أثار غياب اسم النجمة العالمية، تايلور سويفت، عن قائمة الترشيحات لجائزة «غرامي» لعام 2026، موجة واسعة من التساؤلات بين جمهورها، ومتابعي الوسط الموسيقي. فالمغنية التي اعتادت حصد الجوائز الكبرى عن أعمالها السابقة، والتي تمتلك في رصيدها بالفعل 14 جائزة «غرامي»، وجدت نفسها هذه المرة خارج السباق، رغم النجاح الساحق لألبومها الجديد «The Life of a Showgirl».

الألبوم، الذي أطلق في أكتوبر الماضي (2025)، هو الإصدار الثاني عشر في مسيرة سويفت، وقد حطم الأرقام القياسية فَوْرَ طرحه. فمنذ الكشف المفاجئ عن غلافه عبر بودكاست، خطيبها لاعب كرة القدم الأميركية ترافيس كيلسي، مروراً بمشاركة المغنية سابرينا كاربنتر في بعض الأغنيات، بدا واضحاً أن تايلور سويفت نجحت في تحويل الألبوم إلى حدث ثقافي يتجاوز الموسيقى نفسها.

  • The Life of a Showgirl.. لماذا لم يرشح «غرامي» ألبوم تايلور سويفت الجديد؟

لكن مع إعلان القائمة الرسمية لترشيحات «غرامي» لدورتها الثامنة والستين هذا الأسبوع، لاحظ الجمهور غياباً صادماً لاسم تايلور سويفت من بين الأسماء المرشحة، رغم حضور فنانات شهيرات، مثل: ليدي غاغا، ومايلي سايروس، وبيلي آيليش، وتشابل رون. وسرعان ما تحوّل الأمر إلى جدل على مواقع التواصل، حيث تساءل كثيرون: «هل تم تجاهل سويفت عمداً.. أم أن وراء الأمر سبباً تقنياً بحتاً؟».

السبب الحقيقي.. التوقيت فقط:

وفقاً لمصادر من داخل صناعة الموسيقى، فإن غياب سويفت عن قائمة الترشيحات لا علاقة له بجودة الألبوم، أو بموقف لجنة التحكيم، بل يعود ببساطة إلى مسألة زمنية بحتة، تتعلق بموعد الإصدار. فجوائز «غرامي»، لهذا العام، ستشمل فقط الأعمال التي صدرت بين 31 أغسطس 2024، و30 أغسطس 2025، وهي المهلة الرسمية المعتمدة لتقييم الأعمال المؤهلة. وبما أن ألبوم «The Life of a Showgirl» طُرح بعد الموعد المحدد بأكثر من شهر، وتحديداً في 3 أكتوبر 2025، فقد خرج تلقائياً من نطاق الترشيحات لهذا العام.

وبذلك، سيُنظر في ترشيح الألبوم ضمن جوائز «غرامي» التاسعة والستين لعام 2027، ما يعني أن سويفت لا تزال مرشحة بقوة للعودة إلى القوائم في الدورة المقبلة، خاصة في ظل ما يحققه الألبوم من انتشار مستمر، ونجاح تجاري غير مسبوق.

ألبوم يحطم الأرقام.. ويصنع الحدث:

رغم غيابه عن الجوائز، إلا أنه لا يمكن إنكار أن «The Life of a Showgirl» أصبح واحداً من أكثر ألبومات العام إثارة للجدل والتفاعل. فالأغنيات الاثنتا عشرة، التي يضمها الألبوم لا تزال تتصدر قوائم التشغيل حول العالم، وتنتشر على منصات التواصل الاجتماعي بملايين المقاطع والمشاركات.

كما أن الحملة الدعائية المبتكرة، التي رافقت الألبوم، بدءاً من الغلاف المستوحى من عروض لاس فيغاس، وصولاً إلى الجلسات التصويرية التي أعادت سويفت فيها إحياء أجواء الاستعراض الكلاسيكي، جعلت النقاد يتحدثون عنه كأكثر ألبوماتها نضجاً، وجرأة، في المفهوم البصري.

  • The Life of a Showgirl.. لماذا لم يرشح «غرامي» ألبوم تايلور سويفت الجديد؟

جماهير لا تهدأ:

لم يخفِ جمهور سويفت خيبة أمله لغيابها عن الترشيحات، واعتبر كثيرون أن لجنة «غرامي» فقدت «لحظة ذهبية»؛ للاحتفاء بأحد أنجح الألبومات النسائية في السنوات الأخيرة. لكن البعض الآخر رحّبوا بالتفسير الرسمي، معتبرين أن ترحيل الترشيح إلى الدورة المقبلة قد يمنح الألبوم وقتاً أطول للانتشار، والنضج الفني، قبل خوض المنافسة. كما أشار محللون موسيقيون إلى أن تأخر موعد الألبوم لم يكن مفاجئاً، إذ اعتادت تايلور سويفت توظيف عنصر المفاجأة في إصداراتها، حتى لو جاء ذلك على حساب الجوائز الدورية.

نحو ترشيح قوي في 2027:

من المتوقع أن تكون دورة «غرامي» المقبلة عام 2027، محط أنظار جماهير سويفت، خاصة أن الألبوم مرشح للحصول على أكثر من فئة، منها: «ألبوم العام»، و«أفضل أداء بوب نسائي». ويقول خبراء الصناعة: إن لجنة «غرامي» تميل إلى تقييم الأعمال، التي تجمع بين النجاح الجماهيري، والجودة الفنية، وهذا ينطبق بوضوح على ألبوم سويفت الأخير، الذي يجمع بين الموسيقى الاستعراضية، والكلمات المليئة بالرموز، والسخرية، من عالم الشهرة نفسه.

«غرامي 2026».. أسماء بارزة وحدث مرتقب:

وحفل جوائز «غرامي» الثامنة والستين، سيُقام في الأول من فبراير 2026، على مسرح «كريبتو.كوم أرينا» في لوس أنجلوس، بمشاركة أبرز نجوم الموسيقى في العالم. ومن المنتظر أن تشهد الدورة منافسة قوية بين: بيلي آيليش، وليدي غاغا، ومايلي سايروس، إلى جانب الأصوات الجديدة الصاعدة، مثل تشابل رون. ورغم غياب سويفت عن المنافسة، فإن تأثيرها لا يزال حاضراً في المشهد الموسيقي بقوة، سواء من خلال الألبوم الجديد، أو عبر جولتها العالمية، التي تواصل تحطيم الأرقام القياسية في الحضور، والإيرادات.

تايلور سويفت.. بين الجوائز والظاهرة:

منذ انطلاقتها، قبل أكثر من 15 عاماً، لم تعد تايلور سويفت مجرد مغنية بوب، بل تحولت إلى رمز ثقافي عالمي، يعيد تعريف علاقة الفنان بجمهوره. ومن المؤكد أن تأجيل ترشيح ألبومها الجديد لن يكون سوى محطة عابرة في مسيرة تتّسم بالنجاح المتواصل.

سواء حصدت «غرامي»، هذا العام أو في العام التالي، تبقى تايلور سويفت واحدة من أكثر الفنانات تأثيراً في جيلها، وامرأة تعرف كيف تحوّل كل حدث، حتى غيابها عن الجوائز، إلى قصة جديدة.. تروى، وتُلهم!