يُقال عن بعض الناس: إن لديهم «حاسة سادسة»، بمعنى أنهم يتوقعون أشياءً قد تحدث فعلاً في مرحلة لاحقة، دون الاستعانة بالحواس الخمس الموجودة لدى كل الناس، وهي: النظر، والسمع، واللمس، والشم، والتذوق.

ويُطلق على «الحاسة السادسة»، أيضاً، وصف الحدس أو التنبؤ أو الاستشعار، حيث يمكن للشخص توقع أمر يحدث فعلاً، أو أن يشعر بشخص آخر من دون أن يكون أخبره بأي شيء، أو أن يمتلك القدرة على توقع بعض الأحداث المستقبلية.

وكثيرة هي التفسيرات، التي يُعتقد أنها السبب وراء تمتع البعض بـ«الحاسة السادسة»، كأن يتمتع الدماغ البشري لديه بقدرة على معالجة المعلومات بشكل غير واعٍ، ما يؤدي إلى الشعور بـ«الحاسة السادسة»، أو أن تكون مرتبطة بالطاقة الداخلية للجسم أو الروح.

ومن دون شك، تُعد فكرة «الحاسة السادسة» موضوعاً مثيراً للجدل، وهناك العديد من الآراء حول ما إذا كانت واقعًا أم خيالاً، فأنصار الواقعية يرون أنهم يعرفون أشخاصاً مرّوا بتجارب «الحاسة السادسة»، مثل: الشعور بالخطر قبل حدوثه أو توقع الأحداث المستقبلية. كما حاولت دراسات علمية تفسير «الحاسة السادسة» من خلال آليات فيزيولوجية أو نفسية، مثل: دور الغدة الصنوبرية أو تأثير الهرمونات على الإدراك.

  • «الحاسة السادسة» بين الحقيقة والخيال.. ماذا تعرفين عنها؟

أما من يعتقدون أن «الحاسة السادسة» ضرب من الخيال أو الوهم، فيرون أنها غالباً ترتبط بالأساطير والخرافات، ما يجعل من الصعب التمييز بين الحقيقة والخيال، كما أنها، غالبًا، ترتبط بالغموض والغيب، الأمر الذي يجعل من الصعب إثبات وجودها أو نفيها.

علمياً.. يرى أخصائيو الصحة النفسية، في مركز «مايو كلينك»، أن المنهج العلمي المتبع في دراسة «الحاسة السادسة» يتطلب أدلة قابلة للتحقق منها لتأكيد أو نفي وجود ظاهرة ما. وحتى الآن لا يوجد دليل علمي قاطع على حقيقتها، لكن هذا لا يعني أنها غير حقيقية، خاصة أن عملية الإدراك الداخلي لا تزال غير مدروسة بشكل كافٍ، إذ يستقبل الجهاز العصبي الإشارات الفسيولوجية للجسم، ويحللها باستمرار. كما أن الخلايا العصبية الحسية تتخلل الأنسجة، وتتصل بالأعضاء الداخلية، مثل: القلب والرئتين والمعدة.

وتهدف الأبحاث العلمية إلى فهم دور الإدراك الداخلي في الصحة والمرض، وتطوير طرق لتحسينه. ويرى العلماء أنه، من خلال دراسة الإدراك الداخلي، يمكن اكتشاف المزيد عن القدرات البشرية، وتعلّم كيفية تحسين صحة الإنسان ورفاهيته.

ومن الأمثلة على «الحاسة السادسة»: الشعور بالخطر، فقد يشعر بعض الأشخاص بالقلق قبل وقوع حادث. والتخاطر، إذ قد يحدث تواصل غير لفظي بين الأشخاص، مثل الشعور بصديق يفكر فيك قبل أن يتصل بك، وكذلك التنبؤ بالأحداث، حين يشعر البعض بأن شيئًا ما سيحدث قبل وقوعه، مثل الإحساس بأن مكالمة هاتفية مهمة ستأتي.