نال العلماء العرب مجدداً تقديراً عالمياً كبيراً، بفوز مهندس الكيمياء الأردني، عمر مؤنس ياغي، بجائزة «نوبل» في الكيمياء لعام 2025، ليعيد إلى الأذهان سيرة العالم المصري الراحل أحمد زويل (1946-2016)، آخر عربي نال الجائزة عام 1999.

ونال ياغي (60 عاماً)، المنحدر من أصول فلسطينية، ويحمل الجنسيتين الأردنية والأميركية، جائزته بالمشاركة مع الياباني سوسومو كيتاجاوا والبريطاني ريتشارد روبسون، تقديراً لتطويرهم الأطر المعدنية العضوية (MOFs)، وهي مواد أحدثت ثورة في مجال الكيمياء وعلوم المواد، وفقاً للأكاديمية الملكية السويدية للعلوم.

  • بين عبقرية عمر ياغي وإرث «نوبل» العريق.. العرب في سجل الجوائز الأرفع بالعالم

وتُظهر السيرة الذاتية للمهندس عمر ياغي، المنشورة على صفحة الجامعة الأردنية، أبرز مجالات اهتماماته، ومن بينها: الكيمياء غير العضوية والعضوية، وكيمياء الحالة الصلبة، والكيمياء الشبكية، وكيمياء المواد النانوية المسامية، والحياكة الجزيئية، وتخليق الأطر المعدنية العضوية والأطر العضوية التساهمية، واحتجاز ثاني أكسيد الكربون وتحويله إلى وقود.

وخلال مسيرته العلمية، حصل ياغي على نحو 55 جائزة، إضافة إلى مئات الأبحاث العلمية، وبراءات الاختراع، والمنشورات الأكاديمية المُحَكّمة.

عمر ياغي، الذي نال وسام الملك عبد الله الثاني للتميز عام 2017، يعد أول أردني ينال جائزة «نوبل»، وقد كرمته دولة الإمارات عام 2024، بمنحه جائزة «نوابغ العرب» في مجال العلوم الطبيعية.

ولقي فوز المهندس عمر ياغي بجائزة «نوبل» في الكيمياء تقديراً كبيراً في مختلف أنحاء العالم العربي، حيث حظي بتهنئة خاصة من ملك الأردن عبدالله الثاني بن الحسين، الذي هنأه عبر منشور على منصة «إكس»، قال فيه: «نفخر ونعتز بالعالم الأردني البروفيسور عمر ياغي، ونبارك له وللأردن فوزه بجائزة نوبل للكيمياء لعام 2025. هذا الإنجاز فخر جديد يضاف إلى سجل الأردنيين المشرف في مختلف الميادين حول العالم، ويثبت أن الأردني قادر على إحداث الفارق أينما تواجد».

وسردت وكالة الأنباء الفرنسية جانباً من سيرة المهندس عمر ياغي، الذي ولد في عمان عام 1965، من عائلة ذات أصول فلسطينية، وانتقل مع عائلته للعيش في الولايات المتحدة الأميركية عام 1980.

ويروي ياغي جانباً من طفولته، حيث أكد أنه كان يعيش مع عائلته المكونة من عشرة أفراد في غرفة واحدة، وكانوا يتشاركون الغرفة مع قَطيع صغير من الماشية في فصل الشتاء.

واعتبر ياغي أن العلم أعظم شيء يمكن أن يحصل عليه الإنسان في حياته، مبيناً أنه عاش مع عائلته حياة فقيرة، فلم يكن لديهم كهرباء، أو مياه جارية، كما أن والدته لا تجيد القراءة أو الكتابة.

