وضعت رائدة الأعمال السعودية، سارة الراشد، بصمتها المتميزة في عالم الجمال النظيف والنباتي، عبر علامتها «Asteri Beauty»، التي تحوّلت - خلال عامين فقط - إلى اسمٍ راسخ في مشهد الجمال الخليجي، مع 13 متجراً في دول الخليج. فبرؤية تجمع بين الأصالة والشمولية والهوية الثقافية، تكتب الراشد فصلاً جديداً في حكاية الجمال العربي المعاصر. ومؤخراً، حلت رائدة الأعمال السعودية ضيفة على معرض «Beauty World Middle East 2025» في دبي، مع كوكبة من مبتكري الجمال العالميين، حيث نقلت خبراتها ورؤيتها الإبداعية للمهتمين، ووسائل الإعلام.. في هذا الحوار، تعود الراشد إلى البدايات، ولحظات الشكّ والحلم، وتكشف لنا كيف أنها تُترجم روح المرأة السعودية في كل منتج تحمله علامة «أستيري»:
-
سارة الراشد: «أستيري بيوتي» وُلدت من الصحراء
ما اللحظة أو التجربة، التي زرعت فيكِ فكرة إنشاء «Asteri Beauty»؟
الفكرة جاءت من ملاحظة متكرّرة في حياتي اليومية؛ فقد كنت أبحث دائماً عن منتجات تناسب أجواء الخليج، والبشرة الحساسة؛ ولم أجد ما يرضيني. وبحكم أنني أعاني مشاكل جلدية كان من الصعب عليَّ استخدام مكياج ثقيل، أو مكوّنات غير نظيفة. وخلال فترة «الجائحة»، تحديداً، شعرت بأن هناك فجوة حقيقية، وأن الوقت قد حان لابتكار علامة تُعبّر عنّا، وتقدّم مكياجاً نظيفاً يناسب حتى أكثر أنواع البشرة حساسية.
فكرة جوهرية
ما المشهد، الذي تتذكرينه - بوضوح - من تلك الفترة الأولى؛ حين أدركتِ أن الوقت قد حان لتحويل فكرتك إلى واقع؟
كنت جالسةً مع أخواتي، وأحدثهن عن مفهوم «أستيري»، وقد استغربن طرحي، وكيف أنني أفكر في إنشاء علامة مستوحاة من المملكة العربية السعودية، ومن نسائنا. كانت تلك الجلسة العائلية البسيطة نقطة البداية، التي انطلقت منها الفكرة نحو التنفيذ.
منتجكِ الأول.. كيف وُلدت فكرته، وما الذي أردتِ أن يرمز إليه؟
لم نبدأ بمنتج واحد بل بمجموعة متكاملة، لكن الفكرة الجوهرية كانت واضحة منذ البداية، وهي منتجات ثابتة وسهلة الاستخدام، ونظيفة في تركيبتها، لتعكس مفهوم «المكياج الصحراوي»، القادر على مواجهة مناخنا القاسي مع الحفاظ على الأناقة.
ما الشعور الذي انتابك حين رأيتِ أول عبوة من «أستيري بيوتي»؟
كان شعوراً بالفخر والدهشة، في الوقت نفسه، فلم أصدق أنني صنعت هذا المنتج فعلاً. كانت لحظة امتنان لكل الجهد الذي بُذل؛ ليخرج إلى النور.
ما أول عقبة حقيقية واجهتكِ في طريق التأسيس، وكيف تعاملتِ معها؟
أصعب ما واجهته كان الوصول إلى تركيبات متوازنة، تكون ثابتة، وخفيفة في الوقت نفسه، ونظيفة وصديقة للبشرة. احتجنا إلى إعادة صياغة المنتجات مرات عدة؛ حتى نصل إلى النتيجة التي ترضينا، وتتماشى مع رؤيتنا.
هل هناك لحظة شعرتِ خلالها بالرغبة في التراجع، وما الذي دفعكِ إلى الاستمرار.. رغم ذلك؟
كل يوم، تقريباً، أستيقظ على هذا الإحساس، لكن ما يدفعني إلى الاستمرار هو الإصرار، والشعور بالمسؤولية تجاه ما بدأته.. لقد بدأت هذه الرحلة، وسأكملها حتى النهاية!
ما الحدث، الذي شكّل نقطة التحوّل الكبرى في مسيرتكِ؟
اللحظة التي شعرت فيها بأن «أستيري بيوتي» خرجت من إطار الفكرة إلى عالم الواقع؛ وكانت عندما افتتحنا أول متجر مؤقت في «الرياض بارك». رؤية اسم «أستيري» على الواجهة، ومشاهدة النساء يدخلن، ويكتشفن المنتجات بأنفسهن، من اللحظات المؤثرة جداً بالنسبة لي. عندها فقط، أدركت أن «العلامة» لم تعد حلماً شخصياً، بل أصبحت كياناً له وجود حقيقي، ومكان في السوق.
رؤية تغيرت
عندما تنظرين إلى الوراء اليوم.. ما الدرس الأكبر، الذي غيّر رؤيتكِ لريادة الأعمال؟
تعلّمت أن الصبر مفتاح الجودة، والوصول إلى منتج متكامل يتطلب وقتاً طويلاً من البحث والتجارب، ولا يمكن الاستعجال فيه. كما اكتشفت أن الإصغاء إلى النساء يمنح «العلامة» حقيقتها وروحها؛ لأن احتياجاتهن، وتجاربهن، هي البوصلة التي تقودنا. أما الفشل المؤقت، فلم أعد أراه عائقاً، بل محطة نضج، وفرصة لإعادة التقييم.
-
سارة الراشد: «أستيري بيوتي» وُلدت من الصحراء
ما الفكرة الجمالية، التي انطلقتِ منها عند تطوير أحدث منتجات «أستيري بيوتي»؟
الفكرة، دائماً، هي «مقاومة الصحراء»، بابتكار منتجات تتحمّل الحرارة والرطوبة، وتبقى خفيفة على البشرة. فقد أردتها مكياجاً يناسب حتى البشرة الحساسة، ويتركها تتنفس بحرية من دون أن يثقلها. وأستلهم ألوان هذه المنتجات، وروحها، من طبيعتنا وتراثنا؛ لتكون كل قطعةٍ قصةً تُروى قبل أن تكون مستحضراً تجميلياً.
إلى أي مدى تريدين أن تعكس علامتكِ روح المرأة السعودية، اليوم؟
«أستيري» انعكاس للمرأة السعودية الحديثة؛ فهي واثقة، ومتمسكة بهويتها، وتبحث عن الجمال الذي يشبهها، ويعبّر عنها بصدق.
هل ترين أن السوق الخليجي أصبح أكثر تقبّلاً لعلامات الجمال المحلية.. مقارنةً بالماضي؟
بالتأكيد.. اليوم، أصبحت المستهلكة الخليجية أكثر وعياً، فتبحث عن الجودة والهوية والقصّة خلف المنتج. المرأة السعودية، تحديداً، دقيقة الذوق، وتقدّر التفاصيل، ما يفتح المجال أمام علامات محلية قوية، تكون قادرة على المنافسة.
ما الحلم الأكبر، الذي يحفّزكِ كل صباح للعمل على «أستيري بيوتي»؟
أحلم بأن تصبح «أستيري» علامة عالمية، تحمل جزءاً من ثقافتنا إلى العالم، وأن ترى كل امرأة نفسها في منتجاتنا، وتشعر بالفخر وهي تستخدمها. إن الجمال لغة عالمية، يتميّز بالجذور التي ينطلق منها.