في المشهد التشكيلي الإماراتي، تتقدّم مجموعة من الفنانات، اللواتي قدّمن رؤية مميزة للوطن، من خلال أعمالٍ تستلهم التراث، وتُعيد قراءته بلغة معاصرة. وقد أسهمت هذه التجارب في تشكيل خطاب بصري نسائي متنوّع، يجمع بين الرمز والتجريد، وبين الذاكرة والابتكار؛ ليقدّم تصوراً أعمق للهوية الوطنية. ويظهر الوطن في أعمال هؤلاء الفنانات كقيمة حيّة، تتجدّد عبر اللون والخامة والضوء، وتنعكس في مقاربات فنية تحاور الهوية، وروح الاتحاد، من زوايا مختلفة.
-
تشكيليات إماراتيات يعبرن عن الهوية وروح الاتحاد
منى الخاجة
ترى منى الخاجة الوطن فضاءً حياً، يتشكّل من الذاكرة والضوء، أكثر مما يتعين بالحدود والرموز؛ فتجعله محوراً بصرياً، تتقاطع فيه البيئة والتراث والإنسان. في أعمالها الأولى، يظهر الوطن من خلال المنازل الشعبية، والقوارب، والشواطئ، حيث يستعاد المكان بـ«روح حنينية»، تعكس عمق العلاقة بين الإنسان وأرضه. ومع تطوّر تجربتها، واتجاهها نحو التجريد الرمزي؛ يغدو الوطن طاقة لونية مستمدة من الصحراء والبحر، وتتحول رموزه إلى زخارف وحليات وعناصر تراثية، تُعيد صياغة الهوية الإماراتية جمالياً. هكذا يصبح الوطن - في فنها - حالة وجدانية تتجدد باستمرار، وإعادة قراءة للمكان كذاكرة نابضة، ومعنى ينمو مع الإنسان، وليس مناسبة عابرة.
-
تشكيليات إماراتيات يعبرن عن الهوية وروح الاتحاد
خلود الجابري
فنانة تشكيلية إماراتية معاصرة، تجمع بين الواقعية والتجريد والتجريب بالخامات؛ لتصوغ لغة بصرية خاصة، تُبرز فيها حضور المرأة والذاكرة والتراث. وتركّز - في أعمالها - على توثيق الملامح البصرية للمرأة الإماراتية، وإعادة صياغتها برؤية حداثية تجمع الحنين بالابتكار. وفي تصورها للوطن، تقدّمه كذاكرة نسائية حيّة نابضة بالرمز واللون، حيث تصبح المرأة استعارة للهوية الإماراتية في تفاعلها مع الماضي والحاضر. وتتجاور الأجيال في لوحاتها بين ألوان زاهية، وظلال عميقة، ما يقدم حواراً بصرياً يربط التراث بالحداثة. وهكذا يتحوّل الوطن، في أعمال الجابري، إلى لوحة جماعية تنبض بالانتماء والإبداع، وتعبّر عن وطنٍ يتجدّد في الذاكرة والروح.
-
تشكيليات إماراتيات يعبرن عن الهوية وروح الاتحاد
روضة الشامسي
فنانة إماراتية معاصرة، تعمل في مجال الفن المفاهيمي والتركيبي، وتستكشف - في أعمالها - الرموز الوطنية، والهوية الثقافية، بلغة بصرية تعتمد على النحت والفراغ والضوء. وتوظّف الطيور والظلال والألوان؛ بوصفها عناصر دلالية، تُعيد تشكيل العلاقة بين الذاكرة والهوية. ففي عملها، الذي تتدلى فيه طيور سوداء، فوق خلفية حمراء، يَبْرُز فيها «الصقر الذهبي»، تقدّم الشامسي الوطن كفضاء يتحرّك بين الحقيقة والرمز. فالصقر يُشعّ كعلامة على الثبات، بينما تحاكي حركة الطيور تعددية أبناء الوطن. ومن خلال هذا الحوار بين الضوء والظلّ، تُظهر الشامسي الوطن طاقةً مستمرةً للصعود والطيران، وقيمةً تنبض بالحضور والامتداد في المخيلة.
