يبرز اسمه كواحد من أعظم الممثلين الأتراك، فلم يقدم بطولة في حياته إلا وحُفِرت في أذهان المشاهدين لسنوات طويلة، وصارت حديث الجمهور، وتُوّج من خلالها بجوائز محلية وعالمية.
مهندس الطيران أراس بولوت إينملي، الذي وُلِد في 25 أغسطس عام 1990، وأنهى دراسته في جامعة إسطنبول التقنية، لم يُكتب له أن يحلق بطائرة درس هندستها وصيانتها، وكان الأصل أن يمضي وقته في تفقدها، فطار بأجنحة النجومية إلى قلوب ملايين البشر.
-
أراس بولوت.. مهندس الطيران الذي حلق في سماء النجومية
عبقري ملهم:
لا يفي هذا الوصف إلا بجزء يسير مما قدمه أراس بأدواره المتعددة على الشاشة، أو عبر المنصات، أو في صالات السينما. أراس ليس ممثلاً محترفًا وحسب، بل يعيش الشخصية بكل تفاصيلها، فيلبسها، وتلبسه، ويهتم بكل تفاصيلها، لتصبح جزءًا من حياته، ويقنع بها كل مَنْ يشاهده، وينقشها في ذاكرة الجمهور، ويجعله يعيش كلَّ المشاعر، وكأنه جزءٌ من الحكاية.
ولذكائه الحاد، الذي يشتهر به، دورٌ كبير في المجد الذي وصل إليه. وينقل عنه المقربون منه أنه يؤمن، تمامًا، بأن النجاح الحقيقي ليس بالجوائز، رغم أنه حصد الكثير منها، بل يقيس نجاحه بمدى تأثيره في قلوب الناس. ويمتد هذا الإلهام، غالبًا، إلى زملائه في العمل، فيظهرون معه بصورة مختلفة، فوجوده بينهم يزيدهم حماسة وشغفًا بالعمل. أراس لا يقدم أدوارًا عادية؛ بل يحكي ملاحم إنسانية استثنائية.
-
أراس بولوت.. مهندس الطيران الذي حلق في سماء النجومية
مسيرة النجومية:
شكّل مسلسل «في الداخل» نقطة تحول مهمة ومصيرية في مسيرة أراس بولوت، وكانت ثنائيته مع النجم شاتاي أولسوي حديث العالم لسنوات طويلة. وأجبر النجاحُ الهائلُ للمسلسل، بفضل قصته وأداء نجومه، العديد من المحطات العالمية على دبلجته بلغات متعددة، وصُنعت منه نسخ كثيرة، كانت واحدة منها بالعربية، وقدمت بعد حوالي ثماني سنوات من إنتاجه، ما يؤكد أهميته كواحد من أنجح المسلسلات التركية عبر التاريخ. وقلّما أظهر أراس شخصيته الفذة التي بدأها في المسلسل باسم «مارت»، وانتهى بها باسم «أوموت». وكان له حضور مهم في المسلسلات التركية.
كانت بداية أراس بدور صغير وثانوي في مسلسل «عائلة آنالار»، ثم كبرت أدواره؛ فكان أحد أبطال مسلسل «على مر الزمان» بأجزائه الثلاثة، وكوفئ على أدائه الرائع ببطولة فيلم «محمود ومريم» عام 2013، ومن بعده فيلم «هل نحن بخير»، ثم قدّم دور «الأمير بايزيد» في الجزء الرابع من مسلسل «حريم السلطان»، ليشارك بعد ذلك النجمة هازال كايا بطولة مسلسل «مارال: قصتي الأجمل». وتوالت الأعمال بعد النجاح الكبير في مسلسل «في الداخل».
-
أراس بولوت.. مهندس الطيران الذي حلق في سماء النجومية
الفيلم المعجزة.. والعمل الأسطوري:
أظهر أراس قدرات خارقة للعادة، خلال تجسيده دور البطولة في الفيلم السينمائي «معجزة في الزنزانة 7»، الذي يُصنَّف - من قِبَل كثيرين - بأنه أحد أنجح الأعمال السينمائية التركية عبر التاريخ، ويرى آخرون أنه نافس أهم الأعمال العالمية إبان عرضه.
ويجزم كل من شاهد العمل أن أراس أخذهم معه في رحلته الإنسانية، ففرحوا معه تارة؛ وذرفوا دموعهم بغزارة تارة أخرى. بدا أراس في دور «ميمو» كأنه قادم من عالم آخر، وأذهلت قدراته كل المشاهدين، وصفق له الجمهور طويلاً. ورغم أن الفيلم عُرض عام 2019، إلا أنه ما زال يحقق نجاحات كبيرة في المنصات الرقمية، ويتصدر نسب المشاهدات فيها. ويصفه البعض بأنه عمل خالد، يتجاوز حدود الزمان والمكان.
-
أراس بولوت.. مهندس الطيران الذي حلق في سماء النجومية
ولم يكن فيلم «معجزة في الزنزانة 7» العمل العظيم الوحيد الذي قدمه أراس، فمسلسل «الحفرة» يُصنف من قبل كثيرين بأنه واحد من أنجح المسلسلات التركية على الإطلاق إن لم يكن أنجحها، وقد أدى هذا النجاح الهائل إلى استمرار عرضه على مدار أربعة مواسم، حقق كلٌّ منها نجاحًا يفوق الوصف.
كما قدّم أراس، بعد ذلك، فيلم «أتاتورك»، الذي نال شهرة كبيرة، وكان مسلسل «العبقري» الذي نال عددًا من الجوائز آخر أعماله.
جوائز بالجملة:
رغم عدم اكتراثه بالحصول على الجوائز، إلا أن أراس نال الكثير منها بفضل موهبته النادرة، ووصوله إلى قلوب المشاهدين وعقولهم، وقدرته على تحريك مشاعرهم كما يشاء. وبدأت حكايته مع الجوائز حين نال جائزة تلفزيون أنطاليا لأفضل ممثل مساعد، عن دوره في مسلسل «على مر الزمان».
-
أراس بولوت.. مهندس الطيران الذي حلق في سماء النجومية
أما أبرز الجوائز التي حصدها أراس، فكانت «الفراشة الذهبية» لأفضل ممثل عن دوره في مسلسل «الحفرة»، وهو الدور الذي فاز معه بعدد كبير من الجوائز، بلغ ثماني جوائز، منها: جائزة ثقافة وفن كمال سنال، وجائزة «إلي».
ونال أراس جائزة شباب تركيا لأفضل ممثل سينمائي، عن فيلم «معجزة في الزنزانة 7»، وهو الفيلم الذي رشحته تركيا لجوائز «الأوسكار» عام 2020. وكان لقب «رجل النجاح الخاص» من نصيب أراس في مهرجان أنطاليا السينمائي الذهبي عام 2024. ولا يمكن إغفال أن أراس نال عشرات الجوائز في مهرجانات، واستفتاءات شعبية عدة، داخل تركيا أو خارجها.
ويبقى أراس واحدًا من أهم الممثلين في تركيا وأشهرهم، وأكثرهم موهبة وإقناعًا، ووجود اسمه في أي عمل بمثابة بطاقة نجاح مسبقة له.