في كل عام، يتحول شهر أكتوبر إلى منصة عالمية للتوعية بسرطان الثدي، وهو أكثر أنواع السرطان شيوعاً بين النساء على مستوى العالم. وتحتفي المجتمعات والمؤسسات الصحية، خلال هذا الشهر، بالتوعية والتثقيف والدعوة للكشف المبكر، في محاولة لإنقاذ الأرواح، وتقليل نسب الإصابة والوفيات.

لكن هذا الشهر لا يجب أن يقتصر على ارتداء الشريط الوردي، أو مشاركة المنشورات عبر وسائل التواصل الاجتماعي، بل هو فرصة ثمينة لإعادة النظر في صحتنا النسائية بشكل عام، واتخاذ قرارات مدروسة نحو أسلوب حياة صحي ومستدام.. إليكِ أبرز الطرق التي تساعدكِ في الحفاظ على صحتكِ النسائية، لا سيما في ظل التحديات الصحية المتزايدة التي تواجه المرأة اليوم.

  • كيف تحافظين على صحتكِ النسائية في شهر التوعية بسرطان الثدي؟

1. الكشف المبكر:

تؤكد منظمة الصحة العالمية أن الكشف المبكر عن سرطان الثدي يزيد فرص الشفاء بنسبة قد تصل إلى 95%، وعلى الرغم من هذه الحقيقة، لا تزال هناك نساء كثيرات لا يلتزمن بإجراء الفحوصات الدورية، إما بدافع الخوف أو الجهل أو الإهمال. ويتضمن الكشف المبكر ثلاث خطوات رئيسية:

- الفحص الذاتي للثدي: تقوم به المرأة شهرياً بعد انتهاء الدورة الشهرية، لملاحظة أي تغير في الشكل أو الحجم أو الإحساس.

- الفحص السريري: ينصح بإجرائه مرة كل سنة لدى طبيب مختص.

- تصوير الثدي (الماموغرام): يبدأ عادة بعد سن الأربعين، أو في سن أصغر إذا وُجد تاريخ عائلي للمرض.

2. التغذية الصحية:

تشير دراسات متعددة إلى أن النظام الغذائي يلعب دوراً أساسياً في الوقاية من السرطان، خاصة سرطان الثدي، حيث إن الأطعمة التي تحتوي على مضادات الأكسدة والفيتامينات والألياف، تقلل الالتهابات وتدعم الجهاز المناعي.

  • كيف تحافظين على صحتكِ النسائية في شهر التوعية بسرطان الثدي؟

إليكِ بعض النصائح الغذائية المفيدة:

· أكثري من تناول الخضراوات الورقية كالسبانخ والجرجير.

· اختاري الفواكه الطازجة بدلًا من العصائر المصنعة.

· قللي تناول اللحوم المصنعة والدهنية.

· أدخلي البقوليات والحبوب الكاملة في نظامك اليومي.

· تناولي الدهون الصحية، مثل: زيت الزيتون والأفوكادو.

3. النشاط البدني:

الرياضة لا تقتصر على الرشاقة فقط، بل تساهم في تنظيم الهرمونات، وتعزيز المناعة، وتحسين المزاج، وتقليل خطر الإصابة بالأمراض المزمنة، ومنها سرطان الثدي.

وتوصي مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) بممارسة ما لا يقل عن 150 دقيقة من التمارين المعتدلة أسبوعياً، أي ما يعادل 30 دقيقة في اليوم، لمدة 5 أيام في الأسبوع، حيث يمكنكِ ممارسة رياضة المشي السريع، أو ركوب الدراجة، أو السباحة، أو حتى التمارين المنزلية البسيطة، فالمهم أن تختاري ما يناسبكِ، وأن يكون جزءاً من روتينكِ اليومي.

4. النوم والراحة النفسية:

تُهمل الكثيرات من النساء جانب الراحة النفسية والنوم، رغم ارتباطهما المباشر بالصحة الجسدية والهرمونية. فالنوم غير الكافي أو المضطرب يرفع مستويات هرمون الكورتيزول، الذي يرتبط بزيادة الالتهابات وخطر الإصابة ببعض الأمراض، بما فيها السرطان.

لذلك عليكِ الحفاظ على صحة النوم لديكِ من خلال تحديد وقت ثابت للنوم والاستيقاظ يومياً، واحرصي على تجنب الشاشات لوقت طويل قبل النوم، ويفضل الابتعاد عن أي مصادر إضاءة قبل النوم بساعة، بالإضافة إلى ذلك ابتعدي عن الكافيين في المساء، وحاولي ممارسة التأمل أو القراءة الخفيفة.

  • كيف تحافظين على صحتكِ النسائية في شهر التوعية بسرطان الثدي؟

5. الفحوص النسائية الدورية:

تشمل الصحة النسائية العديد من الأجزاء الأخرى في الجسم، فلا تقتصر على الثدي، بل تشمل: صحة الرحم والمبيضين والجهاز التناسلي، إذ إن فحوصات، مثل: مسحة عنق الرحم، وفحص المبايض، ومراقبة الهرمونات، كلها ضرورية لاكتشاف أي مشاكل مبكراً.

لا تنتظري حتى ظهور الأعراض، حيث إن المتابعة الطبية المنتظمة تقي الكثير من المضاعفات، خاصة مع تقدم العمر، أو وجود أمراض مزمنة.

6. الدعم المجتمعي والأسري:

لا تعيشي التجربة وحدكِ، سواء كنتِ في مرحلة وقاية أو تعافٍ، فإن وجود شبكة دعم من الأهل، أو الأصدقاء، أو حتى مجموعات الدعم النفسي، يساعد على التوازن النفسي، ويحفزك على الاستمرار في نمط حياة صحي. كما أن مشاركتكِ في حملات التوعية أو الفعاليات المجتمعية تزيد وعيكِ وتشجع الأخريات على الفعل ذاته. فالتغيير يبدأ من الفرد، لكنه لا يكتمل إلا بالمجتمع.