شهدت سماء دبي تتويج أبطال المعرفة، حيث اختتمت الدورة التاسعة من «تحدي القراءة العربي»، التظاهرة القرائية الأكبر باللغة العربية عالمياً، بحفل كبير كرَّم فيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، الأبطال المتوجين، وسط منافسة استثنائية.. وذهب لقب «بطل تحدي القراءة العربي 2025» إلى الثنائي التونسي التوأم بيسان وبيلسان كوكة، اللتين قرأتا، معاً، أكثر من 600 كتاب، لتسطرا اسميهما في سجل الشرف كفائزتين بهذه الجائزة المرموقة، التي تبلغ قيمتها نصف مليون درهم.

  • صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم يُكرّم التوأم التونسي لفوزهما بلقب بطل «تحدي القراءة العربي»

كما حلّ الطالب البحريني محمد جاسم إبراهيم، البالغ من العمر 11 عامًا، بالمركز الثاني وحاز مبلغاً قدره 100 ألف درهم. وكان محمد قارئًا نهمًا منذ سن الرابعة، حيث قرأ حوالي 200 كتاب في مختلف المجالات. أما المركز الثالث، ومبلغ الـ70 ألف درهم، فذهبا إلى مريم شامخ من موريتانيا، التي تبلغ من العمر تسع سنوات، بعد أن قرأت 100 كتاب.

أرقام قياسية.. وتتويجات مستحقة:

شهد الحفل الختامي، الذي احتضنه مركز دبي التجاري العالمي، تكريماً لأبطال من مختلف الفئات، مؤكداً رسالة «التحدي» الشاملة، إذ توجت ماريا حسن عجيل، من مصر، بلقب بطلة «تحدي القراءة» عن فئة أصحاب الهمم، لتثبت أن العزيمة تتجاوز كل التحديات، وحصلت على جائزة نقدية قدرها 200 ألف درهم. وذهب لقب بطل الجاليات إلى جهاد محمد حسين ممثلاً لإيطاليا، مع جائزة قدرها 100 ألف درهم.

وفازت سحر مصباح، من مصر، بجائزة «المشرف المتميز»، وحصلت على 300 ألف درهم؛ تقديراً لجهودها في غرس حب القراءة. فيما تقاسمت مدرسة «عاتكة بنت زيد» (الإمارات)، ومدرسة «طرابلس الحدادين للبنات» (لبنان)، لقب «المدرسة المتميزة»، لتتشاركا الجائزة الكبرى التي تبلغ قيمتها مليون درهم.

مشاركات هائلة تعكس صدى «المبادرة»:

سجلت الدورة التاسعة من «المبادرة»، التي تندرج تحت مظلة «مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية»، أرقاماً غير مسبوقة، تؤكد نجاحها المتنامي، فقد بلغ عدد الطلاب المشاركين أكثر من 32 مليون طالب وطالبة، من 50 دولة. فيما بلغ عدد المدارس المشاركة قرابة الـ132 ألفاً و112 مدرسة. أما عدد المشرفين المشاركين؛ فوصل إلى 161 ألفاً و4 مشرفين ومشرفات.

ومنذ انطلاقه عام 2015، واصل «تحدي القراءة العربي» مسيرة النمو المذهلة، مرتفعاً بعدد المشاركين من 3.6 ملايين طالب في الدورة الأولى إلى أكثر من 32 مليوناً في الدورة التاسعة، محققاً نمواً تجاوز الـ795%. وقد وصل إجمالي عدد المشاركين في الدورات التسع إلى أكثر من 163 مليون طالب وطالبة. 

تعزيز «لغة الضاد».. ورؤية للمستقبل:

يهدف «تحدي القراءة العربي»، الذي أطلقه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، إلى ما هو أبعد من المنافسة؛ فهو مشروع عالمي، يسعى إلى تعزيز أهمية القراءة والاستيعاب بلغة عربية سليمة، وتعزيز حب «لغة الضاد» لدى الشباب العربي، وتشجيعهم على استخدامها اليومي. بالإضافة إلى بناء المنظومة القيمية للنشء، من خلال إطلاعهم على الثقافات، والحضارات المتنوعة.

وبهذا التتويج، يثبت «تحدي القراءة العربي»، مجدداً، أنه حركة ثقافية كبرى، ترسخ مكانة اللغة العربية، وتصنع قادة المستقبل من خلال الكتاب.