في دولة الإمارات، لا تُقاس الفخامة فقط بارتفاع الأبراج، ولمعان المدن الحديثة، بل أيضاً بقدرتها الفريدة على صَوْن جماليات الماضي، وتحويل التراث إلى تجربة ضيافة نابضة بالحياة. هنا، في قلب الصحراء، وعلى ضفاف البحر، وبين الجبال والواحات، تنبض فنادق تراثية، تحكي قصص المكان، وتعيد إلى الزائر ذلك الشعور الدافئ، الذي لا تصنعه التكنولوجيا، بقدر ما تصوغه الذاكرة، والهوية. إنها فنادق لا تكتفي باستقبالك، بل تدعوك إلى رحلة عبر الزمن؛ إلى بيوت أجدادٍ أعيد ترميمها، وإلى مجالس تُشعل فيها رائحة القهوة العربية، وتصدح حولها الحكايات القديمة. ومع كل خطوة داخل هذه النُّزل والمنتجعات، يختلط عبق الماضي بترف الحاضر؛ ليولد أسلوب ضيافة أكثر صدقاً، وعمقاً. فمن صحراء أبوظبي حيث تتهادى الكثبان كقصيدة لا تنتهي، إلى بيوت الشارقة التراثية التي تنبض بثقافة المكان، وصولاً إلى خورفكان التي تجمع بين البحر والجبل، ثم إلى قرى نجد المقصار، وحتا ببيوتها الجبلية الدافئة؛ تمتد هذه التجارب كخيط واحد من الجمال، يُعيد تعريف معنى الإقامة، ويمنح كل زائر فرصة العيش داخل مشهد إماراتي أصيل.

  • فنادق تراثية تنبض بالهوية الإماراتية

فندق ليوا أبوظبي.. عناق بين الكثبان وواحة الحياة

على مشارف الربع الخالي، حيث ينساب الأفق بلا نهاية، يقف فندق ليوا كجزء من الصحراء، لا كإضافة إليها. فالرحلة الممتدة إلى ساعتين ونصف من أبوظبي، تُشعر المسافر بأنه يترك العالم خلفه؛ ليدخل فضاءً صافياً من السكون، والدهشة. ويتموضع الفندق وسط حديقة منسّقة، تمتد على 25 فداناً، وتحتضن غرفاً «ديلوكس»، تم تجديدها لإحياء الطابع العربي التقليدي، وأجنحة وفللاً خاصة، تمنح كل ضيف عالمه المتفرّد. فما إن يفتح الزائر شرفة غرفته، حتى تتجلّى الكثبان الرملية الحمراء بانسيابيتها الساحرة، في مشهد بانورامي ثري. هنا، يختبر الضيوف رفاهية تتجاوز حدود الإقامة: جلسات الأيورفيدا واليوغا لتجديد الروح، وركوب الإبل، والتزلج على الرمال، والدراجات الرباعية، ورفقة الصحراء سيراً على الأقدام. وهناك تجارب ليليّة، مثل: التخييم، والسفاري، وحفلات الشواء تحت نجوم تتلألأ كأنها أكثر قرباً من أي مكان آخر. أما المطاعم، فتقدّم مأكولات عالمية بلمسة محلية، وتحوّل تناول الطعام إلى تجربة حسية. ورياضياً، يتيح الفندق تنوّعاً نادراً في هذا الموقع الصحراوي، مثل: ملعب لكرة القدم، وتنس الطاولة، والنادي الرياضي، ورمي السهام، والبلياردو، كأن الصحراء تفتح أبوابها لكل الهوايات.

  •  
  • فنادق تراثية تنبض بالهوية الإماراتية

«ذا تشيدي البيت الشارقة».. حين يصبح التراث ضيفاً مكرّماً

في إمارة الشارقة، لا يزال التراث ينبض في كل زاوية، من الأسواق القديمة إلى أبراج الرياح الشاهدة على تاريخ الخليج. وعلى ضفاف مياه الخليج العربي، التي تعانق المدينة من قرب، ينهض فندق «ذا تشيدي البيت الشارقة» كجوهرة لا مثيل لها، وحكاية محفوظة بين جدران التاريخ، وفخامة تنسجها تفاصيل المكان. يقع الفندق وسط شبكة من الأزقة المتعرّجة، التي تذكّر بزمن القوافل، وتحيط به البراجيل التي تتنفس من خلالها العمارة التقليدية. هنا، يجد الضيف نفسه داخل عالمٍ عربيٍّ دافئ؛ حيث تتداخل الفنون الإسلامية مع روح المعاصرة؛ ليولد أسلوب ضيافة يليق بمتحف حي للعمارة الإماراتية. ويضم الفندق 53 غرفة، يجتمع فيها الماضي بأناقته، والحاضر براحة تفاصيله. والفندق يحمل اسماً يليق بروحه: «البيت»، فهو ليس فندقاً تقيم فيه، بل «منزل» تعود إليه. فالغرف والأجنحة، التي كانت يوماً مساكن لعائلات إماراتية، أعيد ترميمها بعناية؛ لتحتفظ بدفئها الأصلي دون أن تفقد لمستها العصرية. اختار الفندق أسلوباً «مينيمالياً» أنيقاً، يتيح للتفاصيل التراثية أن تتحدث بوضوح، ومنها: نقوش خشبية دقيقة، وفوانيس عربية، وتحف قديمة، وأرضيات مرصوفة بالحصى.. كلها تمنح المكان هوية، لا يمكن استبدالها.

