من ديور إلى رالف لورين.. جولة في أرقى مطاعم بيوت الأزياء العالمية

لم تعد العلامات التجارية الفاخرة تكتفي بعرض منتجاتها في متاجرها، بل تجاوزت ذلك لتصبح الوجهة نفسها تجربة متكاملة. فالمطاعم والكافيهات التي تفتتحها دور الأزياء الكبرى ليست مجرد أماكن لتناول الطعام، بل مساحات تعكس هوية العلامة التجارية، وتقدّم تجربة حسية تجمع بين الذوق الفني والإبداع الطهوي، فتتحول زيارة المتجر إلى رحلة كاملة في عالم الفخامة.

«ديور».. المطبخ الفرنسي يلتقي بالإبداع الباريسي:

«ديور» لم تكتفِ بتجديد متجرها في شارع مونتين بالعاصمة الفرنسية، بل حوّلت التجربة بأكملها إلى وجهة متعددة الحواس. فالمتجر الجديد يضم مطعماً فاخراً، ومقهى، ومتحفاً، والمكتب الأصلي للسيد ديور، وشقة للإقامة المؤقتة للعملاء المميزين.

ومع الشراكة مع الشيف العالمية آن-صوفي بيك، التي تحمل أكثر نجوم «ميشلان» على مستوى العالم، توسعت تجربة «Café Dior»؛ لتشمل: أوساكا، وطوكيو، وتشينغدو. هذه المواقع ليست مجرد مطاعم؛ إنها مراكز ثقافية وسياحية تقدم تجربة متكاملة، تربط الذوق الرفيع للموضة بالاحتراف الطهوي، ما يجعل كل زيارة رحلة في عالم «ديور» الفاخر.

«لويس فويتون».. شعار العلامة على كل وجبة:

في نيويورك، افتتحت «لويس فويتون» (Le Café Louis Vuitton) بسعة 70 مقعداً، مقدمة قائمة طعام مميزة، تحمل شعار العلامة على الكعك والساندويتشات والمشروبات. هذه التجربة تمثل أول مطعم للعلامة الفرنسية في الولايات المتحدة، بعد نجاح مماثل في أوروبا وآسيا.

وبحسب الخبراء، هذه الخطوة ليست مجرد استراتيجية تسويق، بل تحويل المتجر إلى وجهة سياحية متكاملة، حيث يختبر الزوار تجربة الفخامة بالكامل، بدءاً من الديكور وتصميم المكان، وصولاً إلى كل لقمة طعام.

«بلو بوكس كافيه».. «تيفاني» تحتفي بالذوق والفن:

عندما أعادت «تيفاني & كو» افتتاح متجرها الرئيسي في نيويورك عام 2023، لم يكن الاهتمام محصوراً بالمجوهرات الفاخرة، بل امتد إلى «بلو بوكس كافيه» في الطابق السادس، الذي يُعد نسخة مطوّرة من المقهى السابق، الذي افتتح عام 2017. تصميم المكان، الذي يشرف عليه الشيف الحائز نجمة «ميشلان»، دانييل بولود، صُمم ليقدم تجربة تناول طعام مستوحاة من المواسم، وتشمل: وجبات الإفطار وشاي العصر، مع قائمة خاصة للطعام الفاخر، ومساحة خاصة للضيوف المميزين.

الديكور هنا ليس مجرد خلفية؛ إنه امتداد لروح العلامة، حيث اللون الأزرق الشهير يغطي كل التفاصيل، من الأرائك الجلدية إلى الأطباق؛ ليصبح المكان منطقة تصوير مثالية، ومقصداً سياحياً لكل محبي الموضة والطعام الراقي على حد سواء. وفي دبي «بلو بوكس كافيه» يمثل اليوم نموذجاً لكيفية تَحَوّل الموضة والفخامة إلى تجربة حية، تتجاوز حدود البيع بالتجزئة.

«غوتشي أوستيريا».. الابتكار الإيطالي مع لمسة معاصرة:

تعاونت «غوتشي» مع الشيف ماسيمو بوتورا؛ لافتتاح سلسلة «Gucci Osteria» في: فلورنسا، وسيؤول، وطوكيو، وبيفرلي هيلز. من أبرز الأطباق المميزة «Emilia Burger»، وهو ساندويتش يُقدّم في صندوق وردي، يذكّر بالوجبات الأميركية السريعة، لكنه محمّل بالذوق الإيطالي الراقي، تكريماً لمنطقة «إميليا-رومانيا»، التي ينتمي إليها الشيف.

المطاعم الأربعة أصبحت وجهات عالمية لعشاق الطعام الفاخر، حيث يلتقي الإبداع الفني بالمذاق الرفيع، وتجربة الطعام تصبح محتوى ثقافياً يُشارك عبر وسائل التواصل، فتتحول كل وجبة إلى حدث فخم بامتياز.

«أرماني».. من الموضة إلى الطهي الفاخر:

جورجيو أرماني قدم نموذجاً مختلفاً من خلال «Armani/Ristorante» في نيويورك. والمطعم يحتل مساحة 385 متراً مربعاً، في قلب متجر «760 ماديسون أفنيو»، مزوّدة بجدران من اللون الأخضر الداكن، وألواح خشبية من الأوكالبتوس، إلى جانب أثاث من مجموعة «أرماني كازا».

هنا، يبدو المطعم كأنه متجر للموضة يحوي مطعماً، وليس العكس. فكل عنصر في التصميم يعكس فلسفة العلامة: أن يكون الطعام والفخامة امتداداً طبيعياً للهوية البصرية والجمالية.

«برادا».. السينما والمقهى يلتقيان في ميلانو ولندن:

في لندن، افتتحت «برادا» (Pop-Up Restaurant) في متجر «هارودز»، المستوحى من «غاليريا فيتوريو إيمانويل» في ميلانو، وقد أثبت شعبية كبيرة لدى الزوار، ما أدى إلى تمديد فترة عمله، ليصبح المقهى منصة لتجربة الطعام الفني الراقي ضمن عالم العلامة الإيطالية.

«برادا» قدّمت تجربة فريدة عبر  مقهى مستوحى من خمسينيات القرن الماضي في ميلانو، صممه المخرج السينمائي ويس أندرسون، ليجسد روح مقاهي المدينة الكلاسيكية. والتصميم الداخلي يشبه مجموعة مشاهد فيلمية حية، ما يجعل المكان وجهة سياحية وتجربة بصريّة مثالية.

«رالف لورين».. معيار جديد لمطاعم العلامات الفاخرة:

مطعم رالف لورين في نيويورك يمثل القمة في دمج الموضة مع الطهي الفاخر. والديكور يجمع بين الجلود والخشب وفن الفروسية، مع أطباق أميركية كلاسيكية، مثل: كراب كيكس، وساندويتشات كورنيد بيف. والالتزام بالزي الرسمي للرجال يعكس فلسفة العلامة في تقديم تجربة متكاملة، حيث الطعام يصبح امتداداً طبيعياً للهوية البصرية، والذوقية للعلامة.