  • بين عبقرية عمر ياغي وإرث «نوبل» العريق.. العرب في سجل الجوائز الأرفع بالعالم

وحول اكتشاف ميوله نحو الكيمياء، يروي ياغي أنه كان في العاشرة من عمره؛ عندما اكتشف الكيمياء للمرة الأولى، حيث وجد كتاباً مهملًا في مكتبة المدرسة التي كان يدرس بها، وكانت مغلقة عادة، فاختار كتاباً بشكل عشوائي من أحد الرفوف، وعندما فتحه لفتت انتباهه صور غامضة وآسرة، جعلته يتعرّف للمرة الأولى على البنى الجزيئية، فبدأ البحث والقراءة عنها، وعن الأشكال التي تكونها وأسبابها، حتى تعلق بها.

وسيستلم ياغي جائزة «نوبل» في الكيمياء يوم العاشر من ديسمبر المقبل بمدينة استوكهولم السويدية، وهي عبارة عن ميدالية ذهبية، وشهادة اعتراف، فضلاً عن مليون ومئتي ألف دولار، سيتقاسمها مع زميلَيْه الياباني، والبريطاني.

البداية من فكرة.. كيف وُلدت جائزة «نوبل»؟

«نوبل» هي مجموعة من الجوائز الدولية السنوية، الممنوحة في عدة فئات، من قِبَل مؤسسات سويدية ونرويجية؛ تقديرًا للإنجازات الأكاديمية، أو الثقافية أو العلمية.

الأب الروحي لجائزة نوبل هو الصناعي السويدي ومخترع الديناميت، ألفريد نوبل، إذ صادق على الجائزة السنوية في وصيته، التي وثّقها في «النادي السويدي النرويجي» يوم 27 نوفمبر 1895، رغبةً منه في تقدير الأشخاص، الذين ساهموا في خدمة البشرية.

وتمنح الأكاديمية الملكية السويدية للعلوم: جائزة نوبل في الكيمياء، وجائزة نوبل في الفيزياء، وجائزة بنك السويد الوطني في العلوم الاقتصادية، بينما تمنح جمعية نوبل في معهد كارولينسكا جائزة نوبل في علم وظائف الأعضاء أو الطب، وتمنح الأكاديمية السويدية جائزة نوبل في الأدب، في حين تمنح اللجنة النرويجية لجائزة نوبل جائزة نوبل للسلام.

وتبلغ قيمة جائزة نوبل المالية نحو 1.1 مليون دولار لكل فئة، كما يحصل كل فائز على ميدالية ذهبية وشهادة رسمية، في ستة مجالات، هي: الطب، والفيزياء، والكيمياء، والأدب، والسلام، والاقتصاد. وتُوزع الجوائز في استوكهولم وأوسلو، يوم 10 ديسمبر من كل عام، وهو يوم ذكرى وفاة ألفريد نوبل.

  • بين عبقرية عمر ياغي وإرث «نوبل» العريق.. العرب في سجل الجوائز الأرفع بالعالم

العرب في سجل جوائز «نوبل»:

تعد حصة العرب قليلة في جائزة «نوبل»، فبلغت تسع مرات فقط في تاريخ الجائزة التي تأسست عام 1901، في مجالات: السياسة والسلام والأدب، منها اثنتان في العلوم، وثلاث في الأدب، وخمس في السلام، وتشمل بعض الجوائز المشتركة مع آخرين.

الفائزون بجائزة «نوبل» في حقل العلوم:

المصري أحمد زويل: حصل على جائزة نوبل في الكيمياء عام 1999.

اللبناني بيتر مدور: حصل على جائزة نوبل في الطب عام 1960.

اللبناني إلياس جيمس خوري: حصل على جائزة نوبل في الكيمياء عام 1990.

الفائز بجائزة «نوبل» في حقل الأدب:

المصري نجيب محفوظ: حصل على جائزة نوبل في الأدب عام 1988.

الفائزون بجائزة «نوبل» في حقل السلام:

المصري محمد أنور السادات: حصل على جائزة نوبل للسلام عام 1978.

الفلسطيني ياسر عرفات: حصل على جائزة نوبل للسلام عام 1994.

المصري محمد البرادعي: حصل على جائزة نوبل للسلام عام 2005.

الرباعي التونسي للحوار الوطني: حصل على جائزة نوبل للسلام عام 2015.