هل فكرتِ، يوماً، في أن أبسط حركة قد تكون سرك لحياة أكثر صحة وسعادة؟.. المشي، هذه الرياضة اليومية، التي لا تحتاجين فيها إلا إلى حذاء مريح، وقلب منشرح، تحمل لكِ فوائد صحية وجمالية كثيرة. من تحسين صحة القلب والعظام، إلى رفع المزاج، وتخفيف التوتر. وفي عالمنا المتسارع، يمنحكِ المشي فرصة العودة إلى ذاتك؛ لتتنفسي، وتتأملي، وتعيدي شحن طاقتك. وفي دولة الإمارات، حيث تنتشر المماشي، والمساحات الخضراء الجميلة، أصبح المشي جزءاً من ثقافة العناية الصحية للمرأة، التي يدعمها مجتمع واعٍ، ورؤية وطنية ترتكز على تمكين المرأة؛ لتكون بأفضل حالاتها.
-
المشي.. طقسٌ يومي يعيد التوازن إلى الجسم والعقل
فوائد عميقة للقلب والعظام والهرمونات
تشير أبحاث عالمية إلى أن المشي، بانتظام، يسهم في تقليل مخاطر الإصابة بأمراض القلب والشرايين، ويعمل على تحسين الدورة الدموية، وتقوية الجهاز المناعي. كما أنه يساعد على التحكم في الوزن، من خلال حرق السعرات الحرارية بشكل مستمر دون إجهاد الجسم، وهو أمر بالغ الأهمية خاصة للنساء اللاتي يعانين تغيرات هرمونية، تؤثر في التمثيل الغذائي. بالإضافة إلى ذلك، يساعد المشي في تحسين وظائف الجهاز التنفسي، ويعزز قوة العضلات والعظام، ما يقلل احتمالية الإصابة بـ«هشاشة العظام»، التي تشكل تحدياً كبيراً مع التقدم في العمر.
تحسين الصحة النفسية
يتجاوز أثر المشي الجانب الجسدي؛ فيصل إلى دعم الحالة النفسية. وتلعب الرياضة، والمشي بشكل خاص، دوراً محورياً في تخفيف التوتر والقلق والاكتئاب. كما أن المشي المنتظم يحفز إفراز هرمونات السعادة، مثل: الإندورفين والسيروتونين؛ ما يمنح المرأة شعوراً بالراحة النفسية، وتحسناً في المزاج. كما أنه يوفر مساحة ذهنية للتأمل، والتخلص من الضغوط اليومية، ويحفز التفكير الإبداعي، وهو ما أثبتته دراسات حديثة عن تأثير التمارين الهوائية المعتدلة في الأداء العقلي، والتركيز.
خيار عملي لنمط حياة عصري
يمثل المشي وسيلة ذكية؛ لإدخال النشاط البدني في جدول الحياة اليومية، دون الحاجة إلى معدات، أو اشتراكات رياضية؛ فيمكن دمج المشي في التنقل اليومي، أو تحويل جولات التسوق إلى نشاط صحي، أو حتى المشي برفقة العائلة والأصدقاء؛ ما يعزز الروابط الاجتماعية، ويزيد الحافز على الاستمرارية.
رحلة تمكين المرأة.. صحياً
في دولة الإمارات، يتزايد الوعي بأهمية الرياضة البسيطة كالمشي، ضمن استراتيجيات تعزيز صحة المرأة، حيث تساهم المبادرات المجتمعية، والحملات الصحية، في تشجيع المرأة على اعتماد المشي أسلوب حياة. وتعكس هذه الخطوات التزام الدولة برؤية شاملة، تهدف إلى تمكين المرأة، سواء في المجالات المهنية، أو الاجتماعية، بل وأيضاً في الحفاظ على صحتها الجسدية والنفسية، ما ينعكس إيجاباً على دورها الحيوي في الأسرة، والمجتمع.
