حيث تلتقي المغامرة بالحكمة، وتتعانق الرغبة في الاكتشاف مع شغف الحرية، يولد برج القوس، بين 22 نوفمبر، و21 ديسمبر، يجيء بروحٍ تتّسع للعالم، وبقلبٍ يلاحق المعنى في كل تجربة، كأنه وُلد ليبحث، لا ليستقر. يحكمه المشتري، كوكب الحظّ والفكر الواسع؛ ليمنح مواليده روحاً لا تعرف السكون، وقلباً لا يهدأ حتى يجد الحقيقة التي تليق بشغفه.
مواليد «القوس» أشبه بنورٍ متحرّك، فيجمعون بين عفوية الطفولة، وعمق الفلاسفة، فهم لا يحبّون التقيد، ولا يخافون من التغيير؛ لأن الحرية عندهم ليست ترفاً، بل جوهر وجودهم. ويعيشون كما يفكّرون بصوتٍ مرتفع، ونيات صافية، وضحكةٍ تملأ المكان دفئاً.
-
أبراج.. «القوس».. رحلة بين الحرية والحقيقة
يبحث «القوس» عن المغزى في كل شيء؛ في: السفر، والعلاقات، والكتب، والحوارات الطويلة؛ فهو يحبّ النقاش، لا ليثبت أنه على حق، بل لأن الحوار - بالنسبة له - طريقٌ نحو أفقٍ جديد من الفهم. ورغم اندفاعه أحياناً، إلا أنه يبقى أكثر الأبراج تفاؤلاً، فهو يؤمن بأن الخير في النهاية ينتصر، وأن الحظّ، مهما ابتعد، سيعود إليه يوماً بابتسامة كبيرة.
في شخصيته صدقٌ لا يخفى، وعفوية تجعله يقول ما يفكر فيه من دون تردّد. فلا يعرف الأقنعة، ولا يجيد التمثيل؛ لذلك قد يَجْرحُ من دون قصد، لكنه لا يحمل في قلبه سوءاً. فقلبه نقيٌّ، وذاكرته لا تحتفظ إلا بالجميل.
«القوس» كريم، ليس في المال فقط، بل في الوقت والعاطفة والمسامحة. فيغفر سريعاً، وينسى الإساءة كأنه يرفض أن يحمل أثقالاً في روحه، وصراحتُه تشبه حدة السيف؛ لكنه طاهر النية، كما أن بداخله طفلاً كبيراً، يندهش بالحياة كل يوم، ويغضب بسرعة، ويهدأ بسرعة أكبر.
في الحبّ، «القوس» شريك لا يُملّ، فهو صادق، ومرح، ويؤمن بأن العلاقة الناجحة تقوم على الحرية والاحترام، لا على التملك والسيطرة. «القوس» لا يطيق الغيرة، ويبحث عن شريكٍ يسافر معه في الحلم والفكر، وليس في المكان فقط. أما في الصداقة، فهو الذي يُضْحِكك حين تبكي، ويذكّرك بأن الحياة مهما كانت صعبة تستحق أن تُعاش.
-
أبراج.. «القوس».. رحلة بين الحرية والحقيقة
ورغم إشراقه وتفاؤله، إلا أن برج القوس يحمل ظلاً لا يمكن تجاهله. فاندفاعه الدائم يجعله يتسرّع في الحكم والقرارات، وصراحته قد تتحوّل إلى جُرْحٍ غير مقصود. كما أنه سريع الملل، فيهرب من الروتين، كما يهرب الطائر من القفص، وحين يفقد الحماسة، يبتعد دون إنذار. «القوس» يثق بالحياة إلى حدّ السذاجة أحياناً، ويتفاءل حتى وهو يقترب من الحافة. وهو حرّ إلى درجة أنه يخشى الالتزام، وعصبيٌّ حين يشعر بأنه مقيّد. ورغم كل ذلك، إلا أن عيوبه تشبه نيرانه: تحرق لحظةً، لكنها تمنح الدفء ما إن تهدأ.
برج القوس ليس مجرّد إشارة فلكية، بل فلسفة حياة، تقول: «كن حراً، وصادقاً، ولا تتوقف عن البحث عن نفسك». فهو البرج، الذي يعلمنا أن التفاؤل شجاعة، وأن الرحلة أهمّ من الوصول، وأن أجمل الحقائق لا نجدها إلا حين نمشي بخطوة واثقة نحو الأفق المفتوح.