في عالم مليء بالمؤثرين في عالم الجمال، وروتين العناية بالبشرة المتعدد الخطوات، وسوق يتسع باستمرار من الأمصال والأحماض والأجهزة، أصبح السعي وراء البشرة المثالية هاجساً ثقافياً، إذ يتم تشجيع مستهلكات الجمال، باستمرار، على شراء المزيد، والطبقات أكثر، وعلاج المزيد.
وعلى الرغم من أن العناية بالبشرة، تحسن بلا شك صحة البشرة ومظهرها، إلا أن السؤال الذي يطرح نفسه: هل العناية بالبشرة الزائدة قد تفسد جمالكِ، بدلاً من تعزيزه؟
-
هل العناية الزائدة بالبشرة تفسد جمالكِ؟
بين العناية والإفراط:
كانت العناية بالبشرة، ذات يوم، طقوساً بسيطة، مبنية على التطهير والترطيب والحماية من الشمس. اليوم، تطورت إلى عملية متعددة الخطوات مليئة بالأحبار، والخلاصات والأحماض والريتينويدات والمقشرات والأقنعة والأدوات والأجهزة.
فقد قدم صعود وسائل التواصل الاجتماعي ثقافة مختلفة، حيث يعادل المزيد من الخطوات مع المزيد من النتائج. ومع ذلك، فإن الجلد كونه عضواً حساساً له قيود. فقد يؤدي الإفراط في استخدام المنتجات إلى تطغى على حاجز الجلد، ما لا يؤدي إلى الإشراق، لكن إلى التهيج. ما بدأ كرغبة في «بشرة أفضل» من الممكن أن يتحول إلى دورة من الالتهاب، والأضرار التي تقوض الجمال بسخرية، بدلاً من تعزيزه.
حاجز الجلد هو الدرع الواقية، التي تحافظ على الترطيب والمهيجات، والعناية بالبشرة المفرطة، خاصة استخدام المقشرات القاسية، أو الجمع بين الكثير من المكونات النشطة، تضعف هذا الحاجز. وعندما تتعرض للخطر، تصبح البشرة أكثر عرضة لـ:
- الاحمرار والحساسية والالتهابات.
- الاختراقات الناجمة عن الالتهاب.
- النسيج الجاف والمتقشر.
- علامات الشفاء والشيخوخة البطيئة.
ومن المفارقات أن الكثيرات يستجبن لهذا الضرر بإضافة المزيد من المنتجات، على افتراض أن بشرتهن تحتاج إلى «عناية إضافية»، بينما تحتاج في الواقع إلى استراحة من هذا الكم الهائل من المنتجات.
الإفراط في استخدام المنتجات:
عادة، يتم ترويج صناعة العناية بالبشرة فكرة أن كل منتج جديد ضروري، حيث يشجع على وضع طبقات من المنتجات، ما قد يؤدي إلى:
- تفاعلات بين المكونات، التي يعطل بعضها بعضاً، مثل: فيتامين (سي) مع أحماض معينة.
- تركيبات قوية جداً، مثل: استخدام الرتينويدات، وأحماض التقشير العالية القوة، في نفس الليلة.
- انسداد المسام نتيجة استخدام الكثير من التركيبات الثقيلة أو المغلقة.
- الإفراط في استخدام المواد الكيميائية، ما يغرق البشرة بالمواد الحافظة، والعطور، والمواد المنشطة.
-
هل العناية الزائدة بالبشرة تفسد جمالكِ؟
الجانب النفسي للإفراط في العناية بالبشرة:
إلى جانب الآثار الجسدية، فإن الإفراط في العناية بالبشرة له بُعْدٌ نفسي، حيث تعاني الكثيرات ما يعرف بـ«قلق الجمال»، أي الشعور بأن بشرتهن الطبيعية ليست جيدة بما يكفي، ويؤدي هذا إلى:
- تجربة منتجات جديدة بشكل قهري.
- مراقبة ملمس البشرة ولونها باستمرار.
- الشعور بالاعتماد على الروتين.
- فقدان التواصل مع احتياجات البشرة الفعلية.