-
تشكيليات إماراتيات يعبرن عن الهوية وروح الاتحاد
ميسون آل صالح
فنانة إماراتية معاصرة، توظف الفنون الرقمية، والوسائط المتعددة؛ لصياغة هوية بصرية متجددة، تمزج فيها الرسم اليدوي بالمعالجة الرقمية، فتصنع عوالم «فانتازية»، تتجاور فيها المدينة مع الرمز والحلم. ففي أعمالها، لا سيما لوحتها التي ترتفع فيها شخصية نسائية مُمسكة ببالونات مضيئة فوق مدينة تُجسّد دبي.. يبدو الوطن فضاءً مفتوحاً للتحليق، وتجاوز الحدود. والأزرق والأخضر يضفيان على المشهد روح الانبعاث والحيوية، فيما تتحوّل المدينة إلى مساحة للخيال، والاحتمالات الواسعة. وهكذا تصبح الشخصية رمزاً لطموح المرأة، وقدرتها على إعادة تشكيل مستقبلها، ويغدو الوطن - في رؤية آل صالح - طاقةً نابضةً تحتفي بالحرية والإبداع والانتماء؛ بوصفها جسوراً نحو المستقبل.
-
تشكيليات إماراتيات يعبرن عن الهوية وروح الاتحاد
بدور آل علي
فنانة إماراتية تستلهم روح الوطن من الذاكرة الشعبية، ومن حضور المرأة في الحياة اليومية؛ فتجعل من التراث محوراً بصرياً حيوياً، يعيد سرد الحكايات القديمة بروح معاصرة. وفي أعمالها، كما في هذه اللوحة، يظهر الوطن كبيتٍ ممتد من دفء الجلسات النسائية، وطقوس الحِرَف، حيث تتحول التفاصيل، ومنها: الملابس التقليدية، وألوان السدو، وأدوات القهوة، إلى رموز تحتفي بالأصالة والاستمرارية. وتعكس آل علي الوطن بعيون نسائه، فتجسّد صمودهن وحنانهن كجزءٍ من هوية مكانية لا تنفصل عن جذور الأرض. وهكذا، يصبح الوطن - في فنها - مساحة تُروى فيها الذاكرة باللون، ويغدو التراث لغةً نابضة تحفظ الإحساس بالانتماء، وتعيد صياغته بروح دافئة وقريبة.
-
تشكيليات إماراتيات يعبرن عن الهوية وروح الاتحاد
آمنة الحمادي
فنانة إماراتية معاصرة، تُعرف بأسلوبها الذي يجمع بين الواقعية التوضيحية، واللمسة الكرتونية الحديثة، ما يجعل أعمالها قريبة من الجمهور، دون أن تفقد عمقها الفني، والرمزي. وتشتغل الحمادي على موضوعات الهوية والإنجاز الوطني، مقدّمة رؤية بصرية، تحتفي بالإنسان وروح الاتحاد. وفي لوحتها، التي تجسّد سلطان النيادي، وهزاع المنصوري، أول رائدَيْ فضاء إماراتيين، ضمن برنامج الإمارات لرواد الفضاء، ترى الوطن فضاءً للطموح، والقدرة على بلوغ المستحيل. فالألوان الزاهية، والخطوط الواضحة، تمنح الشخصيتين حضوراً مبهجاً، يعبّر عن الفخر والاعتزاز. فيما يَبْرُز علم الإمارات كإشارة قوية إلى الانتماء. وهكذا يتحوّل الوطن، في أعمالها، إلى طاقة دافعة، تمنح الإنسان جناحين، وتعيد تعريف الهوية كرحلة مستمرة نحو المستقبل.