انطلقت، أمس، في صالة «آنيكس جاليري»، التابعة لمؤسسة بسّام فريحة للفنون بجزيرة السعديات أبوظبي، فعاليات المعرض الفني الجديد «كرومولوجي»، للفنانة البريطانية المعاصرة نات بوين، في أول ظهور لها بالعاصمة الإماراتية. ويمتد «المعرض» حتى 26 أكتوبر الحالي، ويقدّم تجربة فنية آسرة، تُحاكي الحواس، وتُعيد تعريف علاقتنا بالألوان كقوة نابضة بالحياة والتأمل.

منذ لحظة دخول الصالة، يجد الزائر نفسه وسط لوحات شفافة من الراتنج اللامع، تتوهّج كصفحات من ضوء. ففي هذه الأعمال، تتحوّل الألوان إلى لغة حية، تنطق بالمشاعر، وتثير في النفس مزيجاً من السكون والدهشة. فكل لوحة تُجسّد بحث بوين العميق في الكرومولوجيا (علم التأثير النفسي والعاطفي للألوان)، حيث يتجاوز اللون حدود البصر؛ ليُصبح تجربة داخلية تمسّ الروح.

  • «كرومولوجي».. معرض فني يحتفي باللون وتأثيره النفسي في مؤسسة بسام فريحة للفنون

الفن لغة تأمل وتواصل:

تمنح نات بوين الزائرين فرصة فريدة لاختبار اللون كجسر للتواصل غير اللفظي، من خلال أعمالٍ متعددة الطبقات، تتفاعل فيها الظلال والانعكاسات، في حوار مستمر بين الضوء والمادة.
وفي جولةٍ خاصة مع الفنانة، خلال الافتتاح، تحدثت عن فلسفتها الفنية، شارحة أن كل عمل لا يكتمل إلا بعين مَنْ يراه، فالمشاهد هو اللمسة الأخيرة، التي تمنح اللوحة حياتها.

  • لوحة «آرتورا أورورا» (2022)

تستعين بوين، في أعمالها الفنية، بمواد فريدة، مثل: اللازورد، والتراب البركاني، وغبار النيازك، والألماس المسحوق؛ لابتكار تأثيرات ميتافيزيقية، تجمع بين الطاقة والصفاء. ومن أبرز الأعمال المعروضة لوحة «آرتورا أورورا» (2022)، التي تفيض بألوانٍ تحاكي الشفق القطبي، وتدعو إلى التأمل في سحر الضوء.

مساحة للتفاعل والإلهام:

يترافق «المعرض» مع برنامج فني وتعليمي، تنظمه مؤسسة بسّام فريحة للفنون، لمنح الجمهور التعمق في تجربة الفنانة، وفهم العلاقة بين الفن والعلم من منظورٍ جديد. وبهذا، تتحول الصالة إلى مختبر بصري، يستكشف حدود اللون كوسيط للتعبير الإنساني، يمنح الزائر تجربة تفاعلية، تمزج بين المتعة الفكرية والحسية.

  • «كرومولوجي».. معرض فني يحتفي باللون وتأثيره النفسي في مؤسسة بسام فريحة للفنون

الفنانة نات بوين:

بعد تخرّجها في كلية لندن للموضة، نقلت نات بوين مرسمها إلى دبي عام 2021، حيث واصلت تطوير أعمالها القائمة على التجريب والتأمل في جوهر اللون. اليوم، يُعد معرض «كرومولوجي» بأبوظبي خطوة جديدة في مسيرتها العالمية، تأكيدًا على مكانة المدينة كمركز للفن المعاصر وحوار الثقافات.