  • فنادق تراثية تنبض بالهوية الإماراتية

«نُزل الرياحين» – خورفكان.. الماضي يروي حكاياته

على شاطئ خورفكان، بين هدوء البحر ورائحة الجبال، ينهض «نُزل الرياحين» كواحة ثقافية، تعيد زواره إلى زمن جميل. ويتألف «النزل» من 19 بيتاً تراثياً تضم 54 غرفة، رُسمت تفاصيلها وفق أسلوب «الفريج» الإماراتي القديم، حيث الأزقة الضيقة، أو «السكيك»، التي تنساب بين البيوت كخيوط ذاكرة لا تنقطع. فالغرف مزينة بما يعكس هوية المكان، مثل: مفروشات بسيطة، ولمسات تراثية دافئة، وروح بيتٍ ساحلي كان يوماً محوراً لحياة سكان المنطقة. ويمتاز النزل بموقعه المحاذي لسوقَي: «الشرق، والوادي»، ما يتيح للضيوف استكشاف الأسواق القديمة، والمتاحف الشخصية، والمقاهي الشعبية، والمطاعم التي تقدّم مزيجاً من النكهات المحلية، والتجارب الثقافية. وبخطوات قليلة فقط، يصل الزائر إلى كورنيش خورفكان، حيث يمتد البحر بلونه الفيروزي، وتغدو الإطلالات جزءاً من المتعة اليومية.

  • فنادق تراثية تنبض بالهوية الإماراتية

نُزل قرية حتا.. حيث تتكلم الجبال لغة الضيافة

في سلسلة جبال الحجر، يبرز نُزل قرية حتا وجهةً تجمع بين الأصالة الإماراتية وروح المغامرة. تم ترميم بيوت القرية القديمة، وتحويلها إلى أماكن إقامة دافئة ومريحة، بلمسات تحافظ على روح العمارة التقليدية، بجدران طينية، ونوافذ صغيرة تُطل على الجبال، ومساحات خارجية تُغري بالهدوء والتأمل. ولأن الطبيعة، هنا، هي «البطل»، تتنوّع الأنشطة بين: ركوب الدراجات الجبلية، والمشي في المسارات الطبيعية، والكاياك في سد حتا، واستكشاف الأودية والمرتفعات المحيطة. إنه المكان المثالي لمن يريد فصلاً جديداً من الحياة، مليئاً بالهواء النقي، وروح المغامرة.

  • فنادق تراثية تنبض بالهوية الإماراتية

نزل ومنتجع قرية نجد المقصار.. عناق بين الجبل وذاكرة الريف

بين أحضان الجبال، تلوح قرية نجد المقصار كصفحة محفوظة من تاريخ الإمارات الريفي. إنها ملاذ الباحثين عن السكينة، وعن إقامة تتجاوز حدود السرير والنافذة؛ لتصل إلى الروح نفسها. والبيوت المبنية على الطراز الجبلي الإماراتي، بجدران حجرية، وأبواب خشبية، وسجاد منسوج يدوياً، تُشعر الضيف بأنه يعيش داخل لوحة ريفية لا تتكرر. وتتميّز الغرف، مزدوجة أو مفردة، بإمكانية تحويلها لاستقبال العائلات، مع توفير كل وسائل الراحة الحديثة دون المساس بجمال الطابع التقليدي. ومن الشرفات، ومساحات الجلوس الخارجية، تطل القرية على الساحل والجبال في مزيج مدهش من التضادّ والجمال. أما الأنشطة، فتأخذ الضيوف في رحلات بين الطبيعة، مثل: ركوب الخيل، ومسارات التنزه، واستكشاف البيئة الجبلية، وكل ذلك يجعل الإقامة تجربة استثنائية، لا تُمل.

  • فنادق تراثية تنبض بالهوية الإماراتية

منتجع قصر السراب الصحراوي

عند الحديث عن الفخامة التراثية في أبوظبي، لا يمكن تجاوز منتجع قصر السراب الصحراوي، درة صحراء الربع الخالي الشاسعة، وأكبر منتجع طبيعي في هذه المنطقة الساحرة. تم تصميم هذا الصرح المذهل؛ ليحاكي تماماً قلاع وحصون الرمال القديمة، وليظهر كقلعة أسطورية محفورة وسط بحر متلألئ من الكثبان الذهبية، فيطل بوقار على منطقة ليوا بأكملها. يغمرك المنتجع بأجواء شرق أوسطية خالصة، عبر ديكوراته الفاخرة، التي تعتمد على الألوان الترابية الدافئة، والأقمشة المحلية المنسوجة بعناية، حيث تفتح شرفات الغرف الخاصة أبوابها على لوحات لا متناهية من الكثبان الرملية الخلابة. ولعشاق الخصوصية المطلقة، يقدم المنتجع فلل «بافيليون» الملكية المنفصلة، التي تشبه قصوراً صغيرة مزودة بمسابح خاصة، وخدمة النادل. تتكامل هذه التجربة الفارهة مع باقة من الأنشطة الصحراوية، منها: ركوب الجمال والخيل، وقيادة الدراجات، وصولاً إلى الليالي المقمرة، وحفلات الشواء في المخيمات؛ ليُثبت هذا القصر التراثي أنه حصد بجدارة جوائز عدة، بينها «أفضل منتجع صحراوي في الشرق الأوسط».