وبدلاً من أن تكون مجرد طقوس مريحة للعناية بالبشرة، تصبح مصدراً للتوتر، فقد يضر هذا الضغط النفسي بشكل غير مباشر بصحة البشرة عن طريق زيادة مستويات «الكورتيزول»؛ ما يساهم في الالتهابات، وظهور البثور.
كيف تتجاوز الأدوات والعلاجات حدودها؟
تقدم أدوات التجميل الحديثة، من أقنعة (LED) إلى أجهزة التيار الكهربائي الدقيق والإبر الدقيقة المنزلية، نتائج فعّالة، لكن يمكن إساءة استخدامها أيضاً، فقد يؤدي الإفراط في الاستخدام، أو الاستخدام غير الصحيح إلى:
- تمزقات دقيقة في الجلد.
- التحفيز المفرط لعضلات الوجه، ما يسبب التوتر.
- ارتفاع درجة الحرارة أو التهيج الناتج عن التعرض المفرط لأشعة (LED).
- التورم أو الكدمات الناتجة عن أدوات الشفط القوية.
وفي خضم فوضى العناية بالبشرة، ظهرت حركة مضادة: «البساطة في العناية بالبشرة»، ويدعو هذا النهج إلى:
- منتجات أقل جودة.
- احترام حاجز البشرة الطبيعي.
- إعطاء الأولوية للحماية من الشمس.
- الاستماع إلى احتياجات البشرة الفعلية.
-
هل العناية الزائدة بالبشرة تفسد جمالكِ؟
عادت يومية قد تُفسد جمالكِ:
قد تلحق هذه العادات اليومية الضرر ببشرتكِ. وبتجنبها، يمكنكِ الحصول على بشرة أكثر صحة وسعادة.
1. إراحة الوجه على اليدين:
إراحة ذقننا على أيدينا في العمل، أو أثناء التفكير العميق، قد تؤدي هذه العادة إلى ظهور التجاعيد المبكرة، وتهيج الجلد مع مرور الوقت؛ لأنه يُضْعف مرونة بشرتكِ، وعادة تحمل يداكِ الجراثيم، كما أن لمس الوجه بانتظام قد يسبب حب الشباب والتهيج. لذا حاولي إبعاد يديكِ عن وجهكِ.
2. شاشات الهاتف المتسخة التي تلامس وجهك:
يلتقط هاتفكِ الكثير من البكتيريا والأوساخ والزيوت. وعند الضغط عليه على خدكِ، قد تنتقل هذه الجراثيم إلى بشرتكِ، وتسبب ظهور البثور. ولمنع ذلك، حافظي على نظافة هاتفكِ!.. امسحيه بانتظام بمنظف مناسب، مع تجنب أيضاً ملامسة هاتفكِ لبشرتكِ لفترات طويلة.
3. النوم بشعر مبلل على الوجه:
هل سبق لكِ النوم بشعر مبلل؟.. هذه العادة الشائعة قد تسبب رطوبة وسادتكِ، ما يشجع على نمو البكتيريا والفطريات، وهذا قد يؤدي إلى ظهور قشرة الرأس والتهاب الجلد ومشاكل جلدية أخرى يمكن تجنبها. ولحماية بشرتكِ من التهيج والالتهاب، احرصي على تجفيف شعركِ جيداً قبل النوم.
4. الإفراط في شد الجلد أو فركه:
قد تكون العناية ببشرتكِ أمراً مُعقداً، خاصة إذا كانت حساسة. فالفرك الشديد قد يسبب تمزقات صغيرة في الجلد، ويلحق الضرر بطبقته الواقية، وبدلاً من ذلك، ضعي منتجات العناية بالبشرة، أو ربتي برفق على بشرتكِ لإزالة المكياج. وبهذه الطريقة، تتغلغل المكونات المُغذية داخل الجلد، دون أن تسبب أي ضرر.
5. الإفراط في الاستحمام بالماء الساخن:
يساعدكِ الاستحمام بالماء الساخن على الاسترخاء بعد يوم طويل، لكن انتبهي لدرجة الحرارة. فالماء الساخن جداً قد يجفف بشرتكِ بإزالة زيوتها الطبيعية، لهذا ينصح الأطباء بالاستحمام بالماء الفاتر؛ لأنه يحافظ على رطوبة بشرتكِ.