اختتم أسبوع الأزياء في الرياض عروضه بمجموعات محلية عصرية، تخاطب جيل الشباب، حيث أطلقت 10 علامات تجارية أحدث مجموعاتها، ضمن فعاليات اليوم الخامس، واتسمت التصاميم بالتميز والثقة والجرأة، مع الحفاظ على الهوية السعودية، وهذا ما يبحث عنه أبناء «جيل زد».
وكانت «ستيلا مكارتني Stella Mccartney»، أهم لحظات اليوم الختامي لأسبوع الأزياء بنسخته الثالثة، حيث عبرت عن المعنى الحقيقي لـ«مسك الختام».. إليكِ أحدث مجموعات اليوم الخامس من أسبوع الأزياء في الرياض:
«SULITUDE».. عرض يجمع بين الحداثة والهوية:
في إطار فعاليات اليوم الخامس من أسبوع الأزياء في الرياض، أطلق المصمم السعودي محمد سلطان مجموعته الجديدة «SULITUDE»، التي لاقت اهتمامًا واسعًا؛ لما تحمله من جرأة فكرية وتصميمية، ولأسلوبها الفني الذي يمزج بين الماضي والحاضر في تناغم يعكس رؤية عصرية وهوية ثقافية أصيلة.
وتميزت المجموعة باستخدام ألوان داكنة، أضفت طابعاً من الفخامة والعمق، إلى جانب قصات وتصاميم ثورية، تجسد مفهوم الحرية في التعبير عن الذات. وقد استطاع محمد سلطان، من خلال هذه المجموعة، أن يعبر عن رسالة قوية، مفادها أن الوحدة ليست حالة، بل تجربة يمكن تجاوزها عبر الإبداع والتفرد.
«Eleven».. أبناء الصحراء:
في عرض لافت ضمن أسبوع الأزياء في الرياض، كشفت علامة «Eleven» عن مجموعتها الجديدة «أبناء الصحراء»، التي شكّلت خطوة جريئة نحو تأصيل ستايل الشارع السعودي، بمنظور عالمي حديث. وجاءت المجموعة كتجربة بصرية وثقافية، تعكس روح الشارع المحلي، وتمزج بين ثقافة الـ«Underground» الجريئة والهوية الصحراوية العميقة.
واستحضرت المجموعة موسم خريف وشتاء 2026، بخامات ثقيلة ودافئة، إلى جانب قصّات عملية تتناسب مع نمط الحياة السريع، دون التفريط بالعصرية والراحة، بينما ركزت «Eleven» على تقديم تصميمات هجينة ثقافيًا، تجمع بين التراث والحداثة.
وتنوّعت الألوان بين: البيج الرملي، والبني الترابي، والرمادي الإسمنتي المأخوذ من عمارة الرياض الحديثة، مع لمسات من اللون الأسود، وهذه التدرجات لم تكن عشوائية، بل كانت امتداداً لهوية المكان وسرعة تحوّله، لتُترجم في أزياء تحمل الطابع المكاني والزمني.
وقدّمت «Eleven» قطعاً عملية بطابع قوي، مثل: المعاطف الواسعة المتعددة الطبقات والجاكيتات الثقيلة، إلى جانب إكسسوارات جريئة تُعبر عن التمرد والتميز، فكل قطعة صُممت لتكون جزءاً من «زي موحد» مرن، يمنح حرية التعبير عن الذات، دون أن ينفصل عن الإيقاع السريع للمجتمع الحضري السعودي.
«Qormoz».. التوازن بين الوظيفة والأناقة:
قدمت علامة «قرمز Qormoz» مجموعة تجسد فلسفة التصميم كأداة للتعبير الثقافي، حيث رمزت الملابس إلى المعنى والهوية العربية، وتحديداً السعودية، فقد ركزت المجموعة على النقوش والزخارف التراثية، لكنها جاءت بتنفيذ عصري وتقنيات حديثة، أعادت صياغة الماضي بطريقة تتناسب مع الحاضر. إلى جانب القطع العصرية، مثل: السترات والقمصان، لفتت الأنظارَ إطلالاتٌ أعادت ابتكار الأزياء التقليدية بأسلوب مجرّد ومعاصر، ما منحها طابعًا عالميًا دون فقدان جذورها.
واختارت «Qormoz» قصات واسعة ومريحة مدعومة بخياطة دقيقة وتفاصيل مفاجئة، حولت القطعة التقليدية إلى تصميم «Statement»، يمكن ارتداؤه في مناسبات عدة، وكان واضحًا أن كل قطعة صممت بروح من التوازن بين الوظيفية والجمال، لتناسب نمط الحياة العصري دون التخلي عن الأصالة.
