«مهرجان القاهرة السينمائي الدولي 46».. إبداع وحلم وذاكرة وطن

شهدت دار الأوبرا المصرية، مساء الأربعاء 12 نوفمبر، اجتماع نخبة من نجوم وصناع السينما من مصر والعالم العربي، وعدد من دول العالم، الذين زينوا حفل افتتاح الدورة السادسة والأربعين من «مهرجان القاهرة السينمائي الدولي»، ومن بينهم: وزير الثقافة المصري أحمد هنو، ورئيس المهرجان حسين فهمي، والنجوم: يسرا، ولبلبة، ومحمود حميدة، وخالد النبوي، وصفية العمري، وليلى علوي، وأحمد السقا، وخالد الصاوي، والمخرج الكبير محمد عبد العزيز.

وقال الفنان حسين فهمي، في كلمته، إنّ مصر، بلد الفن والثقافة والتاريخ، تعيد اليوم صياغة حاضرها بخطوات أبنائها، وجهودهم المخلصة، تلك الجهود التي تمنحنا جميعاً مشاعر صادقة بالفخر والسعادة والانتماء. إنّ مصر لم تنسَ، يوماً، أن تدعم أشقاءها، ولم تتخلَّ أبداً عن واجبها الإنساني، ويظهر ذلك اليوم في دعمها لإخوتنا في السودان ولبنان، وفي تمسّكها التاريخي بالقضية الفلسطينية.

وفي كلمته، وَعَدَ وزير الثقافة أحمد هنو ضيوف المهرجان بنسخة استثنائية من العراقة والتجدد، مؤكداً أنها ستُعلي من شأن الإنسان، وستضعه في قلب القضية، من خلال أفلامٍ تحكي عن همومه وأحلامه، وتؤكد دورَ السينما كطريقٍ للحرية والارتقاء الإنساني، وتجسد رسالةَ مصر كمنارةٍ للإبداع والتنوير.

وتضمّن حفل الافتتاح فيديو مؤثراً، احتوى لقطاتٍ لأبرز الفنانين الراحلين، الذين فقدتهم الساحة الفنية خلال عام 2024، ومن بينهم: الفنان الكبير نبيل الحلفاوي، والفنانة الكبيرة سميحة أيوب، والفنان الكبير لطفي لبيب، والفنان سليمان عيد، ومدير التصوير تيمور تيمور، والمخرج سامح عبد العزيز، وأخيراً السيناريست أحمد عبد الله.

وقالت مقدمة الحفل، الإعلامية جاسمين طه زكي، إنّ كل دورة جديدة من «مهرجان القاهرة السينمائي الدولي» تجمع عشّاق السينما على حبّ هذا الفن، مؤكدة أن السينما كانت، ولا تزال، مرآة للمجتمع، تعبّر عنه، وتنقل صورته إلى العالم، مشيرة إلى أن مصر - التي كانت دائماً رائدة في فنونها، وثقافتها - تشهد اليوم نهضة حقيقية في مجالات متعددة. وأضافت أن السينما جزء من روح الوطن، ومن الطبيعي أن تكون في قلب هذه النهضة، فالعالم يشهد تغيراً متسارعاً، وأصبحت التكنولوجيا جزءاً أساسياً من الحكاية، غير أن للسينما المصرية طابعها الخاص الذي يميزها دائماً، فهي ليست مجرد صناعة، بل وجدانٌ وحلمٌ وذاكرةُ وطن، وتثبت كل يوم قدرتها على الحياة والإبداع، وعلى إضاءة العالم من جديد.

وتضمّن الحفل، أيضاً، برومو تشويقياً للأفلام المشاركة في مختلف مسابقات المهرجان، كما جرى تقديم لجان تحكيم المهرجان قبل تكريم المخرج والسيناريست التركي الكبير نوري بيلجي جيلان، رئيس لجنة تحكيم المسابقة الدولية، الذي كُرِّم بـ«جائزة الهرم الذهبي لإنجاز العمر»، وقد عبّر في كلمته عن فخره بوجوده في القاهرة، وكرئيس للجنة التحكيم.

وكرم، تالياً، النجم خالد النبوي بمنحه «جائزة فاتن حمامة للتميز»، حيث وجّه النبوي في كلمته الشكر لمصر، ولإدارة المهرجان، ولوزير الثقافة وللفنان حسين فهمي وللحضور والجمهور، وأهدى تكريمه إلى روح والده ووالدته، وزوجته منى المغربي، ولأبنائه: كريم، ونور، وزياد، وأساتذته في أكاديمية الفنون، وزملائه الفنانين الذين عمل معهم، والذين سبقوه في المشوار.

كما قدم النبوي الشكر لعمّال السينما المصرية والجمهور الذي شاهد أفلامه، وأسطورة السينما المصرية يوسف شاهين، والمخرج صلاح أبو سيف، ثم المخرج محمد عبد العزيز الذي منحه أول دور في حياته السينمائية في فيلم «ليلة عسل»، كما أهدى النبوي تكريمه إلى الشعب الفلسطيني.

وكرم، كذلك، المخرج الكبير محمد عبد العزيز بـ«جائزة الهرم الذهبي لإنجاز العمر»؛ تقديراً لمسيرته السينمائية الحافلة بالعطاء، وسلّمه الجائزة وزير الثقافة، ورئيس المهرجان.

وعبّر محمد عبد العزيز، في كلمته، عن سعادته بهذا التكريم، مؤكداً أنه سيتذكر هذا الحدث المهم بعد رحلة طويلة في السينما والمسرح والتلفزيون، ووجّه شكره إلى وزير الثقافة، والفنان حسين فهمي، مؤكداً لشباب السينمائيين، وأبنائه في معهد السينما، أنّ السينما كلما أعطيتها، أعطتك في المقابل أضعاف ما تعطيها.

واختُتم حفل الافتتاح بعرض الفيلم البرازيلي «المسار الأزرق».