من لقاء عابر على ضفاف بحيرة كومو عام 2013، إلى شراكة إنسانية ومهنية تمتد حتى 2025، يظل جورج وأمل كلوني قصة استثنائية لحب معاصر يجمع بين السينما والقانون، وبين السحر والالتزام. اليوم، بعد عقد من الزواج، ما زالا يجسدان معًا نموذجًا للحب، والشراكة الحقيقية التي تتجاوز الشهرة نحو تأثير ملموس في العالم.
-
جورج وأمل كلوني.. ثنائي يجمع بين المجد الإنساني وبريق النجومية
بداية غير متوقعة:
لم يكن أحد يتوقع أن نجم هوليوود الوسيم، المعروف بعزوبيته الطويلة، سيجد نصفه الآخر في محامية حقوق إنسان لامعة من أصل لبناني. لكن ذلك اللقاء على ضفاف بحيرة كومو الإيطالية، عام 2013، قلب المعادلة. فمن مراسلات إلكترونية عابرة، إلى موعد علني في لندن، ثم رحلة سفاري في كينيا؛ حسمت مشاعر جورج، لتتوج الحكاية بزفاف أسطوري في البندقية عام 2014. ولم يكن جورج معروفًا برغبته في الاستقرار، أو تكوين عائلة، بينما كانت أمل قد صنعت لنفسها اسمًا عالميًا كمحامية وناشطة في مجال حقوق الإنسان. ورغم اختلاف عالميهما، فسرعان ما أصبح من الصعب تخيل أحدهما بعيدًا عن الآخر.
-
جورج وأمل كلوني.. ثنائي يجمع بين المجد الإنساني وبريق النجومية
جورج وأمل كلوني.. حكاية حب تجمع هوليوود بالعالم الحقوقي:
يعد لقاؤهما العابر على ضفاف بحيرة كومو، الشرارة التي غيّرت كل شيء. حينها، حضر صديق إلى منزل جورج بصحبة امرأة تدعى أمل علم الدين. تبادل الاثنان أطراف الحديث طوال الليل، حتى إن جورج طلب بريدها الإلكتروني؛ بحجة إرسال صور إلى عائلته. يقول لاحقًا: «لم أكن متأكدًا إن كانت تراني مجرد صديق.. لكننا بدأنا نراسل بعضنا منذ ذلك اليوم».
بعد أشهر قليلة، جلس جورج على ركبتيه ليطلب يدها، في عرض زواج اعترف لاحقًا بأنه كان «كارثيًا»، بسبب توتره وانتظاره الطويل موافقتها. لكنها ابتسمت في النهاية، وقالت: (نعم). لم يمر وقت طويل حتى شهدت البندقية، في خريف 2014، زفافًا أسطوريًا، حضره أصدقاؤهما المقربون، وارتدت فيه أمل فستانًا من «أوسكار دي لا رينتا»، فيما اختار جورج بدلة كلاسيكية من «جورجيو أرماني».
منذ ذلك الحين، بات الثنائي حاضرًا في كبرى الفعاليات. وفي 2017، أعلنا أنهما بانتظار توأم، قبل أن يستقبلا «إيلا، وألكسندر»، في يونيو من العام نفسه. ومع ازدياد اهتمام الإعلام بحياتهما الخاصة، فضّل الزوجان الحفاظ على خصوصية طفليهما. وخلال الجائحة عام 2020، ابتعد جورج وأمل عن الأضواء، واختارا العزلة في منزلهما بلوس أنجلوس، لا سيما بعد أن كشف جورج أن ابنه «ألكسندر» يعاني «الربو»، ما جعلهما أكثر حرصًا وحذرًا.
-
جورج وأمل كلوني.. ثنائي يجمع بين المجد الإنساني وبريق النجومية
لكن قصة حبهما لم تتوقف عند حدود العائلة. ففي 2022، حصلا، معًا، على جائزة «إيليفَيت برايز»؛ تكريمًا لعملهما في «مؤسسة كلوني للعدالة». وفي 2024، احتفلا بمرور عشر سنوات على زواجهما في نيويورك، حيث قال جورج أمام الحضور: «عشر سنوات مضت بسرعة، وما زلت أستيقظ كل يوم ممتنًا أن أمل اختارت أن تكون شريكتي».
أما في 2025، فما زالا يتألقان معًا: من السجادة الحمراء في جوائز «توني»، حيث رُشّح جورج عن دوره في مسرحية «Good Night, and Good Luck»، إلى مهرجان نيويورك السينمائي حيث دعمت أمل زوجها بفستانٍ خطف الأضواء، إذ ارتدت فستانًا قصيرًا باللون العنّابي من مجموعة «أوسكار دي لا رينتا» لخريف 2025. تميّز التصميم بصديرية مخملية مطرّزة بطبقات متدرجة من الأقمشة، مع تنورة منسوجة غنية بتفاصيل زهرية عميقة باللون الأحمر، تتخللها لمسات ذهبية، وانسابت بتلاتها على شكل هيكل مميز، ينتهي أعلى الركبة.
