قبل مقابلة مهمة، أو موعد مميز، أو حتى خلال يوم عادي أثقلته المسؤوليات، قد تكتشفين أن الحل أحياناً موجود بين ذراعيك. وكل ما تحتاجينه هو أن تضمي نفسكِ قليلاً. وتربتي بلطف على كتفيكِ. قد يبدو الأمر بسيطاً لدرجة يصعب تصديقها، لكن هذه الحركة، المعروفة باسم تقنية «الرفرفة الفراشية» أو Butterfly Tapping، أصبحت وسيلة فعّالة لدى العديدات من النساء للتغلب على التوتر اللحظي، وتهدئة الأعصاب. يمكنكِ اللجوء إلى هذه التقنية؛ كلما شعرتِ بالقلق أو عدم الاتزان.
إليكِ أبرز ما يهمكِ معرفته حول هذه التقنية:
-
تقنية «نقر الفراشة».. سرّ التخلص من القلق بطريقة لطيفة وفعّالة
- تحفيز للجهاز العصبي:
تقنية «الرفرفة الفراشية» شكل من أشكال التهدئة الذاتية، تعمل على تحفيز الجهاز العصبي اللاودي (Parasympathetic Nervous System) من خلال التربيت اللطيف، ما يساعد الجسم على الانتقال من حالة التوتر إلى حالة الاسترخاء. وهي مفيدة لتخفيف القلق، والغضب، والإرهاق، وكل موجة شعورية سلبية تحتاج إلى الخروج من الجسد.
هذا التمرين الارتكازي يساعدكِ على «إعادة الاتصال بجسدكِ» في لحظة يكون فيها عقلكِ مشغولاً بالقلق، أو الأفكار المتسارعة. وتعبرين بيديكِ فوق صدركِ، كما لو أنك تمنحين نفسكِ حضناً خفيفاً، ثم تبدئين بالتربيت المتناوب: يميناً، يساراً، يميناً، يساراً.
التربيت الثنائي يعمل كمصدر لمعلومة حسية ثابتة ومطمئنة للدماغ، ما يبطئ التنفس، ويعيد تهدئة الجهاز العصبي. هذه الإشارة البسيطة تقول لجسدك: «لا يوجد خطر. أنتِ بخير الآن».
وسواء كنتِ تعانين من قلق عام، أو حساسية زائدة تجاه الأصوات، أو شعور غامض بالارتباك، تساعد هذه التقنية على إبطاء الأفكار المتسارعة، وإعادة تركيز انتباهكِ على اللحظة الحالية.
والأجمل فيها أنها سهلة، ومجانية، ويمكنكِ القيام بها في أي مكان، أو قبل اجتماع مهم، أو مقابلة شخصية، أو حدث اجتماعي يثير قلقكِ، وحتى بعد انتهائه لاستعادة توازنكِ. إنها ببساطة «زر إعادة التشغيل للجسم». وإذا كنتِ تجدين صعوبة في التأمل التقليدي أو الجلوس في صمت، فقد تكون هذه التقنية بديلاً ممتازاً. فهي تمنح العقل شيئاً يركز عليه بينما يستعيد هدوءه.
كيف تقومين بتقنية «Butterfly Tapping»؟
هناك خطوات واضحة، يمكن تطبيقها في أي وقت:
- مرري ذراعيك فوق صدركِ، كما لو أنك تمنحين نفسكِ عناقاً.
- ضعي راحتَيْ يديكِ على صدركِ.
- إذا رغبتِ، فشبّكي الإبهامين معاً؛ ليبدو شكل يديكِ كجناحي فراشة.
- اربتي برفق على صدركِ بيدكِ اليمنى مرة واحدة.
- اربتي بذراعكِ اليسرى مرة واحدة.
- واصلي التربيت المتناوب: يميناً، ثم يساراً، ثم يميناً.. بمعدل مرة في الثانية.
- تنفسي ببطء، واجعلي الزفير أطول من الشهيق.
- أبقي عينيكِ مرتاحتين أو أغلقيهما. يمكنكِ إضافة جملة مطمئنة، مثل: «أنا بأمان»، أو «أنا أستعيد السيطرة». استمري لمدة دقيقة أو دقيقتين. كرري التقنية كلما شعرت بالحاجة إليها.
-
تقنية «نقر الفراشة».. سرّ التخلص من القلق بطريقة لطيفة وفعّالة
تعزيز تجربة «عناق الفراشة»:
رغم أن هذه التقنية فعّالة في حد ذاتها، إلا أنّ هناك طرقاً بسيطة يمكن أن تزيد تأثيرها المهدّئ. يمكنكِ إضافة بعض العناصر المريحة إلى ممارستكِ لتجربة إحساس أعمق بالسكينة:
- الهمهمة: أثناء الربت، جرّبي أن تهمهمي بلحن هادئ أو صوت خفيف. فالهمهمة تُحفّز العصب المبهم، الذي يساعد على تهدئة الجهاز العصبي وتعزيز الشعور بالأمان.
- حركة العينين: خلال الربت، حرّكي عينيك بلطف من اليسار إلى اليمين، بالتزامن مع إيقاع الربت. ما يدعم قدرة الدماغ على معالجة المشاعر والتخفيف من التوتر.
- التنفس العميق من البطن: ركّزي على أخذ شهيق بطيء وعميق من الأنف مع تمدد البطن، ثم زفير لطيف من الفم أثناء الاستمرار بالتربيت. هذا النوع من التنفس يُفعّل الجهاز العصبي اللاواعي المسؤول عن الاسترخاء، ما يهدّئ الجسد والعقل معاً.
- الموسيقى والتأمل: يمكنك ممارسة تقنية عناق الفراشة أثناء الاستماع إلى موسيقى هادئة أو إلى تأمل موجّه. هذه الإضافة تساعد على تعميق الاسترخاء، وتمنحك تجربة أكثر غمراً وراحة.
- العلاج العطري: إضافة روائح مهدّئة، مثل: الخزامى أو البابونج إلى المكان قد تعزّز استجابة الجسم للاسترخاء، فتجعل تجربة عناق الفراشة أكثر فاعلية.
جرّبي ما يناسبكِ من هذه الإضافات، واكتشفي ما يمنحكِ أكبر قدر من الراحة. فاستجابة كل شخص تختلف، وإيجاد المزيج الذي يلائم احتياجاتك سيجعل ممارستك لهذه التقنية أكثر فائدة وإشباعاً. تقنية الرفرفة الفراشية ليست علاجاً بديلاً للمساعدة المهنية، لكنها أداة رائعة للعناية اليومية بالنفس، ولحظات التوتر السريع، ولتنظيم الجهاز العصبي في خضم تحديات الحياة.