شهدت كرة القدم الإماراتية ليلة فارقة، سجلت فيها الحكمة، روضة المنصوري، اسمها بأحرف من نور، بعد أن أصبحت أول إماراتية، على الإطلاق، تُسند إليها مهمة إدارة مباراة دولية للرجال. خلال مواجهة تحديد المركز الثالث في دورة العين الودية الدولية بين مصر و«كاب فيردي»، لم يكن ظهور المنصوري مجرد حدث عابر، بل تحوّل إلى نقطة تحول أكدت الحضور القوي للمرأة الإماراتية في أهم المحافل الرياضية.

ليلة التحدي في دورة العين:

مساء الإثنين، برز اسم روضة المنصوري بقوة حين نزلت أرض الملعب؛ لتكون الحكمة الرئيسية لمباراة بين منتخبين دوليين. هذه الخطوة الجريئة لم تكن سهلة، فقد وضعت المنصوري تحت مجهر الجماهير والإعلام، لكنَّ أداءها كان الرد الحاسم.

اتخذت المنصوري، خلال اللقاء، قرارين مؤثرين: أولهما احتساب ركلة جزاء صريحة لكاب فيردي. وثانيهما إلغاء هدف مصري بداعي المخالفة على الحارس. هذان القراران، اللذان أثارا نقاشاً واسعاً على منصات التواصل، نُفّذا بثبات وشجاعة لافتين، عكستهما لغة جسدها الواثقة. فأداؤها السلس، وقدرتها على إدارة المباراة تحت هذا الضغط الهائل، دفعا المتابعين للإشادة بها؛ باعتبارها من أبرز الوجوه التحكيمية الصاعدة في المنطقة.

  • روضة المنصوري.. أول إماراتية تقود مباراة دولية للرجال

 من روضة المنصوري؟

روضة المنصوري مثال للتوازن والنجاح في ميادين متعددة. فبعيداً عن صافرة الملعب، تشغل المنصوري منصب مدير قسم في «هيئة كهرباء ومياه دبي» (DEWA)، ما يثبت قدرتها على تطبيق «معادلة دقيقة» تجمع بين المسؤوليات المهنية الكبيرة، والالتزام بالتدريب، والانضباط التحكيمي.

بدأت روضة مسيرتها التحكيمية عام 2021، بخطوات سريعة وواثقة. ولم تمضِ سنوات طويلة حتى أصبحت أول حكمة تقود مباراة في تاريخ الدوري الإماراتي للمحترفين، وأول من تقود مباريات رسمية في بطولة خليجية. وكانت هذه المحطات التأسيسية تمهيداً لليلة التاريخية في دورة العين، حيث وضعت اسمها، أخيراً، على خارطة التحكيم الدولي للرجال.

طموح لا يعرف الحدود:

في تصريحات سابقة، تحدثت روضة المنصوري، بصراحة، عن التحديات التي واجهتها كإماراتية في دخول مجال التحكيم، مؤكدة أن الصبر والمحاولات الدؤوبة، كانت مفتاح النجاح. وعن تجربتها الأولى في تحكيم مباريات الرجال، اعترفت بوجود «الرهبة والخوف» في البداية، لكنها أكدت: كل ذلك انتهى مع أول قرار اتخذته، وشعرت بأن المباراة سارت «كما أريد».

اليوم، تحلم روضة المنصوري بأن تصل صافرتها إلى نهائيات كأس العالم، وأن تسهم في ترسيخ مكانة التحكيم الإماراتي عالمياً. ومع الدعم الواضح من الاتحاد الإماراتي لكرة القدم، وموجة الإشادة التي تحظى بها، يبدو أن هذا الطموح يقترب تدريجياً من التحقق، لتصبح روضة المنصوري رمزاً للمرأة العربية، التي تكسر الحواجز بثقة وكفاءة.