مي الكتبي: المشي يحسّن التوازن الداخلي للجسم
تؤكد الدكتورة مي خلفان الكتبي، أخصائي طب الطوارئ ـ مستشفى «ميديكلينيك» شارع المطار، أن المشي المنتظم لا يحسن فقط الصحة القلبية والتنفسية، بل يؤثر أيضاً بشكل مباشر في الصحة الهرمونية للمرأة، خاصة في مراحل ما قبل وبعد انقطاع الطمث، مشيرة إلى أن المشي يُساعد في تنظيم هرمونات التوتر، ويُقلل مقاومة الإنسولين، ما يُسهم في تقليل احتمالات الإصابة بمتلازمة تكيس المبايض، واضطرابات الغدة الدرقية، التي أصبحت شائعة بين النساء في الفئة العمرية المتوسطة. وأوضحت: «هناك علاقة مثبتة بين المشي وبين تحسين صحة الجهاز الهضمي، حيث يعزز المشي المنتظم حركة الأمعاء، ويقلل أعراض القولون العصبي والانتفاخات، وهي مشاكل صحية مزمنة، تعانيها شريحة واسعة من النساء. كما أن المشي في الهواء الطلق، والتعرض المعتدل لأشعة الشمس، يدعمان امتصاص فيتامين (د)، الضروري لصحة العظام والمناعة. لهذا، نحن لا نُوصي بالمشي فقط لتحسين اللياقة، بل كوسيلة شاملة؛ لتحسين التوازن الداخلي للجسم، وتعزيز الأداء الفسيولوجي للأجهزة الحيوية كافة؛ ما يُمكّن المرأة من الحفاظ على صحتها.. بطرق طبيعية، ومستدامة».
مماشي الإمارات.. تجربة صحية وسط الجمال
-
المشي.. طقسٌ يومي يعيد التوازن إلى الجسم والعقل
في دولة الإمارات، لا تقتصر رياضة المشي على كونها نشاطاً يومياً سهلاً، بل تتحول إلى تجربة متكاملة، وسط مسارات مخصصة، تجمع بين الطبيعة الخلابة والتصميم الحضري العصري. وقد أصبحت المماشي، المنتشرة في أنحاء الدولة، وجهة مثالية؛ لتعزيز اللياقة، واستعادة الصفاء الذهني، ومنها:
- أبوظبي: ممشى كورنيش أبوظبي المطل على البحر، وممشى القرم في جزيرة الجبيل، وحديقة «أم الإمارات»، وممشى السعديات في المنطقة الثقافية.
- العين: أكثر من 16 ممشى، بطول 152 كم، أبرزها ممشى حمدان بن محمد، المزوّد بنظام تلطيف الأجواء.
- دبي: ممشى مارينا دبي، وكورنيش جميرا المطل على برج العرب، وبحيرات القدرة وسط أجواء التخييم.
- الشارقة: حديقة المجاز، وجزيرة النور التي تمزج الفن بالطبيعة.
- رأس الخيمة: مسارات جبلية، مثل: وادي شوكة، ووادي نقب، حيث الهواء النقي، والمغامرة.
نصائح لتعزيز فاعلية المشي:
- الاستمرارية: اجعلي للمشي وقتاً ثابتاً يومياً، أو خمس مرات في الأسبوع، على الأقل.
- التدرّج: ابدئي بـ10 إلى 15 دقيقة، وارفعي المدة تدريجياً حتى 45 دقيقة.
- الحذاء: اختاري حذاءً رياضياً مريحاً، يوفر دعماً مناسباً لقدميك.
- البيئة: امشي في أماكن آمنة ومريحة، مثل: الحدائق، والمسارات المخصصة.
- التنفس: مارسي التنفس العميق؛ لتسهيل تدفق الأكسجين، وتحسين الأداء.
- التنوع: أضيفي تمارين خفيفة، مثل: الإطالة، وتقوية العضلات؛ لزيادة الفائدة.