في موسم البرد، حين تتراجع أشعة الشمس، ويبهت لون البشرة، تبحث كثيرات من النساء عن وسيلة تمنح وجوههن إشراقة ناعمة، وتوهجًا طبيعيًا يعيد الدفء إلى الملامح دون اللجوء إلى التسمير المبالغ فيه. هنا يبرز ما يعرف بـ«التوهج الشتوي» (التان الشتوي)، وهو توجه جمالي يهدف إلى منح البشرة لونًا خفيفًا مائلًا إلى الذهبي الوردي، ويشبه اللمعان الصحي الذي تتركه نزهة قصيرة تحت شمس الشتاء.

لكن الحصول على هذا التوهج ليس مسألة عشوائية، بل فن متقن يقوم على توازن دقيق بين الترطيب، واختيار المنتج المناسب، والتطبيق السليم. فالهدف ليس أن تظهري كما لو أنكِ عدتِ من عطلة استوائية، بل أن تبدي بإشراقة دافئة خفيفة تعكس العناية والرقي.

  • تان شتوي رقيق.. خطوات الحصول على التوهج الشتوي الطبيعي

كيف تحصلين على «التان الشتوي الناعم»؟

القاعدة الأولى تقول: ابدئي بالبشرة النظيفة والمرطبة جيدًا. فكلما كانت البشرة ناعمة ومتجانسة، بدا اللون أكثر طبيعيةً واستقرارًا. ويُنصح بإجراء تقشير خفيف قبل التسمير لإزالة الخلايا الميتة، ثم استخدام مرطب غني بالأحماض الدهنية، أو الزيوت الطبيعية، مثل: الأرغان أو الجوجوبا.

بعدها يأتي اختيار منتج التسمير. ويوصي خبراء الجمال بتجنّب التركيبات الكثيفة أو الداكنة، التي تُستخدم عادة في الصيف، واستبدالها بمستحضرات خفيفة القوام أو قطرات التوهج، التي يمكن خلطها مع كريم الترطيب اليومي؛ لمنح لون تدريجي ومتوازن.

أما عند التطبيق، فالأفضل استخدام قفاز خاص، أو إسفنجة ناعمة؛ لتوزيع المستحضر بحركات دائرية لطيفة، مع التركيز على مناطق: الخدين والجبهة والرقبة، والابتعاد عن خط الشعر؛ لتجنّب التكتلات.

الليدي كيتي سبنسر.. التوهج الملكي الأنيق:

من بين النجمات اللواتي جسّدن هذا الاتجاه بأسلوب راقٍ ومثالي، برزت الليدي كيتي سبنسر، ابنة شقيق الأميرة الراحلة ديانا، التي ظهرت في حفل «Pink Ball»، الذي أقيم في المتحف البريطاني، مؤخرًا، بإطلالة تخطف الأنفاس.

كانت بشرتها تبدو مضيئة بلمسة برونزية ناعمة، تمنحها دفئًا رقيقًا، يليق بأجواء لندن الخريفية. الإطلالة، التي وُصفت بأنها «التان المثالي لموسم البرد»، لم تأتِ مصادفة، بل من عناية دقيقة وإشراف خبير تجميل معروف، يتولى تنسيق مكياجها وبشرتها.

كيتي تعتمد روتينًا بسيطًا، قائمًا على تحضير عميق للبشرة والتركيز على التوهج الطبيعي، بدلَ أن يغطي اللون الداكن. ويقول خبير التجميل المشرف على إطلالتها: إن السر يكمن في «اختيار منتج يمنح لونًا ناعمًا ومتدرجًا، يندمج مع لون البشرة الأصلي بدلَ أن يغطيه»، وهذا ما جعل مظهرها يبدو طبيعيًا تمامًا، كأن الضوء ينبعث من داخل بشرتها، لا من طبقة مكياج سطحية.

  • الليدي كيتي سبنسر

تحضير البشرة.. الخطوة الذهبية قبل أي توهج:

قبل التفكير في أي مستحضر، تذكّري أن الأساس لبشرة متوهجة يبدأ من الترطيب والتغذية. فالبشرة الجافة تمتص اللون بشكل غير متساوٍ، وتُظهر بقعًا داكنة أو خطوطًا حول الأنف والفم. احرصي على شرب كمية كافية من الماء، واستخدمي مرطبًا يحتوي على حمض الهيالورونيك، أو السيراميدات للحفاظ على توازن الرطوبة.

كما يوصي الخبراء باستخدام قناع ترطيب ليلياً مرتين أسبوعيًا قبل تطبيق التان الشتوي، لضمان ملمس ناعم، وامتصاص مثالي للمنتج. أما بعد التسمير، فالمفتاح هو المحافظة على اللون من خلال الترطيب اليومي، واستخدام غسول لطيف خالٍ من الكبريتات. وتجنّبي الحمامات الساخنة الطويلة، التي قد تُسرّع تلاشي اللون.

والسر في التوهج الشتوي الناعم ليس في كمية اللون، بل في كيفية توزيعه. استخدمي أقل كمية ممكنة وادمجيها جيدًا، فكلما كان التدرج أخف، بدا أكثر فخامة. وبهذا المزيج من العناية والرقة والفهم العميق لاحتياجات البشرة في الشتاء، يمكنكِ أن تحصلي على إشراقة أنثوية فاخرة، تشبه إطلالة الليدي كيتي سبنسر، فتفيض دفئًا وتوهجًا، من دون أن تميل إلى اللون البرتقالي أو المصطنع. إنه جمال الشتاء في أرقى صوره: طبيعي، وأنيق، وهادئ كضوء شمسي يتسلّل عبر نافذة صباح بارد.