شيماء محمد: «العدسة» لا تُفرق بين رجل وامرأة

سرد اللحظات والأحداث، عبر التصوير، هو أكثر من مجرد تسجيل لوقائع؛ إنه توثيق للمشاعر والأفكار، التي تشكل جوهر الذاكرة، يحمل معه القوى التي تؤثر، وتُحدث التغيير. فالصورة انعكاس لوجهة نظر المصور، وعدسة الكاميرا تصبح عينًا ثالثة ترى ما لا يُلاحظ. هنا، تبرز شيماء محمد، المصورة الإماراتية، التي تسرد الحكاي

سرد اللحظات والأحداث، عبر التصوير، هو أكثر من مجرد تسجيل لوقائع؛ إنه توثيق للمشاعر والأفكار، التي تشكل جوهر الذاكرة، يحمل معه القوى التي تؤثر، وتُحدث التغيير. فالصورة انعكاس لوجهة نظر المصور، وعدسة الكاميرا تصبح عينًا ثالثة ترى ما لا يُلاحظ. هنا، تبرز شيماء محمد، المصورة الإماراتية، التي تسرد الحكايات من خلال عدستها، وتبحث في الوجوه والتفاصيل عن لحظات تَستحق أن تُخلّد؛ فتلتقط الحقيقة بما تحمله من جمال وواقعية، وتنقلها إلى الناس بكل صدق.. في هذا الحوار مع «زهرة الخليج»، نقترب أكثر من عالم شيماء؛ لنعرف كيف تسهم في توثيق اللحظات المميزة:

  • شيماء محمد: «العدسة» لا تُفرق بين رجل وامرأة

مهنة أم شغف.. متى وكيف كانت بداياتك مع التصوير؟

كان التصوير شغفي منذ طفولتي، فلم يكن يومًا مجرد مهنة. كنت، دائمًا، أحرص على توثيق اللحظات السعيدة، وأشعر بقيمة الصورة؛ عندما تحفظ ذكرى، أو لحظة قد لا تتكرر. كانت البداية في مرحلة المدرسة؛ عندما تطوعت للعمل في «مهرجان دبي للتسوق». وقررت أن أستخدم كاميرا فورية؛ لتوثيق الحضور. كانت تجربة بسيطة، لكنها غرست في نفسي حب التصوير، وجعلتني أدرك أن كل لقطة تحمل حكاية. ومن هنا تطور شغفي؛ حتى أصبح جزءاً أساسياً من حياتي المهنية، ورسالة أنقل - من خلالها - واقع الناس، وجمال اللحظة.

توثيق اللحظات

هل يأخذك التصوير إلى هواية توثق جماليات اللحظات، والأماكن؟

بعيدًا عن العمل المهني، أجد سعادتي الحقيقية في تتبع تفاصيل الحياة اليومية، وملامح الناس البسيطة، وزوايا الأماكن التي قد لا يلتفت إليها الكثيرون، لكنها تحمل - في طياتها - عمقاً مؤثراً، وجمالاً خاصاً. إن أكثر ما يجذبني هو تصوير الأماكن في دبي، حيث يلتقي عبق الماضي مع أصالة المكان ولمسات الحداثة، إنها أماكن تختزن الذكريات، وتعكس جمالاً لا يُكتب، بل يُلتقط.

  • شيماء محمد: «العدسة» لا تُفرق بين رجل وامرأة

التصوير يشهد تطوراً مستمراً.. كيف تواكبين هذا التطور، وتنمين مهاراتك في هذا المجال؟

أحرص، دائمًا، على متابعة كل جديد في عالم التصوير، من خلال منصات التواصل الاجتماعي، والتدرب المستمر على تقنيات التصوير الحديثة. كما أخصص وقتًا لمشاهدة الأعمال الملهمة وتحليلها؛ ما يصقل ذوقي البصري، ويزيد وعيي الفني. إن التعلم المستمر سر التطور، والتقدم لا يتوقف إلا عندما نتوقف عن البحث عن المعرفة.

