تحت عنوان «أجمل بالإجمال»، يحتضن «متحف اللوفر - أبوظبي»، مساء الثلاثاء 18 نوفمبر الحالي، حفل «جائزة البُردة»، التي تنظمها وزارة الثقافة الإماراتية، في دورتها التاسعة عشرة، وتحتفي هذا العام بجماليات الثقافة الإسلامية، تكريمًا لسيرة النبي صلى الله عليه وسلم، وتماشيًا مع إعلان دولة الإمارات عن «عام المجتمع» 2025، ولترسيخ القيم النبوية في بناء مجتمع متماسك، يتسم بثقافة التسامح والتعايش.
-
«جائزة البُردة» تحتفي بالتسامح والتعايش.. في حفل جوائز دورتها التاسعة عشرة
وسيتم توزيع الجوائز، هذا العام، على الفائزين في حقول: «الشعر العربي»، و«فن الخط العربي»، و«الزخرفة»، وتعكس «جائزة البُردة» الدور الرائد الذي تقوم به الإمارات لرعاية ودعم الفنون الإسلامية، انطلاقًا من استراتيجيتها الرامية إلى تعريف المجتمعات العالمية بهذه الفنون، وصون التراث الفني للحضارة الإسلامية، وإظهار الصورة المشرقة للثقافة الإسلامية المبنية على التسامح والمحبة.
ويتميز حفل «جائزة البُردة»، هذا العام، بتنوعه الثقافي والفني، إذ سيشارك فيه فنانون من: الإمارات وأوزبكستان والكويت واليابان ومصر وغينيا وتركيا وإيران وفرنسا، يجسدون روح الانفتاح والتسامح التي تقوم عليها «الجائزة»، ويؤكدون مكانتها كمنصة عالمية للاحتفاء بروّاد الفنون الإسلامية والمبدعين من مختلف أنحاء العالم.
وسيتوزع العرض على خمس فقرات موسيقية رئيسية، تعكس مراحل بناء المجتمع الإنساني في تناغم تام بين الأصوات والثقافات، وهي: «جمال التقاليد»، و«جمال التآلف»، و«جمال التنوع»، و«جمال التعاون»، و«جمال الانسجام»، لتندمج هذه الفقرات في تجربة سردية واحدة، تعبّر عن وحدة الجمال في تنوّع الإنسان.
-
«جائزة البُردة» تحتفي بالتسامح والتعايش.. في حفل جوائز دورتها التاسعة عشرة
وسيفتتح العرض بمشهد احتفائي، مؤثر تقدمه فرقة المالد الإماراتية، التي تستحضر الإيقاع الروحي العريق لفن المالد، جامعًا بين الأصالة والتراث الديني والاجتماعي.
أما الفقرة الثانية، «جمال التآلف»، فستعرّف الجمهور على ضيف الشرف لهذا العام (جمهورية أوزبكستان)، من خلال أداء جماعي لفرقة «منظور»، التي تمزج بين المقامات الأوزبكية والطاجيكية في عمل موسيقي، يعكس التآلف بين الثقافات، ويجسد التواصل الإنساني.
وفي الفقرة الثالثة، «جمال التنوع»، يلتقي كورال شباب أبوظبي مع الفنانة مريم شهاب، الكويتية-اليابانية، في أداء يجمع بين الشعر العربي الكلاسيكي، واللحن العصري، مقدمين أنشودة «ولو علمت»، التي تعبّر عن الانفتاح على الثقافات والتجديد في التعبير الفني.
أما الفقرة الرابعة، «جمال التعاون»، فيقدم الثنائي: هند الراوي من مصر، وجيلي موسى كوندِه من غينيا، عرضًا يجمع الإيقاعات الأفريقية بالروح الشرقية في مزيج موسيقي نابض بالحياة، يعكس ولادة الإبداع المشترك؛ حين تلتقي الثقافات المختلفة على مسرح واحد.
-
«جائزة البُردة» تحتفي بالتسامح والتعايش.. في حفل جوائز دورتها التاسعة عشرة
وفي الختام، «جمال الانسجام»، يحمل العرض توقيع الفنان علاء وردي، أحد أبرز المبدعين في مجال الأداء الصوتي، والتقنيات الحديثة في الموسيقى، حيث يُعيد تركيب الأصوات والأنغام الحية في مشهد يجمع المشاركين كافة، في أداء جماعي متكامل، يجسد المعنى الحقيقي لـ«أجمل بالإجمال»، في لحظة ختامية تعبّر عن الوحدة والتكامل بين الثقافات واللغات.
وبهذه الرؤية الفنية، تسعى «جائزة البُردة» إلى ترسيخ رسالة، مفادها أن الجمال يولد من التنوّع، وأن الوحدة لا تلغي الاختلاف بل تحتضنه، لتقدّم للعالم مشهدًا يجسد أبهى صور القيم، التي قامت عليها الحضارة الإسلامية من رحمة وتآلف وسلام.