في احتفال استمر عشرة أيام، وتحوّل إلى نافذة على السينما العالمية، اختتمت «مؤسسة الشارقة للفنون» فعاليات الدورة الثامنة من «منصة الشارقة للأفلام». هذه المنصة، التي تُقام سنوياً، أثبتت مجدداً دورها كمركز جاذب للأصوات السينمائية المتميزة من مختلف أنحاء العالم، حيث استضافت عروضها في «سينما سراب المدينة»، وصالات «فوكس سينما» في «سيتي سنتر الزاهية»، بين 14، و23 نوفمبر الجاري.

وشهدت الدورة عرض 27 فيلماً، انطلقت بعرض افتتاحي للفيلم المرتقب «باب» للمخرجة نايلة الخاجة. وقد أولت المنصة اهتماماً خاصاً لدعم المواهب، حيث عُرضت خمسة أفلام قصيرة، كانت نتاجاً مباشراً لـ«منحة الأفلام القصيرة»، التي تقدمها «المؤسسة». كما خصصت «المؤسسة» قسماً مُلهماً، احتفى بمسيرة المخرجة الرائدة جوسلين صعب، من خلال عروض سينمائية مختارة، وورش عمل لاستكشاف إرثها. كما تم إطلاق برنامج «العروض الأولى»؛ خصيصاً لطلبة الجامعات والخريجين الجدد في الإمارات، ليكون بمثابة جسر يربطهم بالساحة الفنية من خلال عرض أفلامهم القصيرة، والمشاركة في جلسات حوارية تثري تجربتهم.

تكريم الرؤى النقدية والواقعية الاجتماعية:

في ليلة التتويج، أعلنت «المؤسسة» عن الأفلام الفائزة، التي عكست التزام المنصة باختيار الأعمال، التي تحمل عمقاً في الطرح، وتميزاً في الأسلوب:

- أفضل فيلم روائي طويل: «أن تصبح دجاج غينيا» (2024)، لرونغانو نيوني.

- أفضل فيلم روائي قصير: «الشيطان والدراجة» (2024)، لشارون حكيم.

وأشادت لجنة التحكيم بالأفلام الروائية الفائزة؛ لقدرتها الفائقة على طرح القضايا المجتمعية برؤى نقدية غير تقليدية، وأساليب فنية جريئة، حيث نجحت في صياغة الواقعية الاجتماعية بأسلوب بصري آسِر.

عمق السرد في الأفلام الوثائقية:

لم يقل التميز في فئة الأفلام الوثائقية، حيث تميزت الأعمال بعمق السرد، والاحترافية السينمائية:

- أفضل فيلم وثائقي طويل: «السير في الظلام» (2024)، لكينشوك سورجان.

- أفضل فيلم وثائقي قصير: «دائرة الصباح» (2025)؛ لباسمة الشريف.

وأشارت اللجنة إلى أن الفيلم الوثائقي «دائرة الصباح» نجح في معالجة تجربة المهاجر الداخلية، وكشف عن العنف الخفي بأسلوب مؤثر، بينما سلط فيلم «السير في الظلام» الضوء على الصمود المُلهم لأرامل المزارعين، متجاوزاً بذلك الأساليب التقليدية في صناعة الوثائقيات.