالية؟

غيرت ساعة توربيون تفكيرنا تماماً، وفتحت آفاقاً جديدة في صناعة الساعات. كانت البداية خطوةً بالغة الأهمية، فحتى لو كان الإصدار محدوداً بحوالي 30 قطعة، فقد غيّر تصورنا لمفهوم التصميم والابتكار. بعد ذلك، بدأنا تطوير العديد من الحركات المختلفة داخل منشآتنا، وأصبح التركيز على الجمع بين الأداء الجمالي والوظيفي، أحد أسس فلسفة «بولغري» في صناعة الساعات.

بعد كل هذه السنوات.. ما الذي يدفعكم إلى الاستمرار في تجاوز حدود صناعة الساعات؟

 الدافع يأتي من هوية «بولغري» نفسها؛ لكَوْنها علامة رومانية، وليست سويسرية، إذ لديها ذوقٌ مختلف من حيث التصميم والجماليات. ونحن نبحث، دائماً، عن التميز والجرأة في كل ساعة نصنعها. فالفكرة هي الاستمرار على النهج نفسه الذي بدأناه، مع القدرة على تغيير عقلية عملائنا، وتقديم وجهة نظر مختلفة كلَّ مرة.

كيف توازنون بين التقنية والابتكار من جهة، والجمالية من جهة أخرى؟

نوازن بطريقة طبيعية؛ لأنها جزء من هويتنا. في ساعة «أوكتو فينيسيمو»، أكبر تحدٍّ هو الرقة، ونتعامل مع هذا التحدي عن طريق الجمع بين أنماط مختلفة من التصميم والهندسة، مع التركيز على فكرة الساعة قبل أي عناصر زخرفية. إن الفكرة القوية تدوم، بينما الجماليات يمكن أن تتغير.

  • Octo Finissimo Lee Ufan X Bvlgari

هل كان هناك شعور بأنكم وصلتم إلى أقصى حدود الرقة؟

كلَّ مرة نصل فيها إلى حدٍّ؛ نرى الفرصة سانحة لتجاوز هذا الحد، وإعادة التفكير في التصميم من جديد. إن الرقة ليست هدفًا في حد ذاتها، بل وسيلة لتحقيق شيء مختلف، وفريد.

ما هدفكم الحالي؟

نسعى إلى تطوير آليات حركة جديدة، واكتشاف مستقبل الساعات الفائقة الرقة، مع التركيز على طرز «أوكتو فينيسيمو»، بالإضافة إلى تعزيز مكانة العلامة التجارية الأيقونية.

ضمان الموثوقية

ما التحديات، التي واجهتموها عند تطوير ساعة «Ultra» الأخيرة لعام 2025؟

أصعب التحديات كان في التنفيذ الهيكلي، خاصة استخدام الياقوت الكريستالي في أربعة مواقع مختلفة بالساعة. كما أن التكلفة واختبارات الموثوقية، لكل ساعة على حدة، جعلت المشروع أكثر تعقيداً، لكنه في النهاية إنجاز كبير، يمثل التزام «بولغري» بالجودة، والابتكار.

ما أهمية دمج مواد، مثل: التيتانيوم، والكربون، والسيراميك؟

المواد ليست لأجل الأرقام القياسية فحسب، بل لتعزيز الابتكار، وإعادة تعريف التراث الجمالي للدار. نحن نستخدم التيتانيوم، والكربون، والسيراميك، وحتى الرخام بطرق غير تقليدية؛ لصنع ساعات فريدة.

كيف تضمنون المتانة، والدقة، مع حركات نحيفة جداً؟

نعمل مع خبراء ومهندسين؛ لإجراء اختبارات دقيقة؛ لضمان الموثوقية. إن التوازن بين الرقة والمتانة يتطلب خطوات محسوبة، ومع كل تحدٍّ نتعلم، ونطور.

كيف ولدت فكرة ساعة «Lee Ufan x Bvlgari» المحدودة؟

العمل مع الفنان الكوري المعاصر، لي أوفان، أتاح لنا ابتكار قطعة فنية فريدة، تجمع بين التيتانيوم، والذهب، والياقوت بطريقة غير تقليدية، فهناك الكثير من الخدوش على السوار، والميناء مصنوع مثل المرآة مع الظلال؛ لأنه أحب هذا النوع من التأثير؛ لتصبح الساعة بمثابة تحفة فنية على المعصم، وليست مجرد أداة لمعرفة الوقت. 

  • Octo Finissimo TB Green Marble

ماذا عن تحدي ميناء الرخام لساعة «Octo Finissimo Tourbillon Marble»؟

لقد استغرق تطوير هذه الساعة حوالي ست سنوات، فقد كانت معقدة جداً بسبب هشاشة الرخام. وكل ميناء فريد من نوعه، ويستحضر تراث عصر النهضة الإيطالي، ويعكس التزام «بولغري» بالابتكار، والمواد الفاخرة.

ما الرسالة، التي تحملها ساعة «بولغري برونزو»؟

تُظهر ساعة البرونز كيف يمكننا الابتكار في المواد بأسعار مقبولة، مع الحفاظ على تصميم «بولغري» المميز، وإضفاء لمسة دافئة وعصرية، تعكس روح العلامة، وهي إضافة مهمة جداً إلى عائلة ساعات «بولغري»، المصنوعة من الألمنيوم.

ما الطراز الأقرب إلى قلبك؟

ساعة «أوكتو فينيسيمو»؛ لأنها غيّرت مفهوم العلامة التجارية بالكامل، وتمثل بصمة حقيقية لـ«بولغري»، ووحدة أعمال الساعات. أعتقد أن هذه الساعة من أكثر الساعات إثارة للاهتمام في العقود القليلة الماضية.

ما التالي بالنسبة لطراز «أوكتو فينيسيمو»؟

نسعى إلى إطلاق ساعة جديدة كلياً، بآلية حركة مبتكرة، مع الحفاظ على الهوية الثابتة للطراز، وسيكون هذا العام مهماً جداً في مسيرة الابتكار.