مواجهة التحديات

ما الذي يميز نظرة المرأة المصوِّرة، عن زميلها الرجل؟

أعتقد أن نظرة المرأة المصورة تختلف عن نظرة الرجل، بملاحظة التفاصيل الصغيرة، التي قد يمرّ بها الآخرون دون انتباه. شخصياً، أركز على الإحساس في الصورة، وعلى الأشياء التي تلامس القلب قبل العين. وبينما يركز المصور الرجل على التكوين والزوايا بشكل تقني أكثر، فإنني أرى الصورة من منظور أعمق، وأقرب إلى مشاعر الإنسان.

  • شيماء محمد: «العدسة» لا تُفرق بين رجل وامرأة

كيف ترين حضور المرأة الإماراتية في هذا المجال؟

رغم أن مجال التصوير قد يُعتبر صعبًا لبعض النساء، إلا أنني أرى أن العدسة لا تُفرق بين الرجل والمرأة، بل بين من يرى بعينيه، ومن يرى بقلبه. ورغم التحديات، فالعمل في هذا المجال يمكن أن يكون مليئاً بالشغف والإبداع. إن وجودي في هذا المجال لم يعد استثناءً، بل هو دليل على أن الإماراتية جزء من الصورة، والمشهد.

تطلعٌ إلى المستقبل

طموحاتك في مجال التصوير إلى أين تصل، وهل هناك خطط مستقبلية لمشروع خاص؟

طموحي في مجال التصوير لا حدود له؛ لأن كل صورة ألتقطها اليوم تقرّبني أكثر من حلمي الأكبر: أن أكون شاهدة على لحظات تُسجل في ذاكرة الوطن من خلال عدستي. وعلى الصعيد الشخصي، أطمح إلى افتتاح استوديو تصوير خاص، لا يكون فقط مساحة للإبداع، بل منصة لتدريب وتطوير المهتمين بالتصوير، ومشاركة ما تعلمته مع جيل جديد من المصورين، والمصورات.

  • شيماء محمد: «العدسة» لا تُفرق بين رجل وامرأة

ما البصمة التي ترغبين في تركها بمجال التصوير؟

أن يُذكر اسمي بين أفضل المصورين، ليس فقط من خلال جودة الصورة، بل باللحظات التي ألتقطها، فتحكي قصصاً، وتجسد الواقع بإحساس صادق. التصوير - بالنسبة لي - أكثر من مهنة، إنه رسالة. وأنا هنا؛ لأكون دليلاً على أن الشغف والإصرار يصنعان مساراً خاصاً؛ فالإماراتية باتت تمثل قوة حقيقية في مجال التصوير، بدعم ورؤية القيادة الرشيدة. ومن خلال عدستي، أطمح أن أساهم في حفظ الهوية الإماراتية، وأن أرد ولو جزءًا من الجميل إلى هذا الوطن، الذي منحني الفرصة والمساحة؛ فالتصوير فن، ومهنة، ومسؤولية، ورسالة أقدّم بها الشكر على ثقة وطن، يزرع فينا الحلم، ويمنحنا ما نُضيء به الطريق.

نصائح تقدمينها إلى مَنْ ترغب في دخول مجال التصوير!

التصوير مجال جميل وواسع، لكنه يحتاج إلى عين تلاحظ التفاصيل الصغيرة، وقلب يلتقط اللحظة بشغف. وأنصح كل شابة تطمح إلى دخول هذا المجال بأن تثق بنفسها، وتجرب، وتغذي ذوقها، وتسأل وتتعلم من دون خوف أو تردد، فالطريق ليس سهلاً دائماً، ويحتاج إلى إصرار، وصبر، واستمرارية، وكل تعب يهون؛ إذا كنتِ تمارسين شيئاً تحبينه.