مع اقتراب فصل الشتاء، تبدأ المنازل بالتحوّل إلى مساحات دافئة ومريحة تستقبل الأيام الباردة بشيء من العاطفة. وفي خضم هذا التغيير الموسمي، هناك تفصيلة واحدة قادرة على قلب أجواء المكان رأسًا على عقب، دون الحاجة إلى تجديد شامل أو ميزانية ضخمة: (السجادة).
نعم، قطعة السجاد ليست مجرد غطاء للأرضيات، بل هي روح المكان، ولمسته الختامية التي تجمع كل عناصره في انسجام بصري، ودفء حسي. وفي عالم الديكور، تُعد السجادة بمثابة «إطار اللوحة»؛ فهي العنصر الذي يربط بين الألوان والأثاث والإضاءة؛ لتمنح الغرفة هوية متكاملة.
وتغيير سجادة واحدة يمكن أن يجعل الغرفة تبدو أكثر إشراقًا أو دفئًا، أكثر حداثة أو كلاسيكية، بحسب الخامة والنقشة، اللتين تختارينهما. لهذا، هي من أسهل الطرق لإحداث تغيير واضح في أي مساحة، خصوصًا مع بداية فصل جديد.
-
تفصيل صغير يصنع الفرق.. سجادة جديدة لتجديد روح المنزل
الدفء يبدأ من الأرض:
مع انخفاض درجات الحرارة، يتحوّل السجاد من قطعة جمالية إلى ضرورة وظيفية. فاختيار خامات، مثل: الصوف الطبيعي، أو الموهير، أو حتى الألياف السميكة، يمنح إحساسًا فوريًا بالدفء تحت القدمين، كما يُخفّف برودة الأرضيات الحجرية أو الخشبية. ويساهم السجاد، أيضًا، في عزل الصوت، ومنح الغرفة لمسة من الهدوء والسكينة، وهي صفات لا غنى عنها في الشتاء، حين يميل الجميع إلى البقاء في المنزل لفترات أطول.
كيف تختارين السجادة المثالية؟
الأمر لا يتعلق بالجماليات فقط، بل بالوظيفة أيضًا. فقبل الشراء، فكّري في نمط حياتك:
- في غرفة المعيشة: اختاري سجادة متينة وسهلة التنظيف بلون حيادي أو نقش بسيط، إذ ستتعرض للحركة اليومية.
- في غرفة النوم: يمكن اختيار سجادة أكثر نعومة ودفئًا؛ لإضفاء الراحة على اللحظات الصباحية الباردة.
- الممرات والمداخل: تناسبها سجادة منخفضة الكثافة، وسهلة التنظيف، وتخفي آثار الأحذية.
احرصي، أيضًا، على قياس المساحة جيدًا. فالقاعدة البسيطة تقول: إن السجادة يجب أن تكون كبيرة بما يكفي لتوحيد الفراغ، لكن دون أن تلتهم المساحة بالكامل.
-
تفصيل صغير يصنع الفرق.. سجادة جديدة لتجديد روح المنزل
ألوان ونقوش تغيّر المزاج:
ألوان السجاد يمكن أن تغيّر انطباع المكان كليًا. فالألوان الدافئة، مثل: البرغندي والبني الفاتح والبيج الذهبي، تمنح إحساسًا فوريًا بالدفء والترف، بينما تُضفي الدرجات الزيتونية، أو الرمادية الهادئة، مظهرًا عصريًا متوازنًا.
أما النقوش الهندسية أو الشرقية الكلاسيكية، فتضيف عمقًا بصريًا وشخصية واضحة للمكان. ويمكن دمجها بذكاء مع أثاث بسيط؛ لتكون السجادة هي «نقطة التركيز»، التي تخطف الأنظار.
تنسيق السجاد في الغرف المتجاورة:
عند اختيار سجاد الغرف المتصلة، هناك مفتاحان لضمان انسجامها: الألوان والنقوش. ابدئي بتحديد لوحة الألوان الأساسية المستخدمة في الغرف، وابحثي عن سجاد بتدرجات مكملة أو نقوش متناغمة. وكمثال: إذا كانت غرفة الطعام تحتوي على سجادة هندسية بدرجات الأزرق، فاختاري لغرفة المعيشة سجادة بلون أزرق مكمل، ولكن بنمط أو نسيج مختلف. فهذا يمنح صلة بصرية بين الغرف مع الحفاظ على خصوصية كل سجادة.
كما يمكن استخدام نقوش كبيرة في غرفة، ونقوش أصغر في أخرى، مع إمكانية مزج الخطوط مع النقوش الهندسية أو الزهرية، بشرط اختلاف المقياس.
أهمية الملمس في اختيار السجاد:
الملمس يلعب دورًا كبيرًا في التصميم الداخلي. والألياف الطبيعية، مثل: السيزال أو الجوت، تضيف عمقًا وبُعدًا بصريًا، وتتماشى بسهولة مع معظم أنماط الديكور. ويمكنك، أيضًا، استخدام سجادة محايدة اللون كطبقة أساسية، ثم وضع سجادة بنقش أو لون أكثر جرأة فوقها، ما يمنح تجربة بصرية غنية ودفئاً فورياً.
الألياف الصوفية خيار فاخر وعملي، في الوقت ذاته، فهي متينة وناعمة تحت القدم، بينما السجاد ذو اللون الواحد أو النقش الخفيف، يعطي مظهرًا أنيقًا وهادئًا، خصوصًا إذا تفاوت ارتفاع الوبر داخل السجادة. والسجاد المحايد ليس مملاً، بل يوفر قاعدة مرنة تنسجم مع مختلف أنماط التصميم. ويمكن دمجه في المخططات المفتوحة بألوان، مثل: العاجي، أو البيج أو الكريم. والتدرجات المتعددة للون المحايد تعزز التناسق، وتمنح جوًا متوازنًا ومتناغمًا في المنزل.
-
تفصيل صغير يصنع الفرق.. سجادة جديدة لتجديد روح المنزل
تناغم الألوان والنقوش:
لا يلزم أن يتطابق السجاد تمامًا معاً. إن استخدام تدرجات مختلفة من ألوان مكملة يمنح انسجامًا بصريًا. ويمكن مزج الألوان الدافئة مع الباردة، بشرط وجود لون مشترك يوحدها. كما يمكن مزج النقوش الكبيرة والصغيرة أو استخدام نقوش متشابهة بمقاييس مختلفة؛ لتحقيق تنسيق بصري جذاب.
العناية التي تطيل عمر السجاد:
حتى أجمل السجاد يفقد بريقه إن لم يتم الاعتناء به جيدًا. قومي بتنظيفه بانتظام بالمكنسة الكهربائية لإزالة الغبار، وابتعدي عن تعريضه المباشر للشمس لفترات طويلة حتى لا تتلاشى الألوان. في الشتاء، يمكن استخدام فرشاة ناعمة؛ لتعزيز نعومة الألياف، أو قلب السجادة مرة كل شهر؛ لتوزيع الضغط بشكل متوازن.