ميثاء المطروشي: أبحث عن الجمال في الوعي لا الكمال
من شغفٍ بالاستدامة والحركة والوعي، إلى تأسيس مشروعٍ يُلهم النساء استعادة علاقتهن بذواتهنَّ.. هكذا نلخّص مسيرة ميثاء المطروشي، رائدة الأعمال الإماراتية، التي اختارت أن تجعل التوازن فلسفة حياة، والحركة أسلوب تمكين. من خلال علامتها «MOV»، تمزج ميثاء العافية الجسدية بالنقاء الذهني؛ لتقدّم رؤية مختلفة للمرأة المعاصرة، التي تبحث عن المعنى قبل المظهر، والانسجام قبل الكمال.. في حوارها مع «زهرة الخليج»، تكشف ميثاء عن رحلتها بين الوعي والجمال، ورؤيتها لتمكين المرأة من الداخل إلى الخارج، متألقةً بمجوهرات «Roberto Coin»، التي تجمع بين القوة والأنوثة في الوقت نفسه:
-
زوج من الأقراط، من الذهب الأصفر مرصع بالألماس - خاتم من الذهب الأصفر مرصع بالألماس.. كلاهما من مجموعة Sauvage Privé من Roberto Coin - فستان من Taller Marmo
كل فكرة عظيمة تبدأ من «وعي».. ما اللحظة التي ولِد فيها وعيك البيئي؟
الوعي البيئي لديَّ وُلد في لحظة صمت، حين اخترت أن أبتعد قليلاً عن صخب الحياة؛ لأهتم بصحتي وبيتي. كنت في مرحلة احتجت خلالها أن أبطئ، وأن أتنفس، وأن أعيش بوعي بما يدخل جسدي وبيئتي. في تلك الفترة، بدأت أرى الترابط بين كل ما نفعله وبين الأرض، وبين استهلاكنا وصحتنا، وبين وعينا الشخصي وسلامة الكوكب. من هنا بدأ التغيير داخلي، وتحول إلى رسالة أكبر منّي.
روح الاستدامة
من خلال «BIRD Collaborative» ساهمتِ في منع أكثر من 20 مليون قطعة بلاستيك من الوصول إلى مياه الإمارات.. ما الذي شعرتِ به حين أدركتِ أن مبادرة صغيرة تحوّلت إلى أثر بيئي بهذا الحجم؟
شعرت بفخرٍ عميق، وامتنان لا يوصف؛ فلم تكن المبادرة مجرد فكرة بيئية، بل رسالة من القلب إلى الأرض التي تربّينا على حبها. وعندما حظي المشروع باعتماد واعتراف من قيادة الدولة، وعلى رأسها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، كانت تلك لحظة مؤثرة في حياتي؛ لحظة أكدت لي أن العمل الهادف لا يضيع، وأن الخطوات الصغيرة قادرة على صنع فرق حقيقي. بالنسبة لي، كان ذلك الاعتراف تأكيدًا على أن الأثر الحقيقي يبدأ من الوعي، ومن مبادرة بسيطة تنمو؛ لتصبح حركة مجتمعية. كنت أرى وعياً جديداً يتشكل، ورسالة تتجدد، بأن الاستدامة ليست ترفاً، بل أسلوب حياة ومسؤولية مشتركة تجاه الأرض التي نحبها.
-
عقد من الذهب الأصفر مرصع بالألماس، وعرق اللؤلؤ، والروبليت - زوج من الأقراط، من الذهب الأصفر مرصع بالألماس، وعرق اللؤلؤ، والروبليت - خاتم من الذهب الأصفر مرصع بالألماس، وعرق اللؤلؤ، والروبليت.. جميعها من مجموعة Tiare من Roberto Coin - معطف من Noon by noor
خلال مسيرتك بين الاستدامة وريادة الأعمال.. ما القيم التي شكّلت بوصلتك في اتخاذ القرارات الصعبة؟
بوصلتي، دائماً، كانت الصدق مع نفسي، والنية الصافية وراء أي مشروع. أؤمن بأن النجاح لا يكتمل إن لم يكن نابعاً من قيمة تخدم الآخرين والبيئة. والمبدأ الذي لا يمكن أن أتنازل عنه، هو ألا يكون النجاح على حساب الإنسان أو الطبيعة؛ لأننا لا نملك الأرض، نحن فقط ضيوف عليها.
رحلة الأثر
كثيرون من روّاد الأعمال اليوم يتحدثون عن الربح والنمو، لكنك تتحدثين عن «الأثر».. متى أدركتِ أن الريادة مسؤولية تجاه المجتمع؟
أدركت ذلك؛ عندما رأيت أثر الاختيار البسيط في من حولي. الريادة - من وجهة نظري - ليست فكرة تجارية، بل مسؤولية. وعندما تبني عملاً يخدم الإنسان قبل أن يخدم الأرقام، فإنك تصنع إرثاً لا ينتهي؛ فالأثر هو ما يبقى بعد أن يهدأ كل شيء.
-
عقد من الذهب الأصفر مرصع بالألماس واليشم الأسود - سوار من الذهب الأصفر مرصع بالألماس واليشم الأسود.. كلاهما من مجموعة «زهرة الأميرة» من Roberto Coin - جاكيت من Dumist Studio
لو كان للنجاح صوتٌ؛ فماذا سيقول لك اليوم؟
سيقول: «تابعي، ولا تتوقفي؛ فكل مرة تفضلين فيها الصدق على السهولة، تزرعين أثراً أعمق».