«حياتي طبيعية باستثناء الأضواء».. كلوني يصف روتين عائلته مع التوأم:
رغم أن جورج وأمل كلوني يعيشان حياة مترفة، إذ تُقدّر ثروتهما بنحو 550 مليون دولار، إلا أنهما يسعيان جاهدَيْن لضمان أن ينشأ توأمهما «ألكسندر، وإيلا» (8 أعوام) في أجواء طبيعية قدر الإمكان. وخلال العرض الأول لفيلمه الجديد «Jay Kelly»، ضمن مهرجان نيويورك السينمائي الاثنين، تحدث النجم العالمي عن الطريقة «العادية»، التي يربي بها طفليه مع زوجته أمل. وعندما سُئل عمّا إذا كان يتوق إلى حياة طبيعية مثل شخصية الفيلم، أجاب، قائلاً: «لديَّ بالفعل حياة طبيعية. أنا من يقود أطفالي إلى المدرسة كل صباح.. حياتي طبيعية، باستثناء هذه الأضواء».
-
جورج وأمل كلوني.. ثنائي يجمع بين المجد الإنساني وبريق النجومية
الزوجان حرصا على إبقاء طفليهما بعيدَيْن عن الأضواء منذ ولادتهما في يونيو 2017. وأوضح جورج (64 عامًا) أنه يتعمّد حمايتهما من أسلوب الحياة «المرفّه»، الذي حظي هو به، قائلاً: «لم يزورا مواقع التصوير سوى مرات قليلة. أحاول إبعادهما عن هذه التجربة الآن. فلا أعرف كيف سينظران إليها، ولا أريدهما أن يظنا أننا مدلّلون أكثر من اللازم».
مؤسسة كلوني للعدالة.. نضال ممتد من قاعات المحاكم إلى قلب العالم:
منذ تأسيسها، وضعت مؤسسة كلوني للعدالة هدفًا واضحًا: تحويل العدالة من شعار فضفاض إلى واقع ملموس يغير حياة الناس. فكما تقول أمل كلوني: العدالة لا تحدث من تلقاء نفسها، بل يجب خوض معركة من أجلها. اليوم، تعمل المؤسسة في أكثر من 40 دولة، مقدمةً المساعدة القانونية المجانية في ملفات معقدة تتعلق بحرية الصحافة وحقوق النساء. فمن خلال برنامج «TrialWatch»، تراقب المحاكمات غير العادلة، وتدافع عن الصحافيين المسجونين بسبب الكلمة الحرة. أما عبر برنامج «Waging Justice for Women»، فتفتح أبواب الأمل للنساء والفتيات، اللواتي يواجهن التمييز، وزواج القاصرات، والعنف، بتأمين الدعم القانوني والعدالة لهن. ويميز عمل هذه المؤسسة أنها لا تسعى فقط لحل قضايا آنية، بل تبني جيلًا جديدًا من رواد العدالة، عبر عيادات قانونية، وشبكة دعم دولية، ليظل صوت الحق حاضرًا مهما طال الزمن. إنها شراكة إنسانية ملهمة بين أمل وجورج كلوني، حيث يلتقي القانون بالفن، والمثالية بالواقعية، ليصنعا معًا قصة حب لا تخصهما وحدهما، بل تخص كل من يؤمن بأن العدالة حق للجميع.
-
جورج وأمل كلوني.. ثنائي يجمع بين المجد الإنساني وبريق النجومية
بين الأمجاد والندم.. جورج كلوني يواجه ذاته على «نتفليكس»:
الفيلم المقبل على «نتفليكس» يتناول قصة الممثل الشهير «جاي كيلي»، الذي ينطلق في رحلة لاكتشاف الذات، ومواجهة ماضيه وحاضره، في مزيج بين الندم والأمجاد. وأوضح جورج أنه وجد نقاط تشابه بين تجربته الشخصية والدور، قائلاً: «شعرت بمدى حظي لأنني لم أعش ذلك الندم الذي يعيشه بطلي. أُرجع ذلك إلى أنني لم أصبح مشهوراً إلا في مرحلة متأخرة نسبيًا من حياتي، ما منحني توازنًا وفهمًا أكبر بأن النجاح ليس كله بفضلك. حين تكون شابًا وتنجح، تظن أنك عبقري. لكن حين تكبر، تدرك أن للحظ دوراً كبيراً؛ لذا نظرت إلى ندم الشخصية كشيء يخصها هي، لا أنا، وهذا أكثر صحة».