يطفئ الفنان المصري القدير خالد الصاوي، اليوم، شمعة ميلاده الـ62. ورغم تأثره الواضح بعلامات المرض، إلا أن «غول التمثيل» يحتفظ بالطلة المختلفة، والحضور الفني القوي الذي مكنه من فرض نفسه نجماً متألقاً في سماء الدراما، والسينما المصرية، لثلاثة عقود متواصلة.

  • خالد الصاوي

المرض.. وتأثيره:

يواجه الصاوي، منذ أكثر من عامين، تحدياً صحياً صعباً، يتجلى في علامات الوهن التي بدأت تظهر عليه. لكن «غول التمثيل» يصر على قهر آلامه، محافظاً على حضوره الفني والاجتماعي. وقد كان آخر مظاهر هذا الإصرار ظهوره اللافت في حفلَيْ افتتاح وختام «مهرجان القاهرة السينمائي الدولي»، في دورته السادسة والثلاثين، بالإضافة إلى بطولته فيلم «وجع الفراق»، الذي أخرجته الشابة جميلة سامح عبد العزيز؛ تكريماً لاسم والدها المخرج الراحل.

بدأت حكاية المرض تظهر على الصاوي، بوضوح، منذ فيلم «ليه تعيشها لوحدك»، حيث ظهر مستنداً إلى عكاز، وترافقه زيادة ملحوظة في الوزن، وتورم في الوجه واليدين. ويعود ذلك إلى إصابته بانزلاق غضروفي حاد، خضع إثره لعملية جراحية لم يُكتب لها النجاح الكامل. فاضطر الصاوي للجوء إلى الأدوية، ومنها مادة «الكورتيزون»، التي - كما هو معروف - تتسبب في احتباس السوائل، وفتح الشهية، وزيادة تراكم الدهون، ما أثر بشكل مباشر على مظهره الخارجي، وعملية التمثيل الغذائي لديه.

  • خالد الصاوي 

عودة قوية مرتقبة في رمضان 2026:

بعد مشاركة هامشية ومؤثرة في دراما رمضان 2025، من خلال مسلسل «سيد الناس»، مع النجم عمرو سعد، والمخرج محمد سامي، يستعد خالد الصاوي، اليوم، لظهور درامي قوي ومحوري في موسم مسلسلات رمضان 2026، حيث يقوم ببطولة مسلسل «الراعي»، إلى جانب ماجد المصري، وأحمد عيد. ويحكي «الراعي» قصة ثلاثة إخوة، يترك لهم والدهم الراحل ميراثاً ضخماً، ويسعى كل منهم للاستئثار بالحصة الكبرى منه، ما يعد الجمهور بموسم حافل بالتشويق.

أدوار خالدة:

تبدأ قصة الفنان خالد الصاوي (مواليد 1963) بتحول جذري، فبعد أن نال ليسانس الحقوق، ومارس المحاماة لفترة قصيرة، أدرك أن شغفه الحقيقي يكمن خلف الكواليس، ليتبع نداء الفن، ويحصل على بكالوريوس في «الإخراج السينمائي». هذه الخلفية الثقافية المتينة كانت القاعدة، التي انطلق منها ليكون فناناً فريداً. انطلاقته لم تكن تقليدية؛ فقد بدأ من مسرح جامعة القاهرة، حيث شارك في تأسيس «الجمعية المصرية لهواة المسرح»، وكتب وأخرج مسرحيات حصدت جوائز مهمة مثل «حفلة المجانين». لم يمر وقت طويل حتى تزامن ظهوره الأول على الشاشتين عام 1990، ليجمع بين الدراما السينمائية والتلفزيونية.

  • خالد الصاوي 

إن الحضور «الكاريزمي»، والقدرة الفنية العالية التي يمتلكها الصاوي، جعلا منه قوة إبداعية لا غنى عنها في المشهد المصري. ولم يقتصر تألقه على الأدوار الرئيسية، بل لمع في أدوار مساندة سرقت الأضواء في أعمال ضخمة، مثل: فيلم «الباشا تلميذ» مع النجم كريم عبد العزيز، و«كدة رضا» مع النجم أحمد حلمي، و«الفلوس» مع النجم تامر حسني، و«عمارة يعقوبيان» مع النجوم: عادل إمام ونور الشريف وهند صبري ويسرا وأحمد راتب وآخرين، ومسلسل «محمود المصري» مع النجم محمود عبد العزيز، و«المداح» مع النجم حمادة هلال. لكن قمة عبقريته الفنية تجلت حينما قدم شخصية بالغة التعقيد في فيلم «الفيل الأزرق»، حيث اخترق ببراعة أعماق المشاهدين، ليثبت أن هذا «الغول» لا يزال يمتلك قدرة فريدة على تقديم أدوار مغايرة تماماً، ما يجعل وجوده في أي عمل فني قيمة إبداعية لا تُنسى.