يومًا بعد يوم، تبرهن المرأة الإماراتية على تميزها في كل المحافل التي توجد فيها، والمجالات التي تعمل بها، مؤكدةً أنها أهل للثقة، ومصدر للعطاء والتجديد والتفرّد دائمًا. وما إعادة انتخاب سعادة رزان خليفة المبارك لمنصب رئيسة الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة (IUCN)، للدورة الثانية، على التوالي إلا تأكيد على ذلك.

سعادة رزان المبارك مثال حقيقي للمرأة الإماراتية المعطاءة دون حدود، والقائدة الملهمة في موقعها، فهي ابنة الإمارات والعضو المنتدب لهيئة البيئة في أبوظبي (EAD)، والعضو المنتدب لصندوق محمد بن زايد للمحافظة على الكائنات الحية، ما يؤكد عمق دراية سعادتها ومعرفتها بمجال عملها المتعلق بالبيئة والطبيعة، وأهمية جهودها في هذا المجال.

  • رزان المبارك رئيسةً للاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة للمرة الثانية.. إنجازات إماراتية بلا حدود

إن إعادة انتخاب سعادتها تشكل محطةً مهمة في حياتها، وسجلًا ناصعًا لها، إذ إنها باتت ثاني امرأة تتولى رئاسة الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة، كما أنها أول رئيسة له من منطقة غرب آسيا عبر تاريخه الطويل، الممتد منذ تأسيسه قبل 77 عامًا.

وأبدت سعادة رزان المبارك امتنانها للثقة التي نالتها بانتخابها رئيسةً للاتحاد، للمرة الثانية على التوالي، مؤكدةً أننا نعيش، اليوم، لحظةً مهمة تتطلب الجمع بين الطبيعة والمناخ والبشر، وإدراكها التام لحجم المسؤولية الملقاة على عاتقها.

وقالت سعادتها: «خلال السنوات الأربع الماضية، شهِدتُ القوَّةَ الاستثنائية للاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة، أعضاءنا ولجاننا وشركاءنا، وهم يعملون معًا عبر الحدود والتخصصات. وأظلُّ ممتنّةً، وبكل فخر، لدعم قيادة دولة الإمارات ومؤسساتها، التي ألهمني إيمانها بالحفاظ على البيئة. إنَّ هذا التفويض الجديد يمثِّل شرفًا ومسؤولية في الوقت ذاته، لمواصلة تحويل الطموح إلى أفعال من أجل الطبيعة والإنسانية».

مسيرة حافلة بالعطاء:

منذ ريعان شبابها، سطرت سعادة رزان المبارك الإنجازات واحدًا تلو آخر، فقد شهد عام 2010 تعيينها أمينًا عامًا لهيئة البيئة - أبوظبي؛ لتكون بذلك أصغر شخص يتولى قيادة جهة حكومية. واستطاعت، وبكل كفاءة، قيادةَ هذه «الهيئة»، التي تضم أكثر من 1000 موظف، كما كانت جهودها واضحةً في إنجاح عمليات إعادة إدخال «المها العربي» في دولة الإمارات.

وكانت إسهامات سعادتها في تطوير صندوق محمد بن زايد للمحافظة على الكائنات الحية كبيرةً جدًا، ليصبح الصندوق أحد أكبر الصناديق الخيرية العالمية، الداعمة للحفاظ المباشر على الأنواع.

  • رزان المبارك رئيسةً للاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة للمرة الثانية.. إنجازات إماراتية بلا حدود

واليوم، وإلى جانب كل ما ذُكر سابقًا، فإن سعادة رزان المبارك تشغل، أيضًا، منصب الممثَّل رفيع المستوى عن دولة الإمارات في اللجنة العليا لاقتصاد المحيطات المستدام (شيربا)، ورئيسًا مشاركًا لفريق العمل المعني بالإفصاحات المالية المتعلقة بالطبيعة، ورائدةً للطبيعة في المنتدى الاقتصادي العالمي، ما يجعل منها قدوةً حقيقية لكل الشابات الإماراتيات خصوصًا، والعربيات عمومًا، ويؤكد أن تحقيق الطموح والآمال يحتاج إلى عملٍ دؤوبٍ صادقٍ، وعلمٍ ومعرفةٍ، وامتلاك مهارات القيادة والريادة.

إنجازات خالدة:

حققت سعادة رزان المبارك، خلال مسيرتها الزاخرة، إنجازاتٍ كبيرةً، لعل أبرزها على الإطلاق إنشاءُ محمياتٍ طبيعيةٍ تغطي حوالي 15%، من المساحة البرية والبحرية لإمارة أبوظبي، إضافةً إلى دورها الرئيسي في تأسيس قمة «عين على الأرض»، الهادفة إلى تسهيل الوصول إلى بياناتٍ بيئيةٍ عالميةٍ عالية الجودة لدعم اتخاذ القرار البيئي.

وليس هذا فحسب، فقد قادت سعادتها، بنجاحٍ كبير، عملياتِ إعادة «المها الإفريقي» (أبو حراب) إلى بيئته الطبيعية في تشاد، في مشروعٍ وُصف بأنه الأكبر على مستوى العالم من بين جميع مشاريع إعادة التوطين. وتقديرًا لجهودها التي لا تتوقف، وسعيها الدؤوب في حماية البيئة والطبيعة، مُنحت سعادتها شهادةَ الدكتوراه الفخرية في الآداب من جامعة غلاسكو البريطانية.