تَقُولُ سَلاَمِي: حَبِيبِي أَبِي

تُرَى هَلْ تُحَقِّقُ لِي مَطْلَبِي؟

أَقُولُ: اطْلُبِي كُلَّ مَا تَشْتَهِينَ

يَكُنْ فِي يَدَيْكِ وَلاَ تَعْجَبِي

فَإِنِّي عَرَفْتُكِ لاَ تَطْلُبِينَ

لِنَفْسِكِ شَيْئاً وَلَنْ تَطْلُبِي

تَقُولُ سَلاَمَة: جَاءَتْ رِهَامُ

إِلَيَّ بِوَجْهٍ لَهَا مُتْعَبِ

وَقَالَتْ: أُرِيدُكِ أَنْ تَمْنَحِينِي

مَجَالاً لِأَعْمَلَ فِي المَكْتَبِ

أُنَظِّفُ، أكْنِسُ، أُحْضِرُ شَاياً

مَتَى شِئْتِ أَوْ رُمْتِ أَنْ تَشْرَبِي

فَقُلْتُ لَهَا: إنَّ هَذَا غَرِيبٌ

فَقَالَتْ: سَلاَمَةُ لاَ تَغْضَبِي

أَنَا صِرْتُ بِالفِعْلِ مُحْتَاجَةً

إِلَى عَمَلٍ كَيْ أُعِينَ أَبِي

فَقُلْتُ: رِهَامُ أَ هَذَا مِزَاحٌ

أَم أنَّكِ قَرَّرْتِ أنْ تَلْعَبِي؟

فَسَالَتْ دُمُوعُ رِهَام وَرَاحَتْ

فَصِحْتُ: تَعَالِي وَلاَ تَهْرُبِي

عَلِمْتُ أَخِيراً بِأَنَّ رِهَامَ

تَقُولُ الحَقِيقَةَ لَمْ تَكْذِبِ

فَقُلْتُ: لَقَدْ تَمَّ مَا تَطْلُبِينَ

فَظَلِّي كَشَمْسٍ وَلاَ تَغْرُبِي