ترفع منظمة الأمم المتحدة شعار: «لنبنِ مستقبلنا معاً»، وهي تحتفي بالذكرى الثمانين لتأسيسها يوم 24 أكتوبر 1945، حيث تعد أكثر المنظمات الدولية شمولاً وتمثيلاً على مستوى العالم. ومنذ إنشائها، تلعب «المنظمة الأممية» دوراً محورياً في تعزيز السلام وحقوق الإنسان، ودفع عجلة التقدم الاجتماعي، بما في ذلك تحسين فرص الوصول إلى الرعاية الصحية والتعليم، ما يسهم في تحسين حياة الملايين، ورفع مستوى المعيشة حول العالم.

وفي 2025، وهي تحتفي بثمانية عقود على تأسيسها، تواجه الأمم المتحدة تحديات جديدة، تتطلب التكيف والابتكار. لذا، وضعت «المنظمة الأممية» مجموعة خطط ومبادرات تسعى لتنفيذها، ومنها: «خطة عام 2030»، و«ميثاق المستقبل»، و«مبادرة الأمم المتحدة 80»، حيث تسعى المنظمة إلى إعادة بناء أسس التعاون الدولي، وضمان قدرتها على تلبية احتياجات الشعوب بكل مكان، في عالم يتغير بوتيرة متسارعة.

  • الأمم المتحدة في عامها الثمانين.. «لنبنِ مستقبلنا معاً»

وينظر إلى منظمة الأمم المتحدة باعتبارها رمز الأمل للوحدة العالمية، حيث صدقت جميع دول العالم على ميثاقها. ولا توجد منظمة عالمية أخرى تتمتع بالشرعية والسلطة والأثر المعياري الذي تتمتع به الأمم المتحدة، كما لا توجد منظمة أخرى تمتلك قدرة الأمم المتحدة على تحقيق المستقبل الذي نصبو إليه. ولم يسبق أن كانت الحاجة ملحة لتوحيد جميع البلدان كما اليوم، فهي المكان الوحيد على وجه الأرض الذي يمكن لجميع دول العالم أن تجتمع فيه لمناقشة المشاكل وإيجاد حلول مشتركة، تعود بالنفع على البشرية جمعاء.

وتستمد منظمة الأمم المتحدة قوتها من الدول الفاعلة، التي تحرص على مصلحة العالم أجمع، عبر مبادراتها وخططها ومساعداتها ورؤيتها التقدمية لعالم يسوده الأمن والصحة والرخاء. وفي مقدمة هذه الدول، دولة الإمارات العربية المتحدة، التي تساهم في تفعيل دور الأمم المتحدة من خلال مشاركتها الفعالة في قضايا السلام والأمن والعمل المناخي، والمساعدات الإنسانية، والتنمية المستدامة، والمشاركة السياسية والدبلوماسية، ودعم وكالات الأمم المتحدة المتخصصة.

وتشمل مساهمة الإمارات: تقديم الدعم المالي والإنساني، والمساهمة في المبادرات العالمية، واستضافة المؤتمرات الدولية، وترشيح كفاءات إماراتية لشغل مناصب قيادية في مؤسسات الأمم المتحدة.

ومن أبرز مجالات المساهمة الإماراتية دعم السلام والأمن، من خلال العمل على تحقيق وقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن في النزاعات التي تشمل غزة، وتقديم مبادرات لإنهاء الحروب، مثل: دعم نشر بعثة دولية مؤقتة في غزة، والمشاركة في الحوارات الإقليمية والدولية لتعزيز السلام والأمن، ودعم الجهود الدولية لمكافحة الإرهاب والتطرف.

  • الأمم المتحدة في عامها الثمانين.. «لنبنِ مستقبلنا معاً»

وكذلك، المساهمة في العمل المناخي والتنمية المستدامة، عبر الاستثمار في العمل المناخي الدولي، ودعم الحلول المبتكرة والطاقة النظيفة، والالتزام بتنفيذ نتائج «اتفاق الإمارات COP 28»، واستضافة مؤتمر الأمم المتحدة للمياه المقبل مع السنغال، لتعزيز التعاون الدولي في هذا المجال، ومن خلال دعم مبادرات التصدي لتحديات ندرة المياه، والالتزام بتحقيق أهداف التنمية المستدامة، بما في ذلك: التوعية بأهمية الصحة النفسية، وتحقيق رفاهية الأفراد والمجتمع.

وتشارك دولة الإمارات في تقديم المساعدات الإنسانية والنمو الاقتصادي، من خلال تقديم مساهمات مالية كبيرة لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، وتقديم المساعدة الإنسانية للمناطق المتضررة من الكوارث الطبيعية والنزاعات مثل السودان، ودعم حملات إنسانية عالمية، وتخصيص مساعدات مالية لدعم المتضررين، فضلاً عن توقيع اتفاقيات مع منظمات مثل منظمة الصحة العالمية لدعم جهود الصحة العالمية، وإنشاء مركز عالمي للخدمات اللوجستية للطوارئ.

وتشارك دولة الإمارات سياسياً ودبلوماسياً في فعاليات الأمم المتحدة، مثل: الجمعية العامة ومجلس الأمن، وتقديم مبادرات دبلوماسية تهدف إلى حل النزاعات السياسية، ودعم وتعزيز دور المرأة في المجالات السياسية والاجتماعية والاقتصادية، ودعم الهيئات الأممية عبر تعزيز وجود وكالات الأمم المتحدة في الإمارات ودعم برامجها ومشاريعها، والاستفادة من هذه الهيئات في مجالات متنوعة، بما في ذلك: الدعم الاستشاري والتنسيق في قضايا، مثل: التنمية المستدامة، والمساواة بين الجنسين، وتمكين الشباب، والحرص على تمكين وكالات مثل «أونروا» من أداء مهامها دون عوائق.