تلاحظ كثيرات أن بشرتهن تفقد نضارتها مع بداية الخريف، فتبدو أكثر جفافاً وحساسية من المعتاد. ويعود ذلك إلى مجموعة من العوامل البيئية والفسيولوجية، التي ترافق هذا الفصل الانتقالي، وفهمها هو الخطوة الأولى نحو العناية الفعّالة بالبشرة، واستعادة توازنها الطبيعي.

  • خطة إنقاذ بشرتكِ من «جفاف الخريف».. في 8 خطوات

كيف يؤثر الخريف في البشرة؟

مع انخفاض درجات الحرارة وتراجع الرطوبة في الهواء، يفقد الجلد قدرته الطبيعية على الاحتفاظ بالماء. فبينما كانت رطوبة الصيف العالية تساعد على إبقاء البشرة مرطّبة، يأتي الخريف بهوائه الجاف ليُخلّ بهذا التوازن. كما تزيد الرياح الباردة تفاقم المشكلة، إذ تجرد البشرة من زيوتها الواقية التي تشكّل حاجزها الطبيعي ضد الجفاف والتلوث. ومع استنزاف هذه الزيوت، تصبح البشرة أكثر عرضة للتقشر، والاحمرار، والالتهاب.

يُضاف إلى ذلك تأثير أنظمة التدفئة الداخلية التي نلجأ إليها في الأيام الباردة. فعلى الرغم من أنها تمنح الدفء، إلا أنها تسحب الرطوبة من الجو، ومن الجلد معاً، ما يجعل البشرة مشدودة وجافة. وتظهر نتائج ذلك سريعاً على شكل شفاه متشققة، ويدين خشنَتين، ووجه باهت الملامح.

ولا يقتصر الأمر على الجفاف فحسب، بل إن البشرة قد تصبح أكثر حساسية بسبب التقلّبات الحرارية المفاجئة، بين الهواء البارد في الخارج، والدافئ في الداخل. هذه التغيرات تخلّ بتوازن الحاجز الجلدي، ما يفاقم حالات، مثل: الإكزيما، والوردية، والصدفية، وحتى صاحبات البشرة الدهنية قد يلاحظن جفافاً غير متوقع، أو تهيجاً واضحاً.

ومع تقشّر الطبقة السطحية للبشرة وتراجع التعرض لأشعة الشمس، تبدأ سمرة الصيف وإشراقتها في التلاشي، لتظهر البشرة باهتة أو غير متجانسة اللون، إن لم تحظَ بالعناية الكافية.

باختصار، يحمل الخريف معه تحديات للبشرة بقدر ما يجلب من نسمات منعشة، لكن بمجرد فهم هذه التحوّلات، يمكن تحويله إلى فصلٍ للعناية العميقة والتجديد، حيث تُستعاد الرطوبة، وتُصقل الحيوية؛ استعداداً لبرودة الشتاء المقبلة.

  • خطة إنقاذ بشرتكِ من «جفاف الخريف».. في 8 خطوات

كيفية العناية بالبشرة في فصل الخريف:

مع تغيّر الطقس، تحتاج بشرتكِ إلى روتين جديد، يواكب متطلّبات الموسم. وتماماً كما تستبدلين ملابسكِ الصيفية بأخرى ثقيلة، من الضروري أن تمنحي بشرتكِ طبقات إضافية من العناية والحماية؛ لتواجه برودة الخريف وجفافه. إليكِ دليلكِ العملي للحفاظ على النضارة والإشراق طوال هذا الفصل الانتقالي.

1. اختاري مرطباً أغنى وأعمق تغذيةً:

في الصيف، قد يكفي اللوشن أو الجل الخفيف، لكن الخريف يحتاج إلى كريم أكثر كثافة يكوّن حاجزاً واقياً ضد الجفاف. ابحثي عن التركيبات الغنية بـحمض الهيالورونيك، والجلسرين، والسيراميد، والزيوت الطبيعية، مثل: الأرغان، والجوجوبا، واللوز. هذه المكونات تحتفظ بالرطوبة داخل البشرة، لتظلّ ناعمة ومتألقة طوال اليوم.

2. استخدمي منظفاً لطيفاً يحافظ على التوازن:

ابتعدي عن المنظفات القاسية، أو الرغوية التي تجرّد البشرة من زيوتها الطبيعية. وبدلاً من ذلك، اختاري منظفاً كريمياً أو زيتياً يُنظّف بعمق دون أن يخلّ بتوازن البشرة، أو يُضْعف حمايتها.

3. قشّري باعتدال:

يظلّ التقشير خطوة أساسية للتخلّص من الخلايا الميتة، لكن الإفراط فيه خلال الخريف قد يؤدي إلى تهيّج البشرة. اكتفي بتقشير لطيف مرّة أو مرّتين أسبوعياً باستخدام مكوّنات ناعمة، مثل: حمض اللاكتيك أو إنزيمات الفاكهة؛ لتحصلي على إشراقة ناعمة دون جفاف.

  • خطة إنقاذ بشرتكِ من «جفاف الخريف».. في 8 خطوات

4. لا تتخلي عن واقي الشمس:

حتى مع غياب حرارة الصيف، تبقى الأشعة فوق البنفسجية حاضرة. استخدمي واقياً بعامل حماية لا يقل عن (SPF 30) يومياً، فالشمس الشتوية قد تكون خفية، لكنها لا تقل ضرراً على المدى الطويل.

5. حافظي على الترطيب من الداخل قبل الخارج:

ربما لا تشعرين بالعطش كثيراً في الخريف، لكن شرب الماء يبقى ضرورياً للحفاظ على مرونة البشرة وصحتها. أضيفي إلى نظامكِ الغذائي أطعمة مرطبة، مثل: الخيار، والبرتقال، والشوربات الغنية بالماء؛ لتعزيز الترطيب الداخلي.

6. استعيني بجهاز ترطيب الجو:

الهواء الجاف في المنزل قد يكون عدواً خفياً لبشرتكِ. استخدمي جهاز ترطيب لإعادة الرطوبة إلى الجو، خصوصاً أثناء تشغيل المدفأة، ما يساعد على الحفاظ على بشرتكِ ناعمة ومحمية.

7. لا تنسي الشفتين واليدين:

يظهر أثر الجفاف أولاً على الشفتين واليدين!.. استخدمي مرطب شفاه غنيّاً بزبدة الشيا أو شمع العسل، وضعي كريم اليدين بعد كل غسلة لحمايتهما من التشقق والخشونة.

  • خطة إنقاذ بشرتكِ من «جفاف الخريف».. في 8 خطوات

8. احذري الماء الساخن:

قد يبدو الاستحمام الطويل بالماء الساخن مغرياً في الأجواء الباردة، لكنه يجرّد البشرة من زيوتها الطبيعية. اختاري ماءً دافئاً بدلاً من الساخن، وطبّقي مرطباً على بشرتكِ مباشرة بعد الاستحمام لتثبيت الرطوبة.