«التابينغ» أو النقر، المعروف، أيضاً، باسم «تقنية الحرية العاطفية»، أسلوب تنظيمي ذاتي لتنظيم العواطف. في هذه التقنية، تستخدمين أصابعكِ للنقر برفق على تسلسل معين من نقاط الضغط (نقاط الوخز بالإبر) في الجسم، وأنت تعبّرين عن مشاعركِ، أو الأفكار التي تمرّين بها. والهدف من ذلك إطلاق هذه المشاعر، وتحرير الطاقة السلبية، ثم تحويلها نحو طاقة أكثر إيجابية. وتُستخدم هذه التقنية؛ لتقليل التوتر والقلق، وتخفيف الألم، والتعامل مع الاكتئاب. من خلال الاعتراف بالأفكار التي تسبّب الإزعاج، وإطلاقها بدلاً من كبتها، ويمكن أن تشعري بتحوّل في طاقتكِ الداخلية من سلبية إلى إيجابية.

  • هل جربتِ تقنية «النقر»؟.. راحة كبيرة للعقل والجسم

ما الفائدة التي تقدّمها تقنية النقر؟

تقنية النقر أداة فعالة وسريعة؛ فهي تبطِّئ الجسم والعقل بسرعة، غالباً خلال دقائق، حتى نتمكّن من التفكير مجدداً وإيجاد حلول. بهذه الطريقة، تمنحين نفسكِ فرصة لإعادة التوازن العاطفي؛ عندما تشعرين بأن الأمور خارجة عن السيطرة.

النقر يُرسل إشارات إلى أجزاء من الدماغ، مثل: اللوزة الدماغية، والحُصين، وهما منطقتان مرتبطتان بالتوتر، والاستجابة للخطر. وعندما تبدئين بالنقر والتعبير، يُساعد ذلك في تهدئة استجابة دماغكِ. وهذا لا يعني أن الموقف الذي يقلقكِ اختفى، لكن عقلكِ يرسل إشارة بأنكِ في أمان، رغم وجود الفكرة المقلقة. ومع التكرار، يرسل الحُصين رسالة مفادها أن ما كنتِ تعتبرينه تهديداً، لم يعد كذلك في الواقع.

وبهذا، يمكن تغيير التركيز على الذكريات المؤلمة، لأنكِ تعملين فعلياً على تلك الجوانب منها، من خلال النقر والتركيز عليها، ما يتيح لكِ تحريرها من الداخل.

ما المشاكل التي يمكن لعلاج النقر أن يساعدكِ فيها؟

تقنية التابينغ نافعة جداً لمجموعة واسعة من القضايا النفسية والعاطفية: مثل: القلق (بما في ذلك: القلق الاجتماعي، والقلق العام، ونوبات الهلع)، والاكتئاب، والتوتر. ويمكن، أيضاً، استخدامها للتعامل مع الصدمات القديمة والجديدة، واضطراب الوسواس القهري، واضطرابات ما بعد الصدمة. بالإضافة إلى ذلك، تُستخدم لتخفيف الألم الجسدي، والإدمان، والرهاب، وحتى مشاكل الوزن، وقضايا متعلقة بالجسم.

كم مرة يُنصح باستخدام التقنية؟

الأمر يعتمد على طبيعة المشكلة، وقدرة جسمكِ على التعامل معها. بشكل عام، يمكنكِ استخدام النقر بنفسكِ كأداة لصحة نفسية يومية، كلما شعرتِ بالحاجة، دون خوف كبير من آثار سلبية؛ إذا كانت المشكلة بسيطة. أما للمشاكل الأعمق، مثل صدمات ماضية، فالأفضل أن تستشيري أخصائياً معتمداً؛ لتوجيهكِ في جلسات مخصصة.

هل هناك آثار جانبية للتقنية؟

نعم، قد تظهر بعض الآثار العاطفية؛ فبعض الأشخاص يشعرون بردود فعل عاطفية قوية خلال أو بعد جلسة التابينغ، مثل: الغضب أو القلق أو الحزن، أو قد تتفاقم المشكلة مؤقتاً. لكن هذه الانفعالات، غالباً، تكون جزءاً من «تحرير طاقي»، أي أن الجسم يطلق ما كان مخزّناً بداخله.

ردود الفعل الطبيعية، مثل: التثاؤب أو التنهد أثناء النقر، تعتبر إشارات إيجابية؛ فهي دليل على أن جهازكِ العصبي ينتقل من حالة «الاستنفار» إلى حالة الاسترخاء والهضم، وهي حالة تعزز عمل الجهاز المناعي، ووظائف الجسم، بشكل أكثر توازناً.

  • هل جربتِ تقنية «النقر»؟.. راحة كبيرة للعقل والجسم

كيف تفعلينه عملياً؟.. خطوات «التابينغ» بالترتيب:

حدّدي ما تريدين العمل عليه، سواء كان ألماً جسدياً، أو مشاعر سلبية، أو توتراً، أو ضغطاً نفسياً، أو أي شيء يزعجكِ. فكّري في مدى شدّة هذا الإزعاج، وقَيّميه على مقياس من صفر إلى 10 (صفر يعني لا انزعاج، و10 أقصى انزعاج).

ابدئي بالنقر من نقطة «الجانب الخارجي لليد»: استخدمي إصبعين من يدك لنقر ناعم على الجزء اللين في اليد (بين الخنصر وأصل اليد). أثناء النقر، كرّري عبارة الإعداد ثلاث مرات، ويمكنكِ قولها في ذهنك، أو بصوت منخفض.

عبارة الإعداد قد تكون، مثل: «رغم أنني أشعر بالتوتر من موعد العمل، إلا أنني أحبّ نفسي، وأقبل ما أشعر به». وإذا لم تناسبكِ عبارة: «أحبّ نفسي وأقبلها»، فيمكنك تعديلها إلى ما يناسبك، مثل: «أنا بخير»، أو «أنا شخص جيد، وأقبل هذا الشعور الآن».

بعد ذلك، قومي بالنقر بلطف 5 إلى 7 مرات على كل نقطة من مجموعة نقاط محددة، هي:

- زاوية الحاجب الداخلي (قرب جسر الأنف).

- جانب العين (طرف العين الخارجي).

- تحت العين (على عظمة الوجنة).

- تحت الأنف، بين قاعدة الأنف والشفّة العليا.

- في تجويف الذقن (المقدمة السفلية للوجه).

- تحت عظمة الترقوة (على جانبَي القصبة).

- على جوانب القفص الصدري، حوالي أربع بوصات تحت الإبط، على جانبي الأضلاع.

- وأخيراً، النقطة على قمة الرأس (يمكن أن تكون بأصابعك، أو راحة اليد).

استمري بهذه الدورة من النقر؛ حتى تشعري بأن مستوى الشعور السلبي قد انخفض (مثلاً، من 8 إلى 3، أو أقرب إلى الصفر).

راقبي شعوركِ بعد النقر، وراجعي مدى ما تغيّر في مشاعركِ أو جسدكِ. وإذا لم يصل الانزعاج إلى الصفر، فيمكنكِ تكرار النقر بعبارات، أو تركيز مختلف حتى تستخلصي فوائد أكثر.