توازن الجسد والعقل
«MOV».. كيف وُلدت هذه العلامة، وما رسالتك من خلالها إلى النساء، في الإمارات والعالم؟
وُلدت «MOV» من حركتي الداخلية قبل الخارجية؛ فهي نتيجة رحلة بحث عن التوازن بين الجسد والعقل، وبين العطاء والراحة. لقد أردتها مساحة تُلهم النساء أن يتحركن من الداخل أولاً؛ ليجدن قوتهن، ويدركن أن الحركة ليست رياضة فقط، بل شفاء وطاقة وحرية.
-
زوج من الأقراط بالذهب الأبيض مرصع بالألماس - خاتم من الذهب الأبيض مرصع بالألماس - سوار من الذهب الأبيض مرصع بالألماس.. جميعها من مجموعة «أميرة الألماس» من Roberto Coin - معطف من Mango
«MOV» تبدو أكثر من مجرد علامة رياضية.. ما القصة التي تقفين وراءها، وكيف تحولت الحركة إلى فلسفة تمكين في حياتك؟
منذ طفولتي، وأنا أحب ممارسة الرياضة.. بدأت بالجمباز، ثم انتقلت إلى الجمباز الإيقاعي، فكانت الحركة، دائمًا، لغتي الأولى للتعبير. وكان من الطبيعي أن تتحوّل هذه اللغة إلى جسر للتواصل مع الناس؛ لبناء مجتمعات تشارك الشغف نفسه، وتلهم الآخرين اكتشاف قوتهم الداخلية من خلال الحركة. وبمرور الوقت، أدركت أن الرياضة ليست مجرد أداء جسدي، بل مساحة للوعي والشفاء والتحوّل الداخلي. ومن هنا وُلدت فلسفة «MOV»: حركة تحمل معنى أعمق، وتربط بين الجسد والعقل والروح، فتمنح كل شخص فرصة إعادة اكتشاف ذاته، عبر الحركة الواعية.
ترين أن العلاقة بين الجسد والعقل هي أساس الثقة والهوية النسائية.. كيف تُترجمين هذه العلاقة في فلسفة «MOV»؟
في «MOV»، الجسد والعقل لا يفترقان.. نبدأ من التنفس، والحضور الكامل، والإحساس بكل حركة. وعندما تتناغم المرأة مع جسدها، تتصالح مع نفسها، وتكتشف قوتها الحقيقية - قوة ناعمة لكنها ثابتة. ومن هنا تولد الثقة، والهوية.
-
خاتم من الذهب الأبيض مرصع بالألماس، من مجموعة «حب في فيرونا».. من Roberto Coin
وعي.. وجمال
الأناقة والمجوهرات.. هل ترينها زينة للمرأة، أم لغة تعبّر بها عن روحها، وقصتها الخاصة؟
أرى الأناقة والمجوهرات لغة، وبصمة تعكس روح كل امرأة. فالأناقة لديَّ ليست مظهرًا، بل حضور وصدق. والمجوهرات قطع من الذاكرة، تحمل طاقتنا، وقصصنا، وأحياناً صمودنا.
للمجوهرات مكانة خاصة لدى كل امرأة.. ما القطعة الأقرب إلى قلبك، وماذا تروي عنك؟
القطعة الأقرب إلى قلبي هي قطعة من مجوهرات أمي، أحتفظ بها دائمًا؛ وكلما نظرت إليها، شعرت بالامتداد بين الأجيال، كما أنها تذكرني بأن القوة يمكن أن تكون رقيقة، وأن الجذور لا تُنسى مهما ابتعدنا.
متى تشعرين بأنكِ في حالة انسجام تام مع ذاتك.. أثناء التدريب، أم في لحظة هدوء؟
الحركة عندي تأمل واعٍ. حين أكون على الدراجة، أو في جلسة «Lagree»، أشعر بأنني أتنفس بعمق، وأتحرك من مكان الصدق. تلك اللحظات، التي يمتزج فيها الإيقاع بالنَّفَس، ويختفي كل شيء حولي، هناك فقط أكون في سلام تام مع ذاتي.
-
زوج من الأقراط بالذهب الأصفر مرصع بالألماس وعرق اللؤلؤ، من مجموعة «زهرة الأميرة».. من Roberto Coin - سواران من الذهب الأصفر مرصعان بالألماس، من مجموعة «الحب في فيرونا».. من Roberto Coin - خاتمان من الذهب الأصفر مرصعان بالألماس، من مجموعة «الحب في فيرونا».. من Roberto Coin - معطف من Magda Butrym
في عالم تتسارع به الخطوات نحو الحداثة.. كيف تحافظين على جذورك الإماراتية؟
أحافظ عليها في كل ما أفعله، في القيم التي أعيشها، والكرم، والانتماء، واحترام كل ما يمثل هويتي. إنني أرى الحداثة امتدادًا للأصالة، وليست نقيضها.
لو سألتْكِ شابة صغيرة: «كيف أبدأ؛ لأصنع أثراً؟»، فماذا ستقولين لها؟
ابدئي من نفسك.. من بيتك، وصحتك، واختيار بسيط بوعي. ولا تنتظري اللحظة الكبيرة؛ فالأثر يبدأ حين تختارين أن تكوني أنتِ التغيير، والنية الخالصة قادرة على تغيير العالم.. خطوةً بخطوة.