في زوايا البلدة القديمة بالعُلا، حيث يتنفس الطين رائحة القرون الماضية، وقع لقاء استثنائي أعاد وصل العطر بتاريخه العميق. هناك، على مسار «طريق البخور» الأسطوري، افتتحت دار العطور العُمانية الفاخرة «أمواج» مساحتها المؤقتة الجديدة «بيت اللبان». هذا البيت عبارة عن معرض، يأخذ زواره في رحلة حسية غامرة، تستعيد سيرة اللبان، المكوّن العطري الأسطوري، من مهد ولادته في وادي دوكة بظفار (موقع اليونسكو للتراث العالمي)، إلى الدروب الرملية، التي حملت عبيره إلى حضارات الجزيرة العربية.
-
عبق التاريخ يلتقي الفخامة.. «أمواج» تُحيي أسطورة اللبان على «طريق البخور» في العُلا
جسر بين عُمان والعُلا.. الروابط تعود إلى الحياة:
شهد حفل الافتتاح حضوراً رفيع المستوى يؤكد الأبعاد الثقافية والتاريخية لهذا التعاون. فقد أكد السيد خالد بن حمد البوسعيدي، رئيس مجلس إدارة «أمواج»، اعتزازه بالوجود في العُلا، واصفاً إياها بأنها «ملتقى الطرق على دروب اللبان القديمة»، ومشدداً على أن هذا التعاون، يجسد عمق الروابط الثقافية والتاريخية بين سلطنة عُمان والمملكة العربية السعودية، محتفياً بـ«رحلة اللبان الخالدة»، وقدرتها على إلهام الثقافات.
من جانبه، أشار الدكتور عبدالرحمن السحيباني، نائب رئيس الثقافة في الهيئة الملكية لمحافظة العُلا، إلى أن اللبان يظل «جوهر الحكاية، التي تجمع بين العُلا، وعمق التاريخ الإنساني»، مؤكداً أن الشراكة مع «أمواج» تعيد وصل خيوط الإرث بين ظفار والعُلا، لـ«تتلاقى الطبيعة بالذاكرة، والعطر بالتاريخ».
-
عبق التاريخ يلتقي الفخامة.. «أمواج» تُحيي أسطورة اللبان على «طريق البخور» في العُلا
تجربة غامرة على «طريق البخور»:
تُعدّ تجربة «طريق البخور» في العُلا، في حد ذاتها، رحلة تستغرق 90 دقيقة بين الأزقة الطينية، وتجمع بين العروض الحية والتقنيات الحديثة، وقد حصدت، مؤخراً، جائزة «أفضل فعالية ثقافية وفنية» لعام 2025. والآن، ومع افتتاح «بيت اللبان»، تكتمل هذه التجربة الحسية.
ويفتح هذا التعاون، وهو الأول من نوعه بين «أمواج» وتجربة «طريق البخور»، للزوار بُعداً أعمق لفهم اللبان النادر؛ بدءاً من التزام الدار برعاية وادي دوكة منذ عام 2022، والحفاظ على هذا المورد التاريخي عبر منظومة استدامة شفافة، وصولاً إلى استكشاف مكانته التراثية في تشكيل طرق التجارة القديمة. ويتيح «البيت» رحلة متكاملة، يستشعر فيها الزائر عراقة هذا المكوّن بكل حواسه.
-
عبق التاريخ يلتقي الفخامة.. «أمواج» تُحيي أسطورة اللبان على «طريق البخور» في العُلا
وتُختتم الزيارة بلمسة شخصية آسرة: تجربة عطرية تفاعلية توجه الضيف إلى اكتشاف أحد ابتكارات «أمواج» الستة، التي تعتمد على اللبان كنغم أساسي. إنها لحظة احتضان العطر، التي تُشكل الختام المثالي لهذه الرحلة الغامرة، تاركة أثراً عطرياً، لا يزول من الذاكرة.
ويستمر «بيت اللبان» في استقبال الزوار على مدار الأشهر الستة المقبلة، حتى 26 يونيو 2026، من يوم الثلاثاء إلى السبت، بين الساعة الـ6:30 مساءً والـ9:00 مساءً، وتقدم التجارب باللغات: العربية، والإنجليزية، والصينية (الماندرين).