تكللت المشاركة الإماراتية السادسة في «بينالي البندقية الدولي للعمارة»، بنجاح لافت، حيث استقبل الجناح الوطني الإماراتي، عبر معرضه «على نار هادئة»، نحو 74 ألف زائر، منذ افتتاحه في 8 مايو. وسلط «المعرض» الضوء بذكاء على دور العمارة كوسيط تقني واجتماعي؛ لنقل التجربة الإماراتية المبدعة للعالم. وتحت إشراف المهندسة المعمارية، عزة أبو علم، أثار «المعرض» حواراً هادفاً حول كيفية استجابة العمارة لقضية الأمن الغذائي الملحّة، تحت شعار جامع «ذكي.. طبيعي.. اصطناعي.. جماعي».
-
«على نار هادئة».. 74 ألف زائر للجناح الوطني الإماراتي في «بينالي البندقية للعمارة»
العمارة كمحرك للتنمية المستدامة:
لم يكن «على نار هادئة» مجرد عرض معماري، بل كان دعوة إلى تحفيز الزوار؛ لرؤية العمارة تتجاوز الهيكل الزراعي إلى مشاركة فاعلة في صياغة مستقبل مستدام. وخدمة لهذا الهدف، واصل الجناح تعزيز التعاون بين الإمارات وإيطاليا، من خلال برنامج تدريب داخلي في البندقية، شمل ورش عمل بالشراكة مع «ذا تايدال غاردن»؛ لاستكشاف تكيف النظم الغذائية مع التغير البيئي. هذا المشروع الطموح، الذي جاء بتكليف من مؤسسة سلامة بنت حمدان آل نهيان، يجسد رؤية أبوظبي لتقديم حلول معمارية مبتكرة، تنسجم بذكاء مع تحديات البيئات الصحراوية، مستلهماً في ذلك ثراء التراث الإماراتي.
إرث الماضي لحل تحديات المستقبل:
أكدت القيمة الفنية المشرفة على الجناح الإماراتي، الأستاذة الجامعية والمعمارية عزة أبو علم، أن «على نار هادئة» يمثل دعوة ملحة للتأمل في مستقبلنا الغذائي. ورأت أن «المعرض» لا يسلط الضوء على حلول مبتكرة للتحديات البيئية فحسب، بل يكشف أيضاً عن إمكانية استلهام هذه الحلول من حكمة الإرث المعماري الإماراتي الأصيل. وشددت أبو علم على إيمانها بأن العمارة أداة فاعلة للتغيير الإيجابي، وقادرة على تقديم حلول مستدامة للتحديات العالمية المعقدة، مؤكدة التزام الدولة بتعزيز الوعي المجتمعي بأهمية الزراعة المستدامة وحماية البيئة، تزامناً مع الاحتفاء بـ«عام المجتمع».
يشار إلى أن الجناح الوطني الإماراتي الدائم في «بينالي البندقية»، الذي أقيم بتكليف من مؤسسة سلامة بنت حمدان آل نهيان، وبدعم من وزارة الثقافة الإماراتية، جاء تزامناً مع الاحتفاء بـ«عام المجتمع»؛ بهدف تعزيز قيم التكاتف والتعاون والمسؤولية المجتمعية. ولم يسلط الجناح الوطني الضوء على حلول معمارية مبتكرة للتحديات الغذائية والبيئية فحسب، بل جسد، أيضاً، التزام الدولة بتعزيز الوعي المجتمعي بأهمية الزراعة المستدامة، وحماية البيئة.