جذبت الشابة الإماراتية، هدى المطروشي، أول ميكانيكية إماراتية، الأنظار إليها، خلال مشاركتها في فعاليات الدورة العاشرة من «قمة المعرفة»، المنصة العالمية الرائدة في إنتاج المعرفة وتوظيفها في خدمة التنمية المستدامة، التي تنظمها مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، في مركز دبي التجاري العالمي، تحت شعار «أسواق المعرفة: تطوير المجتمعات المستدامة»، وتختتم فعالياتها اليوم الخميس 20 نوفمبر.

وأدهشت هدى المطروشي جمهور «قمة المعرفة»، بمدى شغفها وولعها بالسيارات وتركيباتها وطرق تصنيعها، مؤكدة أن الشغف الذي تمتلكه تجاه محركات السيارات وآلاتها، كان بمثابة قوة دافعة نحو التميز.

  • هدى المطروشي.. شغف الميكانيكا يُبهر «قمة المعرفة»

وتطرقت هدى، في حديثها، إلى التحديات التي تواجه الشباب في مساراتهم المهنية، موضحة كيف تصقل العقبات القوة والإصرار، وكيف يتحول وهج الشغف الشخصي إلى مصدر إلهام للآخرين، مؤكدةً أن رحلة التميز تبدأ، دائماً، برغبة صادقة وشغف حقيقي بما يقوم به الفرد.

واستعادت هدى طفولتها، وكيف كان شغفها بأن تفكك الألعاب والدراجات الصغيرة والتلفزيونات والهواتف، لمعرفة آليات عملها، إلى أن صار هذا الشغف بالفك والتركيب والإصلاح مهنة حقيقية.

وأشارت هدى إلى أن بداية عملها في ميكانيكا السيارات كانت عام 2016، قبل أن تؤسس ورشتها الخاصة عام 2020، لتصبح أول امرأة إماراتية تدير ورشة لصيانة السيارات، لكنها لم تكتفِ بالجانب الفني، فدرست القيادة والإدارة لتعزيز قدراتها على إدارة مشروع ميكانيكي ناجح. مؤكدة أن نجاحها دليل لمن يمتلك فكرة أو حلماً، بأن عليه أن يستمر دون توقف، لأن الأفكار تتحول إلى واقع؛ عندما تؤمن بها وتغذيها بالإيجابية والتخطيط اليومي.

وخلال الجلسة الحوارية لهدى المطروشي في «قمة المعرفة»، أكدت أنها تلقت مكالمة هاتفية غيرت حياتها، عندما اتصل بها شخصياً صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وعبر لها سموه عن فخره بدورها الرائد، ما شكل لها لحظة مؤثرة وأيقونية في مسيرتها، وقالت: «هذه المكالمة لم تكن مجرد نجاح مهني، بل رسالة أمل للأجيال القادمة من النساء الطموحات بأنهن يعشن في بلاد ترعى وتدعم أبناءها وبناتها دعماً كاملاً».

  • هدى المطروشي.. شغف الميكانيكا يُبهر «قمة المعرفة»

وتعترف هدى بأن دخولها عالم تصليح السيارات لم يكن سهلاً، فبعض العملاء تفاجؤوا عندما علموا أن الورشة تديرها امرأة، مشيرة إلى أن أحد العملاء كان متردداً في تصليح سيارته لديها؛ لكونها امرأة تعمل في مهنة يسيطر عليها الرجال، لكنها أصلحت السيارة بكفاءة.

وإلى جانب طموحها المهني، تؤمن هدى بأن نجاحها مُحمل برسالة، هي تشجيع المرأة على دخول المجالات التقنية، وإثبات أن العمل الميكانيكي ليس حكراً على الرجال، كما تؤكد أنها عملت على نقل المعرفة التقنية للنساء الأخريات، من خلال ورش تدريبية؛ لتعزيز السلامة على الطرق، وتمكين النساء في المجال المهني.