نسمع كثيراً عن تحقيق إحدى اللوحات، أو قطع الألماس والحلي والمجوهرات، وحتى الكتب والمخطوطات النادرة، لأرقام قياسية عند بيعها في دور المزادات العالمية.. فكيف جاءت فكرة بيع التحف القديمة؟.. ومن أين بدأت؟.. وما طرق البيع، وأشهر دور المزادات العالمية؟.. «زهرة الخليج» تروي لكم القصة بتفاصيلها.

بدأت فكرة البيع بالمزاد العلني من مدينة بابل عام 500 قبل الميلاد، إذ كان هنالك سوق مخصص لبيع النساء بهدف الزواج، لكن الفكرة تطورت لاحقاً بعد أن انتقلت فكرة بيع النساء إلى أثينا وروما، لبيع المقتنيات والممتلكات، ثم توسعت أكثر، لتشمل الأعمال الفنية في أوروبا مع نهاية القرن الثامن عشر، لتصبح منصة رئيسية لبيع وشراء التحف الفنية والأشياء الثمينة.

  • كيف بدأت فكرة مزادات القطع الثمينة؟.. هذه أشهر دور العرض

وفي القرن الثامن عشر، شهدت لندن نموًا في مزادات المقتنيات الفنية، حيث أصبحت المدينة مركزًا رئيسيًا لتجارة الفن بعد الثورة الفرنسية، بحسب موقع «ويكيبيديا»، الأمر الذي تطور في الولايات المتحدة الأميركية، حيث كانت تباع البضائع المصادرة من الجيوش في مزادات علنية.

لكن قمة التطور والتنظيم الدقيق للمزادات العالمية، التي باتت محط أنظار هواة جمع التحف القيمة، تجلت في العصر الحديث، حيث تطورت دور المزادات؛ لتصبح منصة لبيع الأعمال الفنية، والتحف القيمة، وتستقطب هواة جمع الطوابع والفنون، ومع ظهور شبكة الإنترنت في القرن الحادي والعشرين، شهدت المزادات انتشارًا أوسع حول العالم، ما سمح لشريحة أكبر من المشترين عبر الإنترنت بشراء مجموعة واسعة من السلع، بما في ذلك القطع الثمينة.

ويطلق على المكان، الذي تقام فيه عمليات بيع وشراء القطع والتحف النادرة، دار المزادات، وهي المكان الذي يجتمع فيه البائعون والمشترون لتبادل المقتنيات الثمينة، كالفنون والتحف والمقتنيات.

  • كيف بدأت فكرة مزادات القطع الثمينة؟.. هذه أشهر دور العرض

وعادة، تحظى المزادات الكبرى، التي تقيمها أشهر دور العرض، بمواسم محددة وتخصصات متنوعة، حيث تنظم كل دار مزادٍ موسمها في موعد شبه ثابت سنوياً لاستقطاب الزبائن المحتملين من هواة جمع القطع النادرة، حتى إن معظم دور المزادات صارت تفتتح أفرعاً رئيسية لها في مختلف أنحاء العالم.

وعادة، تقوم دور المزادات بعملية فحص شاملة للقطع التي تمتلكها وتعرف بها وبتاريخها وبمن يملكها، حيث يتم تنظيم عملية تسويقها لجذب المشترين المُحتملين، وفي يوم المزاد، يُقدّم المشترون عروضًا تنافسية، ويفوز صاحب أعلى سعر بالسلعة، ولا يُحدّد هذا النظام القيمة السوقية العادلة فحسب، بل غالبًا يُؤدّي إلى ارتفاع الأسعار من خلال تنافسات المزايدة.

وتشتهر في أنحاء العالم مجموعة من دور المزادات، التي تتمتع بشهرة واسعة وكبيرة لأسباب عدة، تأتي في مقدمتها طريقتها التسويقية الجاذبة في عرض القطع النادرة والتعريف بها، وضمان الحفاظ على جودتها، فضلاً عن الطريقة المنظمة لعملية المزاد والبيع، وخدمات ما بعد البيع، وتتميز دار عن أخرى بما تستطيع عرضه في مزاداتها من تحف أصلية وأقدم زمنياً، ومن أشهر دور المزادات العالمية:

  • كيف بدأت فكرة مزادات القطع الثمينة؟.. هذه أشهر دور العرض

- دار سوذبيز Sotheby's: تأسست في لندن عام 1744، وتُعد من أقدم دور المزادات في العالم، وتتخصص في بيع الأعمال الفنية، والمجوهرات، والعقارات، والمقتنيات النادرة.

- دار كريستيز Christie's: تأسست عام 1766، على يد الاسكتلندي جيمس كريستي، وهي أكبر وأشهر دار مزادات عالمياً، وتُقام فيها مزادات لأكثر من 80 فئة.

- دار فيليبس Phillips: تأسست عام 1796، وهي متخصصة في بيع الأعمال الفنية المعاصرة، وتلك من القرن العشرين.

- دار بونهامز Bonhams: تأسست في لندن عام 1793، وتشتهر بشكل خاص ببيع الأعمال الفنية الآسيوية، إضافة إلى المجوهرات والمقتنيات الثمينة.

  • كيف بدأت فكرة مزادات القطع الثمينة؟.. هذه أشهر دور العرض

- دار هيريتيج أوكشنز Heritage Auctions: تأسست عام 1976، وتُعد واحدة من أكبر خمس دور مزادات فنية في العالم.

- دار تشاينا جارديان China Guardian: تأسست عام 1993، وهي شركة مزادات صينية قوية تنمو بسرعة، وتُظهر اهتماماً متزايداً بعالم الفن.