«HOUSE OF CENMAR».. مزيج فخم من الخامات والتفاصيل:
في عرض مبهر، ضمن فعاليات أسبوع الأزياء في الرياض باليوم الخامس، عادت علامة «HOUSE OF CENMAR»؛ لتؤكد مجدداً مكانتها كأحد الأسماء البارزة في عالم «الستريت ستايل» الفاخر. هذه العلامة السعودية، التي انطلقت من لندن عام 2017، بقيادة المصمم حامد الدباغ، تحمل في اسمها معنى «القمر»، وتجسد هذا المعنى في رؤية تصميمية، تتأرجح بين الشرق والغرب، والتراث والفن، والحرفية والابتكار.
وتميزت المجموعة باختيار خامات راقية، مثل: القطن الثقيل والصوف مع لمسات ناعمة من الحرير والساتان، ما منح التصاميم توازناً بين العملية والفخامة، حيث عبرت الأقمشة عن قصة بصرية تدل على الترف اليومي غير المتكلف.
واستعرضت «HOUSE OF CENMAR» في هذا العرض تصاميم مبتكرة بعيدة عن الكلاسيكية التقليدية، ضمن إطار «الستريت ستايل» العصري، شملت المجموعة قمصاناً واسعة (Oversized)، وهوديز ذات طابع رمزي، إلى جانب نقوش هندسية جريئة، مستوحاة من العمارة العربية والفنون التراثية، فكل قطعة كانت تحمل في طياتها تعبيراً فنياً بصرياً، يجعل من الأزياء وسيلة للتواصل مع الجذور بأسلوب معاصر.
«ستيلا مكارتني».. استدامة فاخرة وهوية أنثوية معاصرة:
في ختام أسبوع الأزياء بالرياض، افتتحت المصممة العالمية، ستيلا مكارتني، مشاركتها الأولى في هذا الحدث، بإطلالة خاطفة للأنظار، جسدها فستان ديكولتيه فضي، مُرصع بالترتر النباتي القابل للتحلل، في خطوة تؤكد التزام المصممة بالاستدامة، حيث كشفت أن مجموعتها لربيع وصيف 2026، أنتجت باستخدام مواد صديقة للبيئة بنسبة تقارب الـ100%.
وتنوعت التصاميم بين أزياء نهارية أنيقة، وفساتين سهرة مزيّنة بالترتر، بقصات أكثر احتشاماً تتناسب مع الذوق العربي، أبرزها فستان أسود طويل بفتحات جانبية، أعاد تعريف الأناقة المعاصرة. كما أهدت مكارتني للمرأة العربية سلسلة من الإطلالات الغنية بالنقوش البرية وطبعات الأفعى، ظهرت على فساتين بياقة مرتفعة، ومعاطف ذات أكتاف عريضة وتفاصيل دقيقة، منسّقة مع أحذية بوت جلدية صديقة للبيئة.
ورغم أن لوحة الألوان جاءت محدودة، مقارنة بعروض باريس، إلا أنها عكست روح المجموعة بذكاء، بتدرجات الفضي اللامع، والأسود الملكي، والأزرق الفيروزي الترابي، ورسمت الخلفية المثالية لقصات مكارتني الانسيابية، بينما سرق الأنظار فستان ساتان أصفر «ميدي» بكمين طويلين، منسّق مع صندل بكعب رفيع بنفس اللون، في إطلالة حملت توقيع الدار العملي والراقي، وقابلية التنسيق بعدة طرق، ما يعكس فلسفة «القطعة المستدامة متعددة الاستخدام».
ولم تغب روح الثمانينيات، التي تتكرر في مجموعات مكارتني الأخيرة، حيث ظهرت بوضوح في البدلات الواسعة ذات الأكتاف البارزة، وزُين بعضها بورود ملونة، أضفت لمسة أنثوية على الطابع الرجالي القوي. أما للسهرة، فقدمت المصممة تايوراً قصيراً مشقوقاً من الأمام، ومحبوكاً بالترتر والأهداب المتحركة، ليكون خياراً مثالياً لإطلالة مسائية لافتة.
واختتمت ستيلا مكارتني عرضها بفستان مخملي محتشم، مستوحى من مجموعة خريف وشتاء 2025-2026، جاء بقصّة أنثوية، وكتفين منفوختين، وتطريز بارز عند الصدر والخصر، ليجمع ببراعة بين رقة الأنوثة وصلابة البنية المعمارية، ويترجم احترام المصممة لخصوصية الذوق السعودي.